في الخامس والعشرين من يناير عام 1964 بدأت شبكة القرآن الكريم إرسالها.. وكانت مدة الإرسال علي فترتين صباحية ومسائية وهي أول إذاعة متخصصة في الإعلام الديني والسنة النبوية المطهرة.. وقدمت في بدايتها المصحف المرتل بصوت الشيخ محمود خليل الحصري.. وأضافت بعد ذلك المصحف المجود بصوت أعلام القراء.. وظهرت بعد ذلك برامج تفسير القرآن والفتاوي.. والسنة النبوية..وأحاديث شيوخ وعلماء الأزهر الشريف.. وفي 31 مايو عام ..1994 امتد إرسالها ليغطي اليوم كله 24 ساعة يوميا. تعاقب علي رئاستها منذ نشأتها وحتي الآن نجوم من الإعلاميين الكبار وهم: الشاعر محمود حسن إسماعيل وكامل البوهي وعادل القاضي ومحمد الشناوي وعطية السيد وعبدالصمد دسوقي وهاجر سعدالدين وإبراهيم مجاهد..وأخيراً محمد عويضة رئيس الشبكة الحالي. أكد محمد عويضة رئيس شبكة القرآن الكريم ان الخط الرئيسي الذي تنتهجه الشبكة هو سماحة الإسلام ووسطيته وإبراز دور القيم والأخلاق الاسلامية في ترشيد السلوك الاجتماعي ومواجهة أي فكر متطرف بصحيح الدين الإسلامي. وأشار إلي أن الشبكة مازالت لديها القدرة علي المنافسة رغم هذا الكم الكبير من الفضائيات الدينية.. والدليل حصولها علي نسبة 98% من نسبة استماع الجماهير للإذاعات المختلفة وان الشبكة فتحت الأبواب الآن أمام الجميع.. بلا خطوط حمراء شرط التخصص. القنوات الدينية * هل تأثرت شبكة القرآن الكريم بظهور القنوات الدينية؟ ** بالتأكيد هناك تأثير.. وخلقت نوعا من التنافس الكبير الذي لا يرحم.. خاصة ان القنوات الفضائية الدينية تمتلك الصورة وابهار الألوان وهذا يحملنا عبئاً كبيراً. ولكن خبراء الإعلام القدامي قالوا رغم إبهار الصورة فإن للإذاعة مذاقها الخاص فهي تنشط عقل المستمع وخياله.. فهل هذا يجعل المنافسة بينكم كشبكة وبين الفضائيات متعادلة؟ ** أنا معهم قطعاً في هذه النظرية.. ولذلك يظل لشبكة القرآن الكريم دور كبير علي الساحة.. وهذا يدفعنا للبحث الدائم عن تطوير الأشكال البرامجية.. لا في الشكل فقط.. ولكن في المضمون أيضاً. لماذا القلق؟ أري في كلامك بعض القلق فهل سحبت هذه القنوات مستمع إذاعة القرآن الكريم؟ ** مسمع إذاعة القرآن الكريم مازال موجوداً.. خصوصا أنها لا تحتاج إلي تفرغ المستمع.. وجلوسه بتفرغ تام أمام الراديو كما يحدث أمام الشاشة.. فأي إنسان يستطيع ان يستمع إليها وهو في السيارة أو في العمل أو في الحقل أو المحل.. وفي أي مكان.. وهذا يؤكد أننا مازلنا نحافظ علي مستمعنا رغم المنافسات الشرسة التي نواجهها. الإذاعة الأولي * حصلت شبكة القرآن الكريم علي نسبة 98% من نسبة الاستماع الجماهيرية للإذاعات المختلفة وهذه ليست المرة الأولي فهل تعتمد علي هذه النسبة والمركز الأول في كلامك وكيف تقرأ هذه النسبة؟ ** فعلا حصلنا علي المركز الأول في نسبة الاستماع بين إذاعات عالمية.. وهذا يؤكد ان الشبكة مازالت لديها القدرة علي المنافسة رغم هذا الكم الهائل من الفضائيات الدينية.. وغير الدينية.. مما يحملنا مسئولية أكبر أمام الجماهير.. وهي ليست مسئولية واحدة.. فهناك أكثر من مسئولية أولها المنافسة الشريفة مع غيرنا من فضائيات مرئية لجذب المستمع والمحافظة علي مستمعينا وزيادتهم.. والاستحواذ علي اهتماماتهم. فترات مفتوحة * عملياً.. وعلي أرض الواقع ماذا قدمت للحفاظ علي مركزكم الأول أو بمعني آخر الحفاظ علي مستمع شبكة القرآن الكريم؟ ** استحدثنا في الفترة الأخيرة فترات البث المباشر.. منها فترة صباحية بعنوان غذاء الروح لمدة ساعتين يوميا ويتم فيها فتح الاتصالات التليفونية علي الهواء مباشرة مع الجماهير لتلقي مداخلات ومساهمات المستمعين والمشاركة مباشرة في الموضوعات المطروحة خلال هذه الفترات.. ونتلقي كماً هائلاً من المكالمات الهاتفية التي تنم عن اتساع رقعة المستمعين لشبكة القرآن الكريم.. ووصل الأمر إلي العجز عن استقبال كل هذا الكم وذلك في الفترة الصباحية وهناك فترة مسائية لمدة ساعة يومي الأحد والأربعاء تحت عنوان الاسلام والحياة.. وتتم فيها مناقشة القضايا التي تهم المجتمع أو التي تطرأ عليه. تطور دائم * وهل هذه الفترات كافية لنقول إن شبكة القرآن الكريم تستطيع وبقوة منافسة القنوات الدينية؟ ** لا أستطيع ان أقول انها كافية فالعمل الإعلامي في تطور دائم.. وكل يوم فيه الجديد.. ولكن كان لهذه الفترات تأثيرها الذي لا يمكن إغفاله.. فقد أتاحت للعاملين بالشبكة مواكبة الأحداث الطارئة أولا بأول.. عكس ما كان يحدث سابقاً حيث كنا نعتمد في الماضي علي البرامج المسجلة مسبقا.. أما الآن فنكاد نكون مواكبين وملاحقين لكل القضايا الموجودة علي الساحة.. وهي نقلة نوعية كبيرة تجعلنا في تفاعل تام ودائم مع مستمع شبكة القرآن الكريم. الاتصالات الهاتفية * في الماضي لم تكن تجرؤ شبكة القرآن علي فتح الخطوط الهاتفية علي الهواء مع الجماهير.. والآن تم فتح هذه الخطوط.. فهل هناك ما يمكن ان نسميه بالخطوط الحمراء مع هذه المكالمات؟ ** الآن لم تعد هناك أي خطوط حمراء مع الاتصالات الهاتفية.. ومع آراء المستمعين.. ونهتم باحترام الرأي.. والرأي الاخر مع الحفاظ علي المباديء والثوابت الاسلامية.. مثل العقيدة والإعلاء من القيم الأخلاقية.. باختصار أصبحت الشبكة في خدمة المجتمع والدين الإسلامي. اختلاف الظروف * وهل تعني حملتك الأخيرة ان الشبكة أصبحت في خدمة المجتمع والدين الاسلامي.. أنها لم تكن كذلك في السابق؟ ** لا.. طبعاً.. ولكن اختلاف الظروف أعطت حرية أكثر.. فقد كانت هناك قيود وخطوط حمراء في مناقشة العديد من القضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية مثل مسئوليات الراعي والرعية.. وكانت هذه القيود تكبلنا خاصة في شبكة القرآن الكريم نظراً لانتشارها.. ومصداقيتها عند المستمع.. ولكن الآن تخلصنا من هذه القيود.. وتقطعت الخيوط الحمراء.. وأصبحنا نناقش العديد من القضايا التي كانت محظورة فعلاً. * هل هذا الكلام للإعلام.. أم أنه حقيقة؟ ** لا.. هذا الكلام مؤكد.. واستمع لبرامج الشبكة وستلمس هذا بأسئلة المستمعين الذين سيؤكدون الانفراجة الكبيرة في المعالجات البرامجية والقضايا المختلفة. خوف وريبة * كلامك يعني أنه كانت هناك رقابة من نوع ما.. فكيف كانت هذه الرقابة؟ ** كانت الرقابة ذاتية من الإذاعيين أنفسهم حتي لا تتوقف برامجهم.. والجميع كان يعلم ما يقال.. وما لا يقال.. وكان هناك نوع من الخوف والريبة.. وأقولها لك بالفم المليان.. الحمدلله انتهت هذه الحالة تماما.. وبدأنا نتفاعل يومياً مع المجتمع.. وأصبحنا نتحدث بحرية.. ولكنها حرية منضبطة بمعني الإبعاد عن المناطق الخلافية أو الشائكة دينيا التي تثير البلبلة بين جمهور المستمعين. * وهل لمست نجاحاً لهذا الفكر الذي تقدمونه؟ ** من المؤكد أننا لمسنا هذا النجاح من خلال رد فعل المستمع حيث وجدنا صدي كبيراً لهذا الموضوع.. واتفاقاً من جمهور المستمعين لما نطرحه بخصوص وشأن هذا الموضوع. * وهل هناك رد فعل من الجانب المسيحي؟ ** لا نستطيع معرفة رد فعلهم.. ولكن هناك وثيقة من وثائق ويكيلكس أكدت أن إذاعة القرآن الكريم تعد من أولي الوسائل الاعلامية في مصر لنشر صحيح الدين.. وإظهار المنهج الاسلامي المعتدل بلا إفراط ولا تفريط.. وبعيداً عن الغلو والتشدد.. وأنها المصدر الأهم للتثقيف الديني في مصر. أمور مستحدثة * هناك الكثير من الأمور التي جدت علي الشارع المصري منها ما هو سلبي.. ومنها الإيجابي.. والسلبي منها مثل تعطيل العمل بالتظاهر في أوقات العمل.. فكيف تفاعلتم مع هذه الأمور؟ ** لابد من التأكيد علي شيء وهو أننا حملنا هموم المجتمع وناقشنا هذه الهموم بكل صراحة ووضوح.. وذكرنا مراراً وتكراراً في فترات البث المباشر ان المطالب الفئوية يجب أن تؤجل رغم شرعيتها إلا أنها تحدث في وقت غير مناسب.. واستشهدنا في هذا الموضوع بما قاله الشيخ الشعراوي رحمه الله إن الثائر الحق يثور ليهدم الفساد.. ثم يهدأ ليبني الأمجاد- وهذا الهدوء هو ما نفتقده الآن ونطالب به.. ونلح في طلبه من كافة أفراد المجتمع وأن نمهل القائمين علي أمرنا حتي يبحثوا هذه المطالب ويهتدوا إلي الوسائل التي تكفل تحقيقها وتحدثنا عن التدرج في الاصلاح.. كما تحدثنا عن فن الحوار وأداب الاختلاف وكلها قضايا ظهرت بشكل كبير بعد الثورة. فئات المجتمع * كيف تخاطب الشبكة فئات المجتمع المختلفة وخاصة الأطفال والشباب والمرأة؟ هل يتحد أسلوب الخطاب أما أن هناك اختلافاً في الخطاب كل حسب معطياته؟ ** كان هناك برنامج بالاشتراك مع المجلس القومي للشباب يخاطب جموع الشباب بالفكر الوسطي المعتدل. ونأمل في التواصل مع المجلس الأعلي للشباب.. وكذلك التواصل مع عقيدتي لعمل ندوات دينية تنشر صحيح الاسلام.. وبالنسبة للمرأة فلها مجموعة من البرامج تهتم بشئون المرأة وفقه المرأة.. لأنها تمثل نصف المجتمع.. فعندنا برامج الأسرة والمجتمع.. وبرنامج دليل المرأة الذي يركز علي قضايا المرأة. أما الأطفال فهناك برامج موجهة لهم مثل براعم الإيمان وطلائع الإيمان.. ومجلة الشباب.. ونحرص علي ان يتناسب أسلوب الخطاب مع المراحل السنية المختلفة.. ونستضيف أساتذة متخصصين في أصول التربية لديهم المقدرة علي التواصل مع الفئات العمرية المختلفة.. ويصلنا العديد من الخطابات التي تؤكد هذا التواصل. منظومة التطوير * أري منظومة للتطوير بالشبكة.. فهل من جديد فيها؟ ** أصبحت الشبكة محملة علي الأقمار الصناعية والإنترنت ولها موقع ألكتروني وصفحة رئيسية علي الفيس بوك.. ومن خلال الوسائط الإلكترونية نتعرف علي رغبات وطلبات الشباب والطلائع.. وننفذها في حدود المتاح. تجديد الخطاب * كثر الحديث عن تجديد الخطاب الديني.. فهل لشبكة القرآن الكريم دور في هذا الموضوع؟ ** هو موضوع غاية في الأهمية.. وبالطبع لنا دورنا فيه.. حيث نركز علي عدم الخوض في الثوابت من أصول العقيدة التي أنزلها الحق سبحانه وتعالي.. ونجري استطلاعات دورية للمستمعين لمعرفة اهتامات الناس واقتراحاتهم لإعداد برامج تلبي هذه الاحتياجات وأيضاً نحرص علي التمسك في خطابنا الديني بالضوابط الأخلاقية ومنها لا اجتهاد بغير معرفة.. ولا فتوي بغير علم.. ولا اتهام للناس بالباطل.. ولا تساق معلومة بغير تدقيق ومخاطبة الجماهير بالصدق.. واستبعاد الأساليب الإنشائية وعدم الخوض في القضايا الخلافية التي تثير البلبلة والاضطراب لدي الرأي العام.