أكدت مصادر الخارجية الروسية فى موسكو أن تبادل الزيارات على مستوى وزيرى الخارجية والدفاع فى إطار «آلية 2+2» وحسبما جرى بين البلدين فى نوفمبر من العام الماضى ظاهرة جديدة فى نسيج العلاقات المصرية الروسية، فضلا عن أنها تعكس مدى أهمية الأولويات التى تعيرها القيادة الروسية لمهام تطوير وتدعيم العلاقات بين البلدين. وأضافت المصادر أن زيارة وزيرى دفاع وخارجية مصر تأتى فى سياق جهود البلدين من اجل الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى المستوى الذى يتناسب مع قدراتهما ومكانتهما فى الساحتين الإقليمية والدولية انطلاقا من اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الموقعة بين القاهرةوموسكو فى عام 2009، وبما يتناسب مع مقتضيات العصر. ولفت المتحدث إلى أن زيارة وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسى ووزير الخارجية نبيل فهمى لموسكو جاءت مواكبة لإعلان سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسية أمس حول ضرورة إصدار قرار دولى حول مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى ان مبادرة لافروف وإن كانت تستهدف فى الأساس الأوضاع فى سوريا، إلا أنها تتسق مع ما سبق أن حذر منه الرئيس فلاديمير بوتين الرئيس السابق محمد مرسى حول أخطار الإرهاب فى شبه جزيرة سيناء خلال لقائهما على هامش قمة مجموعة بلدان «بريكس» فى مارس 2013. وكان لافروف سبق أن حذر أيضا من مغبة تهريب أسلحة الجيش الليبى فى أعقاب سقوط حكم العقيد معمر القذافى فى عام 2011، فيما توقف عند وجود ما يشير إلى تدفقها على سيناء ومالي. وكان لافروف أشار فى حديث سابق ل «الأهرام» إلى أن الإرهاب شر يهدد العالم اجمع. ونحن نرى أن الجماعات الإرهابية التى تتركز حول تنظيم «القاعدة» وفروعها الإقليمية عادت من جديد إلى سيرتها الأولى. وتستغل هذه الجماعات الفوضى وانحسار تأثير مؤسسات الدولة لمحاولة تقرير قضاياها الذاتية. ومن المعروف أن قدراتها تتدعم على حساب التداخل مع المجموعات الإجرامية العابرة للحدود فضلا عن أنها تُدعم ماليا من خلال تجارة المخدرات والأسلحة المهربة والاتجار بالبشر. وأعرب لافروف عن استعداد روسيا للتنسيق المتبادل من أجل تحقيق هذه الأهداف مع مصر. وكان ميخائيل بوجدانوف المبعوث الشخصى للرئيس بوتين إلى الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية الروسية المسئول عن ملف العلاقات مع البلدان العربية أكد أن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الموقعة بين البلدين تنص على تبادل الزيارات على أساس دورى من اجل إضفاء طابع الديمومة على الحوار بين قيادات البلدين على مختلف المستويات. وأشار إلى أنها تقضى أيضا بضرورة مواصلة المشاورات حول مختلف القضايا الدولية والأمن القومى بما فى ذلك ما يتعلق بالتوصل إلى إقرار سلام شامل عادل فى الشرق الأوسط. وفى هذا الإطار قال بوجدانوف إن الجانبين متفقان حول تنسيق الجهود وتفعيل نشاط لجنة مكافحة الإرهاب الدولي. وفيما كانت مصادر روسية ومصرية تناولت آفاق التعاون العسكرى بين البلدين ومدى احتمالات توقيع اتفاقية تقضى بإمداد مصر بأحدث الأسلحة الروسية، فقد رفضت المصادر الرسمية التعليق مكتفية بالقول «إن التعاون العسكرى أمر وارد بين كل البلدان ومصر وروسيا ليستا استثناء». وأضافت المصادر أن ما جرى من مباحثات بين وزيرى دفاع روسيا ومصر سيرجى شويجو وعبدالفتاح السيسى فى القاهرة فى نوفمبر الماضى وضع المقدمات اللازمة لاستئناف التعاون بين البلدين فى هذه المجالات بما يتفق مع مقتضيات العصر واتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وتوسيع التعاون العسكرى بما فى ذلك إجراء المناورات العسكرية المشتركة. أما عن حجم النفقات العسكرية ومفرداتها ومصادر تمويلها فقد أشارت المصادر الروسية إلى أن كل ما يقال حول هذه الأمور من قبيل التكهنات ولا احد فى موسكو يملك الحق القانونى أو المعنوى فى الحديث حول تفاصيلها.