هل تحب أن تستمع الى أصوات عباس العقاد وطه حسين ونجيب محفوظ وأم كلثوم وتوفيق الحكيم والشيخ الباقورى والكابتن لطيف وغيرهم من أولئك العظماء، وهم يدلون بآرائهم ويعرضون رؤاهم، فى برامج اذاعية؟ لا بأس، انتظر اذن ذكرى وفاة أى منهم، ثم ابدأ عملية «بحث»، ليس على موقع «يوتيوب» بالطبع، بل بين برامج الاذاعات يومها، اذ ربما يذيع أحدها «مسمعا» قصيرا من لقاءاتهم القديمة، «انت وظروفك بقى»! هل تريد أن تستمع الى ليلى مراد كممثلة فى مسلسل اذاعى، والى سعد عبد الوهاب مذيعا لا مطربا، والى أم كلثوم وهى تشدو بتواشيح دينية فى بداياتها، والى عبد الحليم حافظ وعادل امام وهما يشتركان فى تمثيل مسلسل اذاعى؟ هل ستسعد بسماع هذه الأشياء؟ «معلش بقى مفيش نصيب»! اياك أن تحلم أو يخطر ببالك، أن تعثر على هذه الكنوز على موقع «يوتيوب» مثلا، فعلاقة الاذاعة بالانترنت هى «نوتيوب»، لا قنوات اتصال أو تواصل. بالطبع يوجد موقع الكترونى لاتحاد الاذاعة والتليفزيون، لكن هذا لا يعنى بالمرة امكانية بث هذه الروائع الاذاعية عليه، انه أمر مستحيل «بتاتا مطلقا»، «طب ليه يا بيه؟ عشان ايه يا هانم؟»، المسألة ترتبط بقواعد راسخة ترجع الى عشرات السنين، تقضى بأن هذا التراث الذى تحتفظ الاذاعة بملكيته الفكرية، ينبغى المحافظة عليه حتى لا يتعرض للسرقة، «طيب ماشى بس عملتم ايه بقى بالتراث ده؟»، الاجابة هى «لاشئ يذكر»، والمحصلة هى أشرطة محفوظة تحوى كنوزا لا تمتد لها يد الا نادرا، هى كنوز يمكن أن تسهم كثيرا فى استعادة الروح المصرية، ضمن معركة بناء مصر الحديثة حاليا، كنوز حقيقية لكنها صدئة!