جاء قرار المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين أمس سحب سفرائها من قطر مفاجئا للجميع، ومثل صعودا فى منحنى التوتر وتطورا نوعيا غير مسبوق فى منطقة ظلت لعقود طويلة تتبنى النهج المحافظ الهادئ فى سياساتها مع جميع الدول، خاصة فى محيطها الخليجي، وهو ما ينذر بحدوث تداعيات خطيرة كردة فعل للقرار قد تنعكس على جميع الدول العربية خلال الأيام المقبلة، وربما يواجه مجلس التعاون الخليجى الذى تأسس ردا على قيام الثورة الإسلامية فى إيران أزمة تهدد كيانه بالانهيار. وقد سبق اتخاذ القرار بيوم واحد عقد اجتماع لوزراء خارجية دول المجلس بالرياض فى محاولة لإقناع دولة قطر بأهمية اتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع اتفاق الرياض الذى تم فى نوفمبر من العام المنقضى فيما يتعلق بالاتفاقية الأمنية والالتزام بعدم التدخل فى شئون دول المجلس الداخلية، وما تبعه من جهود الوساطة الكويتية بقيادة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، وهو ما يفسر عدم انضمام الكويت للقرار وقيامها بسحب سفيرها، كى تبقى على شعرة معاوية قائمة للتدخل وتقريب وجهات النظر مع قطر من أجل احتواء الموقف سريعا، وعدم ترك الأمور لتتفلت من أيدى الساسة الخليجيين ، وزاد من حدة الموقف ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن حدوث مشادة كلامية وتلاسن بالألفاظ بين أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثانى ووزير الخارجية السعودية الأمير سعود الفيصل. وأفادت التقارير الإخبارية أن أمير الكويت قام خلال الفترة الماضية بجهود وساطة عاجلة ومكثفة لتهدئة الأوضاع الملتهبة بين الجارتين الخليجيتين، بعد أنباء تحدثت عن محاولة المملكة إخراج قطر من مجلس التعاون الخليجي، ومطالبتها دوله بإدانة سياسة قطر خاصة بالنسبة تجاه مصر واليمن، وأن السعودية منزعجة من تلك التصرفات.