منذ بداية بثها في عام2005 بإذاعة مصراليوم التي توقفت حاليا, كانت إذاعات الإنترنت تهدف إلي منافسة محطات الراديو من خلال جذب أكبر عدد من المستمعين عن طريق استغلال مساحة لا نهائية من الحرية بخرائط برامجية جديدة شكلا ومضمونا مع أداء بعيد تماما عن كل القيود. وبعد9 سنوات كشف تقييم أدائها عمليا عن كثير من النتائج التي رصدتها الباحثة إنجي أبوالعز في رسالة ماجستير أعدتها بعنوان معالجة القضايا الداخلية في الإذاعات المصرية الخاصة عبر الإنترنت حول محتوي إذاعتي إنترنت علي مدي3 أشهر كاملة, والذي تأكد منه أن( سقف) الحريات فيهما مرتفع جدا وأن مقدمي البرامج يقولون كل مايريدونه بلا أي ضوابط أورقابة وأن نسبة المصطلحات الأجنبية في كل منها قد بلغت43%, بالإضافة إلي خلوها من الفواصل الإعلانية, وأيضا ثبت أن كلا من الإذاعتين تنتهك حقوق الملكية الفكرية لعدد من المواد الفنية التي تقدمها مثل الأغاني التي تعتبر المضمون الرئيسي الذي تعتمد عليه غالبية إذاعات الإنترنت بما يعرضها لاحتمال المساءلة القانونية عند لجوء الشركات المنتجة للقضاء حفاظا علي حقوقها, كما أكدت الممارسة الإعلامية لمقدمي برامجها عدم كفاءة غالبيتهم بسبب الجهل بقواعد اللغة العربية وعيوب النطق وغياب الخبرة وسطحية آرائهم الشخصية وعدم القدرة علي إدارة الحوار, وقد أظهرت دراسة المضمون عدم وجود توازن في عرض وجهات النظر فيما يتعلق بمعالجة كل القضايا الداخلية محل الدراسة التي كشفت أيضا عن العديد من المشكلات التي تعاني منها إذاعات الإنترنت ومنها عدم وجود موارد مالية كافية لتغطية نفقاتها التكنولوجية التي يدخل في نطاقها توفيرخدمة انترنت عالية لبثها ومثلها للمستمع لكي يتابعها وارتفاع نسبة الأمية التكنولوجية بين الجمهور المستهدف والرواتب القليلة للعاملين بها, والتي إذا تمت مواجهتها والتغلب عليها, فإن إذاعات الإنترنت سوف تصبح قوة فعالة في المجتمع ويزداد توقع نجاحها في عولمة عقول وأفكار المستمعين. وهو ما لا يتفق معه د.عدلي رضا أستاذ الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة الذي يرفض احتمال زوال الصدارة الجماهيرية عن إذاعات الراديو في المستقبل لأنها سوف تظل الأسهل في استقبالها, كما أنها تعمل في إطار منظومة تفرض علي الموهوبين من المذيعين ضرورة اجتياز اختبارات صعبة ثم التدريب بدرجة كافية قبل التصدي لمواجهة الميكروفون, بينما يحدث العكس في إذاعات الإنترنت التي يجب أن تخضع لميثاق شرف خاص بها يحدد قواعد عملها, ويعتقد د. عدلي أنه إذا تعامل المسئولون عنها بجدية مع العمل الإذاعي عن طريق الالتزام بضرورة توافرالمواصفات التي تميز مذيعي الاذاعات الأرضية فيمن يتقدمون للعمل بها, وفي حالة النجاح في عمل مزج في المضمون المتنوع بين السريع والراقي فكريا, فإنه بذلك فقط سوف يزداد مستمعوها بمرور الزمن ويتناقص عدد متابعي إذاعات الراديو.