مع بداية الانفلات الأمنى فى اعقاب ثورة 25 يناير بدأت تنتشر ظاهرة الموتوسيكلات الصينى «الطيارة» رخيصة الثمن التى تتراوح بين 500 جنيه إلى 5 آلاف جنيه ويستغلها الشباب والخارجون عن القانون فى ارتكاب الجرائم مثل السرقة والتحرش الجنسى وتوزيع المخدرات وعمليات الإرهاب والقتل. وانتشرت الموتوسيكلات فى المحافظات بشكل ملحوظ وصارت خارج السيطرة الأمنية كونها غير مرخصة والمرور لا يعرف عنها شيئا. ففى الفيوم تتصاعد المخاوف بين المواطنين والأوساط الشعبية، من استغلال الدراجات البخارية غير المرخصة فى أعمال إرهابية تستهدف أشخاص ومؤسسات حكومية وشرطية والمواطنين فى المحافظة، بعد إستخدامها فى سلسلة أعمال إرهابية فى القاهرة ومحافظات أخري. محمد البحيري، عضو اللجان الشعبية بمركز طامية بمحافظة الفيوم، يرى أن إنتشار ظاهرة الدراجات البخارية غير المرخصة، ترجع لعدم الوجود الأمنى الذى سهل على المخالفين السير بحرية كاملة، وقال: فى مركز طامية أصبحت الدراجات البخارية عنصر أساسى فى الحياة اليومية، وزاد عددها كثيرا لدرجة أنه قد تجد اكثر من دراجة فى منزل واحد، حتى إن الفلاح «الطماوي»، استغنى عن الحمار واستبدله بالدراجة البخارية، ويستخدمه فى الذهاب إلى الحقل. ويضيف القاسم المشترك بين أغلب الدراجات هو عدم وجود لوحات معدنية وغير مرخصة، وذلك لعدة أسباب أن هناك كمية كبيرة منها ليس لها أوراق من خطاب وفاتورة، وهناك إقبال من الناس عليها، بالرغم من علمها أنها بدون أوراق رسمية، وذلك بسببا رخص ثمنها. ويشير البحيرى إلى أن الأطفال صغار السن، يدخرون نقودا لشراء الدراجات البخارية، وبالتالى أصبحت منتشرة بشكل كبير فى المركز، مما أدى لوقوع كثير من الحوادث منها ما تسببا فى وفاة أشخاص، ومنها ما كان سبب فى إصابة البعض بعاهة مستديمة، حتى سمى قسم فى العظام باسم حوادث الموتوسيكل الصيني. فيما يرى وليد أبو سريع، منسق اللجان الشعبية بمركز إطسا، أن الموتوسيكلات تمثل مشكلة كبيرة خاصة أن إستيرادها من الصين يتم بدون ضوابط، وحمل رجال المرور مسئولية تقصيرهم فى تنفيذ دورهم، وتساءل: أين مدير أمن الفيوم من هذا القطاع، ولماذا لا نرى فعالية لإدارة المرور بالمحافظة، ويقول : نرى الدراجات البخارية تسير بدون لوحات جهارا فى شوارع مدينة الفيوم ومراكز وقرى المحافظة، على الرغم من استخدام الإرهابيين لها فى تنفيذ أعمالهم الإرهابية، دون أن نرى حملة شنتها إدارة المرور على الدراجات البخارية غير المرخصة. ويقول أيمن البكري، منسق الحركة بالمحافظة، إن الإرهابيين حوّلوا الدراجات البخارية إلى أداة لقتل الأبرياء وتنفيذ أعمال التخريب، والهروب من مواقع الجرائم دون أن يلحق بهم الأمن. ولكن محمد رجب، سائق دراجة بخارية (صيني) من الفيوم، يؤكد أنه منذ حصوله على دبلوم صناعى وهو بلا عمل، فقرر شراء موتوسيكل (جاوي) بثمن 8 آلاف جنيه بالتقسيط وحصل على رخصة تسيير له والعمل عليه بموقف طامية، حيث كان وقتها عدده قليلا وكان يقوم بتوصيل الركاب إلى حيثما يريدون نظير أجر متفق عليه حسب المسافة، حيث كانت تمثل له مهنة سهلة، ولكن بعد فتح استيراد الموتوسيكل الصينى أصبح الجميع لديه الموتوسيكل، وهو ما جعل المهنة تكاد تنقرض فى طامية، حيث وصل سعر الدراجة البخارية فى مركز طامية إلى 500 جنيه فقط، فأصبحت فى متناول الجميع. ويضيف السائق، نحن نعانى الأمرين من أجل الحصول على ترخيص الموتوسيكل حاليا، ولكن بعد ثورة يناير وحدوث الإنفلات الأمني، فقد أصبح لكل شخص حرية ما يفعل، ولم يعد يهتم أصحاب الدراجات البخارية بالحصول على تراخيص لها، فمنهم من حصل عليها بطريقة غير مشروعة وهناك من يقول ثمنها لا يساوى الترخيص. ويقول اللواء الشافعى حسن، مدير أمن الفيوم، أن الفيوم بها حوالى 5 آلاف دراجة بخارية غير مرخصة، وأنه تم شن حملات مكبرة بدأت، ضبط خلالها حوالى 700 دراجة بخارية بدون لوحات، مشيرا إلى أنه يتم مصادرة هذه الموتوسيكلات وتخزينها فى مخازن المرور ووضع حراسة عليها دون أن يكون هناك قرار حكومى أو قانون يسمح بالتعامل مع الدراجات البخارية المضبوطة، لصالح جهة معينة فى الدولة. ويطالب مدير أمن الفيوم بضرورة حظر استيراد الدراجات البخارية الصيني، بقرارات سيادية، وأن يتم مصادرة الموتوسيكلات الموجودة فى البلاد بدون لوحات لجهة حكومية بعينها تتولى التصرف فيها بدلا من تحمل الداخلية عبء تخزينها فى مخازن خاصة حتى تتلف، وتتكبد وضع حراسة أمنية عليها. أما فى المنوفية فهناك إقبال شديد من الشباب ومعتادى الاجرام على شراء المتوسيكلات الصينية لرخص ثمنها فضلا عن عدم قيامهم بترخيصها حتى لا يقعوا تحت طائلة القانون عند ارتكابهم تلك الجرائم والتى كثرت فى الآونة الأخيرة حيث استغلوا قدرة تلك الموتوسيكلات على السير فى الزحام والوصول إلى الأماكن التى يصعب على السيارات دخولها كما يستخدمها البلطجية المأجورون فى نقل المصابين فى المشاجرات ونقل الاسلحة فى المظاهرات، فيما بات الصبيان والأحداث يستخدمونه فى ممارسة ألعابهم الخطرة. ويفسر أحمد السيد بائع بمعرض دراجات بخارية أن الموتوسيكل الصينى من أفضل وأرخص الموتوسيكلات فى العالم حيث يتراوح سعر الواحد من 500 جنيه إلى 5 آلاف جنيه وبه كل الكماليات وبقسط مريح لمائة جنيه فى الشهر وبدون مقدم فى بعض الاحيان ولا يوجد شروط لعملية البيع إلا صورة البطاقة وضامن فى حالة القسط. ويطالب على محمود إدارة المرور بمحافظة المنوفية بضرورة التصدى لهذه الظاهرة ومنع المجرمين من العبث بأرواح الابرياء من المواطنين وخصوصاًًَ بعد استغلالها فى عمليات سرقة السلاسل والشنط والموبايلات من السيدات. ومن جانبها قامت إدارة المرور بالمحافظة بحملة أمنية لضبط المخالفين وضبط الدراجات البخارية بدون لوحات معدنية فى إطار الحملات اليومية لمنع انتشار الدرجات النارية بدون لوحات، وأسفرت عن ضبط 109 دراجات بخارية.