أصابتنى الدهشة المصحوبة بالفزع وأنا أشاهد احد الإعلانات فى إحدى القنوات الفضائية وذلك إثناء فاصل إعلاني اقتحم الفيلم الذى كنت أتابعه بشغف وكعادتي كنت سأغادر أثناء الفاصل لمتابعة بعض الإعمال المنزلية حتى ينتهي ولكن الإعلان الذى جاء به الفاصل جعلنى استقر فى مكانى غير مصدق ما أراه.... كان الإعلان عن لعبة الكترونية عبارة عن حرب مدمرة بين بعض الكائنات الخرافية تستخدم فيها جميع أنواع الأسلحة المدمرة بالإضافة الى استخدام اللاعبين كل أساليب الجودو والكاراتيه, والمفزع فى الأمر هو إن هذه اللعبة يتم الترويج لها لكى يتم تنزيلها على جهاز المحمول الخاص بك أيها المشاهد الكريم وذلك بهدف قتل الوقت والملل دون الانتباه الى جريمة القتل الكبرى التى يرتكبها أصحاب هذه البرامج المميتة. لقد نسى أو تناسى أصحاب مافيا البرامج المدمرة إن أصحاب هذه الهواتف المحمولة قد يكون لديهم أطفال وجميعنا يعلم إن أطفالنا تتعامل مع التكنولوجيا الحديثة بمنتهى السهولة واليسر وجميعنا يعلم إننا الكبار قد لا يعنينا إن نقتل أوقاتنا بهذه اللعب العنيفة وأننا نسلم هواتفنا المحمولة لأطفالنا تحت إلحاحهم ونتركهم ينفردون بأنفسهم ليعيشوا حياة افتراضية مع معارك وهمية عنيفة لساعات وساعات ونحن غافلون وسعداء بصمت أبناؤنا غير متنبهين الى العنف المنهج والذي يتسرب الى عقول ووجدان أطفالنا الأبرياء, فالأمر لا ينتهي بمجرد انتهاء اللعبة فالطفل بعد ان ينتهى من لعبته يحاول وبشكل تلقائي إن يطبق ما مارسه من فنون القتال التى مارسها هاتفيا تطبيقا عمليا مع أقرانه والنتيجة هى مزيد من العنف الذي يصيب أطفالنا ويتربى ويتغذى بينهم ويصبح جزء من السلوك العام لهم فى فترة المراهقة والشباب. من المعروف أنَّ غالبية الأطفال يتعلَّمون السلوكيات الإيجابيَّة والسلبية من النماذج والصُّور التي يشاهدونها كلَّ يوم، وإذا كان أحدُ أفراد الأسرة عصبيًّا فإنَّ ذلك ينعكس على تصرُّفاتِ الطفل، وخاصَّة إذا كان أحدَ الوالدَين، كالأم أو الأب، إلى جانب ما يُشاهده الطفل يوميًّا من نماذجَ في الصور المتحركة، والمسلسلات التليفزيونية، التي تتَّصف بأعمال العُنف والعدوانيَّة، وغالبًا ما يُحاكي الأطفال هؤلاء الشخصيات السلبيَّة في تصرُّفاتهم العدوانيَّة لقد تربيت إنا وأبناء جيلى على نماذج مثالية مثل (بقلظ وبوبى الحبوب وفرافيرو .. الخ ) وقد تكون نماذج ساذجة ولكنها زرعت فينا من خلال قصصهم قيما ومبادئ ما زالت راسخة بداخلنا مثل الصداقة والصدق والشرف والأمانة.... ان الألعاب المستوردة والمنتشرة بكثرة في أسواقنا كلها تشير إلى لغة العنف بعكس المفروض فلابد من أبدال هذه الألعاب بأخرى فكرية وتنمي القابليات الذهنية، فمع شديد الأسف أصبح لهذه الثقافة أصول وثوابت من الصعب زحزحتها ولكن العنف ليس غريزيا مع الإنسان بل نما مع تطور الحضارة البشرية ليأخذ صوره شتى ودوافع كثيرة وللعمل على الحد من العنف لدى شريحة الأطفال لابد القيام بعدة أمور ومنها وضع مناهج تزرع ثقافة المحبة والتسامح والسلام بين عموم أبناء الناس. يجب ان ننتبه الى ان هذه الألعاب المميتة والقاتلة تتسرب البنا بشكل مرتب ومنهج من خلال مافيا كل هدفها الهاء ابناؤنا عن الطريق السليم للمعاملات الاجتماعية بهدف هدم مجتمعاتنا عن طريق هدم أطفالنا وشبابنا ----- كما إننا يجب إن ننتبه الى إن هذه البرامج ممنوعة منعا باتا فى أمريكا والدول المتقدمة لأنهم يعرفون قيمة الإنسان وقيمة التربية المزيد من مقالات وسام أبوالعطا