يبدو (الانقلاب التليفزيونى) الفاشل فى ليبيا، وتحول الأمر إلى (دعابة سخيفة) بعدما اعترف اللواء السابق خليفة حفتر أن دعوته لتجميد عمل البرلمان والحكومة لم يكن (انقلابا عسكريا) بل مبادرة هى (خريطة طريق) مؤلفة من خمسة بنود سيتم الاعلان عنها قريبا وحتى قبل أن ينطق بمزيد من الكلام غير المسئول فإن الليبيين أعلنوا رفضهم العودة إلى (عصر الانقلابات) وأظهروا التزامهم بالمضى قدما فى طريق الديمقراطية الصعب. ... إلا أن المهم فى هذه التطورات أن القاهرة كانت الاشد وضوحا، والأكثر صرامة فى تأكيدها على لسان وزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسى بأن (مصر لن تتساهل مع أى كان يستهدف أمن ليبيا وسلامتها) ولقد تركت الرسالة الباب مفتوحا أمام (جميع الخيارات) لدعم مصر لليبيا حتى تتجاوز مرحلتها الانتقالية الصعبة. ... والشىء المهم فى التحذير الواضح أنه يأتى مؤشرا على أن مصر بدأت تستعيد عافيتها، وبدأت فى اعطاء المزيد من الجهد والعمل للدفاع عن الأمن القومى المصرى والأمن القومى العربى خارج حدود الدولة المصرية، وهذه رسالة مهمة يجب أن يتنبه اليها البعض، فمصر لن تقف صامتة بما يدور على حدودها، كما أن هذه الرسالة مؤشر على أن القيادة المصرية بعد ثورة 30 يونيو لم تعد مقتنعة بدعوات (مصر أولا)، وأصبحت تدرك بعمق أن سياسة الانكفاء على الذات لم تكن مجدية، وربما أغرت بعض القوى بالعبث داخل مصر نفسها، وليست فقط (العبث فى دول الجوار) المحيطة بمصر. .. ولعل الرسالة الثانية المهمة من الموقف المصرى الداعم لليبيا، هو أن القاهرة تحبذ (الانقلابات العسكرية)، بل سارعت بأدائه مجرد (دعوة تليفزيونية)، وذلك لتؤكد أن القاهرة تدرك أن الأنظمة التى يختارها الشعب هى التى يمكنها أن توفر الاستقرار على حدودها، فضلا عن أن مصر ترغب وبشدة فى عودة الاستقرار والهدوء لاشقائها، وفى المقدمة ليبيا، وذلك من أجل النهوض والرخاء للشعب الليبى والشعب المصرى، والرسالة الأخيرة تقول بوضوح مصر لن تسمح بمزيد من الحرائق، بل ستعمل بقوة على إطفاء الحرائق من حولها سواء فى ليبيا أو سوريا. لمزيد من مقالات رأى الاهرام