لاأظن ان المصريين الذين نجحوا علي امتداد الأشهر القليلة الماضية في إسقاط حكم جماعة الاخوان بعد عامين من إسقاط حكم مبارك رغم ضراوة وشراسة تنظيم الجماعة، وأنجزوا دستورا جيدا أنهي انقسام الأمة،ونجح في تحقيق وفاق وطني،لا يمكن ان يكونوا في حالة تيه يهيمون علي وجوههم،ويتخبطون في صحراء مقفرة لايعرفون الطريق إلي مستقبلهم!،علي العكس ربما الاكثر صدقا،أن المصريين علي طول تاريخهم لم يكونوا في موقف أكثر وضوحا من موقفهم الراهن،يقفون علي أرض واقع يعرفونه جيدا، ويصرون علي اجتثاث الارهاب وعقاب الجماعة إلي ان تفئ إلي الحقيقة وتتوقف عن أعمال الارهاب،ويعرفون جيدا انهم يخوضون معركة استقلال ارادتهم الوطنية ضد الطغيان والهيمنة والاستحواذ،وأنهم يجابهون مؤامرة واسعة تشارك فيها أطراف إقليمية ودولية،وان وقوف الجيش الوطني إلي جوار أهدافهم يضمن لهم فرصا واسعة لتحقيق النصر. نعم يحس الرأي العام المصري بعض الارباك كما يعاني بعض أوجه قصور حكومته الانتقالية،وهو يواجه مخططا خبيثا يستهدف إحباط نجاحات شعب يدرك جيدا اين يقف الآن،وماذا يريد غدا،ويعرف ان نجاحه في الوصول إلي أهدافه في بناء الدولة المدنية القانونية رهن بالحفاظ علي جبهته الداخلية متماسكة وقوية،تضم الشعب والجيش والأمن وكل مؤسسات الدولة ومعظم مؤسسات المجتمع المدني،ويداخله الثقة واليقين في قدرته علي الوفاء بالاستحقاق التالي لخريطة الطريق الذي يتمثل في انتخابات رئاسية،يخوضها المشير السيسي ضمن مرشحين آخرين يفاضل بينهم الشعب في انتخابات نزيهة..،ولهذه الاسباب فإن القول إن المصريين يعيشون في تيه عظيم لايعرفون مستقبلهم،ويجابهون مشكلات صعبة عويصة علي الحل،لا يعكس واقع الحياة المصرية الراهن التي يقود احداثها شعب غيرته علي نحو جذري ثورة 25يناير،واطلقت طاقاته وقدراته وتصميمه علي ضرورة إكمال مسيرة ثورته،وأنجز في 30يونيو معجزة كبري لاتقل عن إنجازاته العظيمة في بناء السد وتحقيق نصر اكتوبر عندما نجح في غضون عام واحد في إسقاط حكم جماعة الإخوان المسلمين. لمزيد من مقالات مكرم محمد أحمد