لاشك أن إذاعات الراديو قد أصبحت في منافسة إجبارية مع إذاعات الإنترنت التي تكشف أي( محرك بحث) عن وجودها بكثافة عددية لافتة للنظر التي يتزايد يوما بعد يوم تأثيرها وجذبها للمستمعين . بدليل إنشاء الأممالمتحدة لإحداها لمخاطبة العالم من خلالها بلغات عديدة ومنها العربية, مثلما فعلت المؤسسات والمواقع المعروفة وأيضا المشاهير بحثا عن موضع إعلامي شديد التميز علي الشبكة العنكبوتية يتمثل في إذاعات خاصة تهدف إلي الإبداع بلا حدود تحت شعار التجديد بمضمون عصري يخاطب مستمع يبحث عن الاختلاف والتجديد, مما يجعلها تحصد إعجابا مخصوما من غيرها لأسباب تحملها السطور التالية. يقول الكاتب الصحفي سامح عبدالله مدير إذاعة الأهرام التي تبث علي شبكة الإنترنت: إن إنشاء إذاعة علي الإنترنت ليس أمرا صعبا لأن التكلفة المالية لبثها تعتبر قليلة جدا ولا تتطلب غير توفير التجهيزات الفنية وكوادرها فقط لتصل إلي كل مكان في العالم لجميع مستخدمي الإنترنت, مما يفسر تزايد أعدادها بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة, بينما إذاعة الراديو تعمل بطرق البث التقليدية المحددة بجغرافية الدولة التي ينطلق منها وإلي مواطنيها البث الذي يحتاج لأبراج ومحطات لتقويته بطول وعرض مساحتها, أما لكي يمكن إستقبالها في كل أنحاء العالم فليس أمامها إلا(شبكة الإنترنت) فقط والتي بدأت كثير من الدول اللجوء إليها منذ فترة بحثا عن انتشار بلا حدود لإذاعاتها بعد النجاح الذي حققته إذاعات الإنترنت الخاصة وفي مقدمتها إذاعة الأهرام بما يميزها من طاقم عمل ينتمي لمؤسسة الأهرام ويمتلك الخبرة والحيوية في الأداء, ولذلك فإن جميع أفراده يبدعون تحت مظلة من حرية التعبير في إطار خريطة برامجية متنوعة جاذبة تضع في صدارة أولوياتها كشف الحقائق بتغطية شاملة لكافة الأحداث من خلال شبكة مراسليها المنتشرين في كل محافظات مصر وتحليلها مع رموز المجتمع ومناقشة القضايا المطروحة علي الساحة مع المستمعين بالتواصل معهم دائما, مما يجعلها رفيقا دائما لكثير من مستخدمي الإنترنت في رحلتهم اليومية عبر الشبكة العنكبوتية, علي عكس إذاعات الدولة التي تلتزم بالتوجهات الحكومية وتحتاج إلي تطوير لأدائها المهني حتي تنجح في تحقيق الأهداف التي تسعي إليها. وهوما يؤكده د.عدلي رضا أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة ويضيف: إن مستقبل الإعلام المسموع سوف يكون لإذاعات الإنترنت لأسباب عديدة في مقدمتها سهولة إنشائها ووصولها للعالم كله وتوافر الطرح الحر لمناقشة كافة الموضوعات بعيدا عن أي توجهات حكومية مع توافر التفاعلية الصوتية عند طرح القضايا العديدة علي مائدة المناقشة مع المستمعين الذين تزداد أعدادهم بمرور الوقت, أما فيما يخص إطلاق إذاعات الراديو فإن ترخيصها يحتاج لموافقة السلطات بالإضافة لضرورة وجود محطات إرسال وتقوية لبثها حتي يصل إلي كل المحافظات فقط مع نفقات مالية مرتفعة لإنشاء ستديوهات مجهزة تديرها فرق مدربة من الفنيين, وفي الوقت الذي مازالت فيه إذاعات الراديو هي الأوسع انتشارا, فإن استمرارها علي ذلك الحال لا أراه مضمونا في المستقبل, بسبب اتجاه متلقي كل زمن للأحدث من وسائل الإعلام التي تمثل إذاعات الإنترنت إحدي صورها في الفترة الحالية, بما يعني اتجاهه لاختيارها تدريجيا بحثا عما يفتقده في إذاعات الراديو( تقليدية) الشكل والمضمون منذ زمن طويل. ويعترف الإذاعي وجدي الحكيم بأن البقاء علي القمة لا يكون إلا للأفضل ويقول: إن إذاعات الإنترنت تمثل إحدي وسائل الإعلام الحديثة التي أنتجها التطور التكنولوجي كإحدي صور الميديا الجديدة في مضمونها المتنوع سريع الإيقاع والتي تتميز بانتشارها وقدرتها علي جذب المستمعين وبصفة خاصة الشباب ولكن يعيب بعضها عدم الإلتزام بالموضوعية بسبب عدم وجود ضوابط تحكم عملها, بينما محتوي الإذاعات الحكومية يؤكد علي أنها تنتمي إلي العصر القديم لأن معظم ما تقدمه متشابه ويفتقد التجديد والابتكار بالإضافة إلي أن استخدامها للتكنولوجيا يتم في إطار محدود للغاية, حيث مازالت تعمل بأجهزة التسجيل القديمة علي الشرائط التي توقفت صناعتها في العالم, بينما التطوير- الذي أتمناه لها- يفرض استبدالها بالأحدث علي الفور مع ضرورة توفير دورات تدريبية لكل العاملين بالإذاعات الحكومية لإعادة تأهيلهم والارتفاع بمستوي الإنتاج البرامجي لمنافسة إذاعات الإنترنت, ولكن بكل أسف لا أري خطة عمل واضحة للإعلام الإذاعي الحكومي وإنما ما يجري مجرد اجتهادات فردية من المسئولين عنه تبعا لرؤية كل منهم وليس في إطار منظومة محددة الأهداف وطرق واضحة المعالم لتحقيقها.