سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الدكتور حسن علي محمد رئيس قسم الإعلام بجامعة المنيا: خطاب الفضائيات الديني يحرض علي الفتنة الطائفية برامج التوك شو أشعلت النيران دون أي إحساس بالمسئولية
الدول الكبري تقاوم الفوضي الفضائية بجمعيات حماية المشاهد
د.حسن على محمد اثناء حواره مع محررة الأخبار ثورة جديدة فجرتها الاقمار الصناعية في مجال الاعلام حين حملت اشارة البث التليفزيوني الي جميع انحاء العالم اضافة الي شبكة الانترنت واجهزة الاتصال متعددة الوسائل والتقنيات الرقمية ولم تكن هذه الوسائل كلها خيرا محضا بل حملت العديد من السلبيات التي كانت وماتزال محل جدل واسع بين العلماء فقد جعلت سماوات كل الدول مفتوحة أمام كل غريب وعجيب ولم نستطع ان نطور ضوابط او قوانين تحكم هذه التقنية لتحمي سماء كل دولة وشعبها من البث الذي ربما اختلف في مضمونه عن اخلاقيات وقيم وعادات الدولة فالبث الفضائي لايتوقف امام الخصوصيات الاجتماعية أو الدينية أو غيرها وقد عانينا كثيرا من هذه الفضائيات والتقنيات خالصة في تغذية الفتنة الطائفية وروح العداوة بين الاديان فماذا تفعل دول العالم المتقدمة لحماية شعوبها هل تترك سماواتها مفتوحة أمام الجميع بلا ضابط ولا رابط باسم الحرية. بالطبع لا هذا ما يؤكده الدكتور حسن علي محمد استاذ ورئيس قسم الاعلام بجامعة المنيا الذي يدعونا بان نحذو حذو هذه الدول بانشاء جمعيات لحماية المشاهد. جمعيات مجتمع مدني مهمتها الاولي حماية المشاهد والمستمع والقارئ من بث السم في العسل ونترك لأستاذ الاعلام الحديث عن فكرته ورأيه في الخطاب الديني في مصر من خلال هذا الحوار. بداية كيف تري الاعلام الديني من وجهة نظرك كأستاذ ومتخصص ؟ أري أننا يمكن ان نطلق علي مايحدث حاليا أنه صناعة الكراهية عبر الفضائيات الدينية والصحف الدولية ومواقع الانترنت وقد بدأها جورج بوش الابن الذي ادخل العامل الديني في حروبه علي المسلمين كما ادخل لغة الخطاب الديني المتشدد والتي نتج عنها العديد من الفضائيات المتشددة والداعية الي الكراهية علي الجانبين المسيحي والاسلامي ناهيك عن الاعلام اليهودي المسخر منذ قديم الزمن لبث سمومه ضد الجميع، هذا ما جعلني أفكر في انشاء جمعية لحماية المستمع والمشاهد المصري بعد ان قمت باجراء ثلاث دراسات حول الخطاب الديني في الاعلام والتي اكدت ان المشاهد المصري يحتاج الي حماية قوية من السموم الاعلامية التي يتم بثها من خلال كل انواع الاعلام من صحافة وفضائيات ومواقع الكترونية 3 دراسات عن الاعلام الديني ودوره في ملف الفتنة الطائفية الحالية لماذا فكرت في فتح هذا الملف؟ كنت ارصد الخطاب الديني اسلاميا ومسيحيا ويهوديا في اول دراسة مقارنة عن الاعلام الديني وعلاقته بملف الفتنه الطائفية في مصر. كان التركيز الاساسي علي الفضائيات المسيحية والاسلامية لاحظت ان في داخل ساحة الاعلام وخصوصا الفضائيات الخاصة ببعض رجال الدعوة وقنوات خاصة بالكنيسة والمشكلة الكبري ان الاعلام دخل به غير المتخصصين وغير مؤهلين لصناعة خطاب ديني فضائي لذلك نري ان الخطاب الديني تم نقله من المسجد والكنيسة الي الفضائيات دون اعتبار لطبيعة الفضائيات كقنوات عابرة للحدود وتدخل كل بيت. ما ملاحظاتك علي الخطاب الديني من خلال الدراسة التي قمت بها ؟ هناك مجموعة ملاحظات تجعل هذا الخطاب يؤدي الي فتنة ويزيد النار اشتعالا لأنه أولا خطاب مذهبي وهناك ازدراء من كل طرف لعقيدة الآخر من خلال برامج مبثوثة دون فلترة مثل القس زكريا بطرس في قناة الحياة التي تبث من لندن في خطابا ازدراء للدين الاسلامي وتشكيك في القرآن الكريم ويحاول اثبات انه كلام بشر وليس كلاما سماويا وهناك من الطرف الآخر ايضا من يسئ للدين المسيحي ويحاول اثبات وجود علاقة بين زكريا بطرس والكنيسة المصرية رغم نفي البابا شنوده هذه العلاقة وأنه كاهن مشلوح ولم يظهر ذلك علي لسان زكريا بطرس بل قال انه مازال كاهنا يتبع الكنيسة المصرية علي الطرف الاخر نجد نفس المشكلة فهناك قنوات اسلامية سلفية تشكك في عقائد المسيحيين وتزدري معتقداتهم مما يثير استياء المسيحي المتدين ويأتي ذلك في غياب الرقابة علي الفضائيات الدينية خاصة المبثوثة من خارج الوطن والتي لانستطيع التحكم فيها حجب الفضائيات ولماذا لاتقوم الدولة بحجب هذه الفضائيات ؟ حتي في حالة حجب هذه القنوات فأنها تنطلق من اماكن اخري فلا استطيع ان احجبها لقد استخدمت حرية الاعلام استخداما يسئ الي معتقدات المصريين المتدينين سواء مسلمين او مسيحيين والغريب أن اكبر ديانتين في العالم يبحثون عن اتباع وهما الاسلام والمسيحية فالمسلم يقوم بدعوة غير المسلمين للدخول في الاسلام والمسيحيون يقومون بالتبشير او التنصير، اي دعوة غير المسيحي للدخول في المسيحية طرفان كل منهما يريد أتباعا وهو يفسر حالة الغباء الحالية حيث تحدث كارثه بمجرد دخول حالة من المسيحية الي الاسلام او العكس وكل يوم يتنصر مسلمون او يسلم مسيحيون واذا لم نتحكم بهذا الامر ستتحول الي حرب اهلية. الدول المتقدمة هل تترك الدول المتقدمة الباب مفتوحا امام الجميع دون اي مساءلة فكما علما ان كل شئ مباح وللأنسان حرية اختيار ما يشاهده ؟ طبعا هناك ضوابط ففي أمريكا مثلا جمعية حماية المشاهدين فأي شركة او قناه تخرج عن مواثيق الشرف أو القوانين الفيدرالية يفوض المواطن الجمعية لترفع قضية ويتم اغلاق الاذاعة او القناة وهناك مؤسسات وقوانين تسمح بمحاسبة هؤلاء من خلال رقابة مجتمعية لابد ان يقوم بها اساتذة الجامعة وخبراء لملاحقة القنوات المخالفة قد يكون الجو في مصر مناسبا لاشتعال الفتنة وليست الفضائيات فقط هي المسئول الوحيد ؟ المشكلة لدينا ان هناك سياسات خاطئة مثلا بناء الكنائس يمر باجراءات لايمر بها بناء المسجد والحل في قانون موحد لدور العبادة يتم تطبيقه علي كل الاطراف فنحن مواطنون مصريون علي ارض مصرية والسؤال لماذا يظل القانون في الادراج منذ 5 سنوات مثل مسمار جحا مشكلة اخري نعاني منها هي الاتجاه التمجيدي فكل شخص يمجد دينه ويزدري الآخر وهي ايضا من المشاكل التي يلعب فيها الاعلام دور التسخير بالاضافة الي قضية الاسلمة والتنصير هذا الموضوع موجود منذ مئات السنوات ولا يشعر به احد ولو كانت هناك مشاكل فهي في اضيق نطاق ولكن اتت برامج التوك شو دون اي احساس بالمسئولية واسقطت النيران لتضرب الامن القومي في الصميم فعندما تستضيف هذه النماذج تنتقل للأجندة قضية لها اولوية زائفة بالمبالغة والتهليل للمسيحي المتأسلم أو العكس بالنسبة للمسلم المتنصر مما يثير الاحقاد والاحتقان بين المصريين جميعا مسلمين ومسيحيين. هل يمكن علاج هذه المشاكل عن طريق التعليم ؟ للأسف نظام التعليم في مصر يحتاج الي تغيير جذري فهو نظام فاشل لايرسخ الوحدة الوطنية في اذهان الاطفال من الحضانة حتي الجامعة ولاتوجد دولة في العالم بها كوكتيل انظمة تعليمية مثلنا. لدينا تعليم ازهري وتعليم عام وتعليم خاص وتعليم اجنبي ومدارس ترعاها كنائس ومدارس ترعاها جمعيات دينية اهلية كل هذه قنابل موقوته في النسيج الوطني لم أر بلدا في العالم يفعل هذا بنفسه لماذا لانتجه لنظام تعليمي موحد علي رقاب العباد جميعا باختصار ملف الفتنة الطائفية يحتاج علاجا فوريا فلابد من تعديل تشريعي يتتبع جوانب التمييز بين المسلم والمسيحي باعتبارهما ابناء وطن واحد ، نحتاج مراجعة شاملة للنظم التعليمية في مصر. وماهو العلاج ؟ العلاج يبدأ من رقابة مجتمعية أكاديمية علي الفضائيات والصحف والاذاعات المصرية لحماية المشاهدين ومطلوب ايضا علاج أمني فأنا أري ان سبب تعقيد الملف الطائفي انه تم تركه للأمن وحده أخلاق الازمة هل ما يحدث هو نتيجة المرحلة التي نمر بها حاليا ؟ لاننكر أن بلدنا تمر بمرحلة تحول شديدة الخطورة وأزمة لإقتصاد طاحنة وهناك خلل في بنية النظام الاعلامي مما يجعل المواطن ضائق الصدر يميل الي التطرف في الرأي فضلا عن نظام تعليمي لم يعلمنا فن الحوار وقبول الاخر لأنه قائم علي التلقين والحفظ كما ان تعصب مرضي وغير طبيعي فكثير من شبابنا غير متدين مما جعل الامر ينقلب الي مسلم ومسيحي فنجد الشاب من هؤلاء في قمة التعصب وهو لايستطيع ان يقرأ الفاتحة أيضا الاستقواء بالخارج يجعل المسلم لديه شك ويزيد من تعصبه ويزيد من تعقيد الملف الطائفي هذا التعصب هل له علاج ؟ العلاج يبدأ بانشاء هيئة أو لجنه أو ادارة تتبع رئيس الوزراء مباشرة لصيانه الوحدة الوطنية بحيث يكون بها مرصد يستشرف الازمات قبل وقوعها ويطرح الحلول والبدائل لتجد طريقها للتنفيذ الفوري ولدي تصور كامل للمشروع وملف كامل عن اوضاع المسيحيين في مصر وكيف نعالج الملف الطائفي هل يجدي هذا الحل مع انتشار الصحافة الالكترونية والبرامج التفاعلية خاصة ان وزارة الاعلام تم الغاؤها ؟ اعلم هذا كما اعلم ان تكنولوجيا الاعلام كسرت احتكار الدولة للإعلام وخلقت شيئا اسمه صحافة المواطن فأصبح هو منتج المادة ومستخدمها مثل المدونات والمواقع الالكترونية وصفحات الفيس بوك اصبح لكل مواطن صحيفة الكترونية بالاضافة للفضائيات العابرة للحدود والقارات. وقد تراخت قبضة الدولة علي الاعلام وظهرت صيغ اعلامية جديدة غير خاضعة للرقابة تماما مثل راديو الانترنت وتليفزيون الويب والتليفزيون التفاعلي بأنواعه والصحف الخاصة والتراخيص القبرصية واللندنية ثم جاء زلزال الثورة بما اشتمل عليه من حرية شبه كاملة كادت تتحول الي فوضي في الساحة الاعلامية، من هنا نشأت فكرة المركز القومي لحماية المشاهدين والمستمعين والقراء. هذا المركز فكرته نشر الثقافة الاعلامية لدي المواطن ليتعلم كيف يتعامل مع وسائل الاعلام حيث لاتوجد ثقافة رصد القنوات والاذاعات والصحف المخالفة لمواثيق الشرف المهنية والاخلاقية وتحذير المواطن منها والتضامن مع المواطنين في حالة تعرضهم لما يخدش الحياء طبقا للقانون او الخداع عن طريق الاعلانات التي تنشر او تبث علي الراديو والتليفزيون وملاحقتها قانونا ورفع قضايا تعويضات عليها كما هو موجود في أعرق الديمقراطيات في العالم مثل انجلترا وفرنسا. واعلان تصنيف دوري للفضائيات الملتزمة بمواثيق الشرف والتنويه عنها في جميع وسائل الاعلام وتقديم الدعم الفني والتدريبي والمهني لها وعمل مؤتمر سنوي لتكريم قيادات المؤسسات الاعلامية الملتزمة بضوابط وأخلاقيات المهنه واصدار مجلة دورية للبحوث الاعلامية لرفع المستوي المهني للمؤسسات الاعلامية.