مشاركة المرأة فى الاستفتاء على الدستور الذى أجرى مؤخرا والذى أبهر العالم وعكس درجة وعيها بمشاكل مجتمعها أكد أنها إذا ما أتيحت لها الفرصة تعطى بمنتهى الإخلاص والجدية. وهو ما يفرض على المجتمع دعمها للوصول إلى مقاعد البرلمان، خاصة لحديثات العهد بالتجربة الانتخابية، من خلال توعيتها بكيفية إعداد برنامج انتخابى متكامل وهو ما نحاول أن نقدمه من خلال رؤية نخبة من المهتمات بقضايا المرأة. فى البداية تقول السفيرة مرفت تلاوى رئيس المجلس القومى للمرأة: لكى يتم إعداد برنامج انتخابى ناجح لابد من الاهتمام بكل مشكلة تتعرض لها المرأة حتى و إن كانت صغيرة، فنجاح البرنامج يعتمد اعتمادا كليا على شمولية المشاكل التى تواجه المجتمع من بطالة وفقر وعدم مساواة وإهمال، وألا تكون هذه البنود ليس حبرا على الورق حتى تصبح محل اهتمام وتنفيذ فعلى. وأضافت: المرأة المصرية وقفت ضد الظلم والاستبداد وحكم الفاشية وأعلنت للعالم أنها قادرة على تحطيم كل القيود، وأنه لا يمكن لأحد أن يقف ضد أحلامها وطموحاتها، وأنها قادرة على قيادة المستقبل، لكن هذا لا يمنع أن الطريق أمام المرأة المصرية طويل لتحقيق كل ما تحلم به. و تؤكد رئيس المجلس القومى للمرأة ضرورة تحقيق المساواة بين الرجل و المرأة وتمثيل المرأة فى المجالس النيابية وتوليتها للوظائف العليا فى الدولة والهيئات القضائية، وحمايتها من كل صور الاضطهاد التى عانت منه، أيضا لابد من الاهتمام بمشكلات المرأة الريفية والمهمشة والمرأة المعيلة، إلى جانب تبنى قضايا محو الأمية والصحة وضرورة توعية المرأة المصرية خاصة فى الصعيد والمناطق الريفية والنائية بحقوقها السياسية و الاقتصادية والاجتماعية، وهذا يحتاج إلى دعم من قبل وسائل الإعلام المختلفة للوصول إلى جميع السيدات فى جميع المحافظات على مستوى الجمهورية. و ترى د.جورجيت قلينى عضو بالمجلس القومى لحقوق الإنسان وعضو مجلس الشعب السابق أن من أهم أساسيات نجاح أى برنامج انتخابى هو المساواة، كما أشارت إلى أهمية اشتراك المرأة فى الحياة السياسية لمواجهة الفساد والعمل على بناء حياة كريمة، لذا لابد من تقديم برنامج يتناسب مع دورها الفعال فى الحياة الاجتماعية والسياسية ويجب أن يصون البرنامج الحرية وحقوقها كإنسانة، ويضمن تواجدها فى كل القطاعات و الأحزاب وفى الشارع وفى الجمعيات والمنظمات وحماية المرأة من الزواج المبكر والفقر والجهل و الاهتمام بتعليمها. و تشير مارجريت عازر أمين صندوق شبكة الليبراليين العرب وعضو منظمة حقوق الإنسان المصرية إلي أنه عند وضع أى برنامج ناجح لابد من العمل على توفير سبل التكافؤ الاجتماعى بما يضمن الحياة الكريمة للمرأة، وأن يكون هناك تمييز إيجابى للمرأة لمحاربة المواريث الثقافية والاجتماعية الموجودة فى المجتمع غير المصنفة للمرأة. كما تؤكد أن البرنامج الناجح لابد أن يعمل على حماية المرأة ضد كل أشكال العنف وإعطائها فرصة للتوفيق بين واجباتها فى الأسرة و متطلبات العمل ولا سيما أن هذه النقاط إهتم بها الدستور، و هذا يعنى أن هناك اتجاها لإنصاف المرأة والمساواة بينها وبين الرجل فى جميع الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية. و تلتقط د.منى مكرم عبيد عضو مجلس الشعب السابق أطراف الحديث وتقول: إن البرنامج الانتخابى الناجح يعتمد على عدة نقاط مهمة منها الاهتمام بالتأمين الصحى للمرأة والتشجيع على التعليم و التدريب المهنى، والاهتمام بحال المرأة فى المناطق العشوائية والمناطق الفقيرة لأن الحرمان و الفقر يعوق نجاح المرأة. ولابد من تحقيق الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وضرورة تيسير القروض والتسويق لمشروعات المرأة حتى يتوافر لها سبل النجاح. أيضا ضرورة المساواة بين المرأة و الرجل فى كل المجالات السياسية والاجتماعية وعدم التقليل من شأنها، بل تقديم الاحترام لها وتمكينها من المشاركة السياسية. كما لابد أيضا من وضع قرارات لحماية المرأة من التعرض لأى شكل من أشكال الاضطهاد والعنف، فالمرأة مثل الرجل لها كل الحق فى أن يكون لها مكانتها العالية فى الوزارات وفى أى مؤسسة سياسية.