مانشيتات وعناوين ضخمة بالصفحات الأولي بجميع الصحف علي مختلف انتماءاتها وتوجهاتها السياسية والحزبية وبرامج ومسلسلات بالفضائيات حول انحرافات وفضائح ووقائع وقضايا فساد وجرائم قتل واختلاسات في معظم المجالات بدءا من السياسة إلي الاقتصاد بل والرياضة والفن أيضا وافتعال أزمات تهدد النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية ولا يوجد إلا ما ندر من أخبار ايجابية قليلة جدا قد تظهر علي استحياء لتبعث بصيصا من الأمل في يوم سعيد أو غد مشرق! هل أصبح كل شئ أسود وفاسدا وغير صحي، وليس هناك اي انجاز ايجابي في أي مكان علي أرض مصر، وهل توقف العمل والإنجاز؟! غالبا ما يكون ذلك هو الانطباع الذي ينعكس في نفس من يقرأ أو يشاهد وسائل الإعلام، التي ظن البعض ان دورها أصبح مقصورا علي التسلية بالمسلسلات والأفلام والأغاني فقط والتي غالبا ما تكون هذه المسلسلات والأفلام تتحدث أيضا عن الفساد والجرائم والانحرافات والخيانة، وحتي الأغاني أصبح معظمها يتندر بندالة المحب وخيانة الحبيبة، بعدما كانت هذه الأغاني تبث مُثل وقيم الحب والتضحية والإيثار والسمو بأخلاق المستمعين أو المشاهدين! وسائل الإعلام مجتمعة دورها الأساسي المشتق من اسمها وهو الإعلام، الشئ الوحيد الذي يبث الأمل والتفاؤل بغد أفضل ومستقبل مشرق هو ما تذيعه وسائل الإعلام المسماة بالقومية، لجولات الرئيس مبارك وافتتاحه لمشروعات جديدة وهذا ليس حدثا يوميا،وليتنا نستطيع أن نفتتح مشروعا كبيرا كل يوم. الحقيقة ان كل ذي عينين يدرك ان جولات الرئيس مبارك الداخلية في مدن وقري محافظات مصر وزياراته الميدانية المرهقة لمواقع العمل والإنتاج، هي فرصة للقاء أبناء الشعب الذي أقسم الرئيس علي رعاية مصالحه رعاية كاملة. فمن هذه الجولات التي شرفت بتغطيتها علي مدي 42 عاما يستشعر الرئيس علي أرض الواقع نبض الجماهير ويلمس اتجاهات الرأي العام بدقة أكثر مما يجدها في التقارير الرسمية أو حتي الصحافة وكم من مشاكل وقضايا تم حلها من خلال الجولات واللقاءات، فلا توجد زيارة إلا وينتحي فيها الرئيس جانبا بإنسان من عامة الشعب من العمال والفلاحين الكادحين والمواطنين البسطاء يصارحونه بهمومهم وآمالهم ويبني علي أساس ذلك قراراته. كما أن متابعة الرئيس لسير العمل في المشروعات القومية العملاقة علي أرض مصر التي تنفق عليها المليارات من أموال الشعب يزيل العقبات ويسهل تنفيذ هذه المشروعات وكذلك إلقاء الضوء علي الإنجازات التي تتم من أقصي البلاد إلي أقصاها حتي تعرف الجماهير صورة ما يجري علي أرضها. وضرورة اعطائها مساحات للنشر والنقل. وإذا كان البعض يعتقد أن للمعارضة حقا في جزء من هذه المساحات في الإذاعة والتليفزيون فلا يستطيع أحد أن يكابر أو يدعي أن الموقف الآن بالنسبة لظهور قيادات المعارضة هو نفس الوضع الذي كان سائدا منذ سنوات فقد شهدت برامج التليفزيون والإذاعة حول قضايا الإصلاح السياسي والاقتصادي انفراجة بل انطلاقة في استضافة الشخصيات المعارضة والمستقلة وعلي الهواء مباشرة دون قيود أو خطوط حمراء وتعدتها إلي توفير أنصبة متكافئة في وسائل الإعلام الرئيسية والمسموعة لتستطيع الجماهير الحكم علي احزاب المعارضة من خلال البرامج التي تطرحها جنبا إلي جنب مع برنامج الحزب الوطني. يجب ونحن نطالب بشيء ألا نتخلي عن الموضوعية والأمانة وندعي أن الصورة كلها سوداء، وأن الصحافة القومية متحيزة وأن الإعلام مقيد، ثم أليس من حق الحزب الوطني وحكومته من جانب آخر ان يطالب الأحزاب المعارضة بالتوسط له لدي أصدقائها في الفضائيات الإخبارية والخاصة والصحف المسماة بالمستقلة علي كثرتها والتي تفوق عدد الصحف والقنوات التليفزيونية المسماة بالقومية عددا لتعطيه نصيبا يقارب تلك التغطية الواسعة التي تحظي بها المعارضة أو علي الأقل لكي تكف عن تشويه كل انجاز يتحقق علي أرض مصر؟! تواصل صحف المعارضة والمستقلة الحديث عن المشكلات الاقتصادية دون أن تلتفت إلي ان الرئيس تسلم بنية أساسية وخدمات منهارة وكان من الضروري دفن المليارات تحت الأرض في شبكة صرف صحي عملاقة كيف كان وضع القاهرة الكبري بدونها اليوم، وقد كانت هناك أربعة آلاف انفجار في شبكة الصرف الصحي في القاهرة يوميا عام 1891.. هل تذكرون تلك الأيام؟ ونتمني أن يتم الصرف الصحي في باقي قري مصر. وهل يتحلي من يهاجمون صباحا ومساء بالموضوعية ويذكرون كيف كان حال الطرق وكيف عاش صعيد مصر منسيا طوال أكثر من 04 عاما منذ الثورة، إذا ما تغاضينا عن آلاف السنوات قبلها؟ هل يعرف أحد أرقام ضحايا الطريق الضيق القديم قبل إنشاء الطريق الصحراوي الجديد من القاهرة إلي أقصي جنوب مصر؟ هل يتذكر البعض حال التليفونات حتي أوائل الثمانينات عندما كانت أسرار البيوت مكشوفة بتداخل الخطوط إن وجدت الحرارة، هل يذكر البعض حال المياه التي لم تكن تصل إلي الأدوار الأرضية في قلب القاهرة.. لا داعي للحديث عن الكهرباء التي غطت كل أرض مصر ولم تكن تنتظم في العاصمة، فما بالنا بالمدن الصغيرة والقري؟ أخيرا لن ينسي المصريون ان أكثر من 54 مدينة جديدة أضيفت إلي خريطة مصر بما وفرته من مساكن وملايين فرص العمل والحياة الكريمة من خلال مشروعات الصناعة والسياحة. إن كل ما حدث في البنية الأساسية في سنوات حكم مبارك هو ملحمة من حقه ان يفخر بها وأن يفتتح كل يوم إضافة جديدة إليها.