فى كتابها «قمم أدبية» قالت الدكتورة نعمات أحمد فؤاد إن أحمد لطفى السيد المفكر والفيلسوف المصري، ورائد من رواد حركة النهضة والتنوير فى مصر سقط فى انتخابات 1913 فى السنبلاوين بالدقهلية، لأن منافسه كان رجلا ماكرا، استغل سذاجة الناخبين وجَهْلَهُم، فقال لهم: إن لطفى السيد ينادى بالديمقراطية، ومعناها أن تتزوج المرأة أربعة رجال، كما يتزوج الرجل أربع نساء.. وقد اعتبر الناخبون هذا خروجا عن الدين، وأكد هذا لديهم أنهم عندما التقوا بلطفى السيد وسألوه: هل ينادى حقا بالديمقراطية؟ فقال لهم: نعم. دون أن يسألوه عن معنى الديمقراطية، فأيقنوا أن ما قاله خصمه صحيح، ومن هنا سقط فى الانتخابات. تاريخ الشائعات الانتخابية قديم قدم الانتخابات، ولكنه يختلف من وقت لآخر ويتطور بتطور الزمن، وكلما كان لدى المرشح القدرة على الترويج لشائعة واقناع الناس بها كلما كانت الاستفادة منها أكبر.. لكن يظل السؤال.. هل تؤثر الشائعات فى المصريين، وهل يمكنها أن تغير من وجهة نظرهم فى مرشح ما؟ هذا ما سنعرفه فى السطور القادمة.. ويقول الدكتور سعيد صادق، استاذ علم الاجتماع السياسي، إن الشائعات الانتخابية قد يكون لها تأثير، وقد لا يكون لها أى تأثير، وهذا يتوقف على ذكاء الحملة الانتخابية للمرشح وكيفية توظيف الشائعة، سواء كانت شائعة متعلقة بالمرشح نفسه فتكسبه تعاطفا أو بالمرشح الخصم فتفقده ذلك التعاطف. وأكد أن أكثر الحالات التى تلعب فيها الشائعات دورا كبيرا عندما يكون هناك تكافؤ بين مرشحين، ويكون هناك نوع من التساوى النسبى بين أنصار كل مرشح، فى هذه الحالة قد تلعب الشائعة دورا كبيرا فى ترجيح كفة مرشح على آخر. مشيرا إلى أن الشائعة الانتخابية قد تكون مفيدة للمرشح عندما يحسن اختيار البيئة التى يطلق بها هذه الشائعة. وأضاف سعيد صادق، أن الشائعات قد يستخدمها أيضا بعض المرشحين المغمورين، والذين لا يملكون اى شعبية أو تأثير فى الانتخابات، ولكنهم فقط يطلقون الشائعات من أجل تسليط الضوء عليهم، وليس من أجل التعاطف، هم فقط يريدون أن يكونوا فى دائرة الضوء، لأنهم يعرفون أن فكرة الفوز بالنسبة لهم تبدو مستحيلة. وتقول الدكتورة منال زكريا أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة القاهرة، إن هناك مجموعة من الاعتبارات والظروف مرتبطة بانتشار الشائعات، والمناخ المصرى فى الوقت الحالى مهيىء لاستقبال أى شائعة خاصة التى تتعلق بالمرشحين للانتخابات الرئاسية، لأن كل ما يشغل المصريين الآن هو من يكون رئيس مصر القادم؟. وعن رأى الدين يقول الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال «كفى بالمرء إثماً أن يحدث بكلِّ ما سمع»، وأضاف، من المعلوم أن أى إنسان إذا اتهم إنسانا بما ليس فيه فقد ارتكب البهتان.