كتبت عن التدخين من خلال عادة مارستها وخبرت تفاصيلها قبل أن أتحرر منها منذ عام 1977، وعرفت أكثر عن التدخين من قراءات كثيرة وحوارات مع أساتذة وأطباء كثيرين ومدخنين. وقد جربت تدخين السيجارة ثم السيجار والبايب، ولكننى لم أجرب الشيشة مرة واحدة فلم تكن فى زمانى قد بلغت هذا الانتشار الذى إن دل على شئ فعلى الفراغ الكبير الذى يعيشه شبابنا من الجنسين. فالسيجارة تدخنها فى فترة من خمس إلى سبع دقائق وفى أى مكان قبل قوانين المنع والحظر المشددة التى صدرت فى كل الدول، بينما الشيشة لها وسيلة مختلفة وجلسة خاصة تمتد من 20 إلى 80 دقيقة يستنشق المدخن خلالها أكثر من نصف لتر من الدخان. مع ذلك يعتقد كثير من مدخنى الشيشة أن آثارها أقل من السيجارة. وهو قول تكذبه الظواهر ولكن لم توثقه الدراسات العلمية بعد، لأن الشيشة لم تصل إلى الغرب إلا حديثا بفضل العرب المهاجرين. ولهذا لم تشهد الشيشة الدراسات العميقة التى شهدتها السيجارة منذ سبعين سنة بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة. وفى عام 1964 قبل خمسين سنة صدر حكم الباحثين والدراسات والأطباء بأن تدخين السيجارة شر قاتل. ومع تتابع الدراسات تأكد أن التدخين يأتى على رأس أسباب أمراض السرطانات العديدة،ولهذا أصبح أول سؤال يسأله الطبيب للمريض : هل تدخن ؟ والشيشة كمكون تضم الماء والخرطوم والمبسم والحجر والتمباك وكلها مكونات لكل منها آثارها. فكمية النيكوتين التى يبتلعها المدخن فى جلسة أضعاف كمية السيجارة، والخرطوم لابد أن يتلوث يوما بميكروب ولا سبيل لتطهيره،ونفس الشئ للإناء الزجاجى حامل الماء والمبسم. والأخطر عندما تظهر أعراض أنواع الإنفلونزا الموسمية مثل التى ظهرت فى مصر أخيرا فتصبح الشيشة أسرع وسيلة لنقل الميكروب أو الفيروس إلى مدخن الشيشة. ومع أن كثيرين يفضلونها برائحة الفاكهة، إلا أن هذه الروائح لا علاقة لها بالفاكهة وكلها إضافات صناعية من تركيبات كيميائية يبتلعها المدخن وأضرارها فى حد ذاتها مؤكدة، بالإضافة إلى أن نيكوتين الشيشة هو نفسه نيكوتين السيجارة وهو سبب الإدمان وإن كان مدخن الشيشة يبتلعه بكميات مضاعفة ! لمزيد من مقالات صلاح منتصر