حذر ديفيد ليبتون نائب الرئيس التنفيذي لصندوق النقد الدولي أمس من أن أوروبا تحتاج إلي تحرك جريء لحل أزمتها المالية ووقف التباطؤ والتراجع الاقتصادي المستمر والذي قد يجر الاقتصاد العالمي إلي كارثة. وقال ليبتون في كلمة أمس أمام المنتدي المالي الآسيوي المنعقد حاليا في هونج كونج إن الاقتصاد العالمي في مأزق لأن هناك ضعف في ايقاع النشاط الاقتصادي علي المستوي العالمي وأن المخاطر المحدقة بأوروبا والعالم مرتفعة. وتأتي تلك التحذيرات بشأن المخاطر علي اقتصاد أوروبا والعالم بالتزامن مع خفض عدد من وكالات التصنيف الائتماني لتصنيف بعض الدول الأوروبية وعلي رأسها فرنسا ثاني أكبر اقتصاد في أوروبا وذلك بسبب الأزمة المالية التي تمر بها منطقة اليورو الاقتصادية. ومن جانبه, تجاهل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تخفيض التصنيف الائتماني لبلاده وقال مخاطبا المواطنين الفرنسيين وعينه علي الناخب مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة إنه سيعمل بشكل عاجل علي انقاذ الاقتصاد المتداعي. وقال الرئيس الفرنسي إنه سيتحدث للشعب الفرنسي قبل نهاية الشهر الحالي بشأن القرارات والاجراءات العاجلة التي سيتخذها بدون تأجيل بخصوص الاقتصاد. وتجاهل ساركوزي في تعليقه مسألة التصنيف الائتماني مؤكدا علي قدرة اقتصاد بلاده علي تجاوز أزمته إذا ما توافرت الإرادة لإصلاح البلاد علي حد قوله. وفي رد فعل فوري علي خفض التصنيف الائتماني, تراجعت مؤشرات الأسهم الآسيوية خلال تعاملات أمس متأثرة بتقليص مؤسسة ستاندرد آند بورز للتصنيف الائتماني لتسع دول بمنطقة اليورو من بينها فرنسا التي طرحت مؤخرا جزء من ديونها للبيع. وانخفض أداء المؤشر الرئيسي( مورجان ستانلي كابيتال إنترناشيونال آسيا- باسيفيك)- الذي يقيس أداء14 سوقا في المنطقة الآسيوية- بنسبة2,1% ليصل إلي54,115 نقطة. وخسر المؤشر الرئيسي لبورصة طوكيو نيكي225 ما نسبته43,1% بمقدار66,121 نقطة ليغلق عند مستوي8378 نقطة. وقال محللون أوروبيون إن أزمة الديون الأوروبية انعكست بشكل سلبي علي أداء البورصات الآسيوية أمس, محذرين من التداعيات الناجمة عن خفض التصنيف الائتماني لعدد من دول منطقة اليورو علي الأسواق الأسيوية. وقد استقر اليورو قرب أقل مستوي في17 شهرا مقابل الدولار وسجل أقل مستوي في11 عاما مقابل الين أمس نتيجة قلق بشأن خفض ستاندرد آند بورز تصنيف عدد من دول منطقة اليورو وتعثر لمحادثات ديون اليونان قد يقود لتفاقم الأزمة بالمنطقة. وفتح اعلان وكالة ستاندر د آند بورز تخفض التصنيف الائتماني لفرنسا باب الجدل علي مصراعيه بفرنسا, واتهم المرشح الاشتراكي لخوض الانتخابات الرئاسية فرانسوا أولاند غريمه السياسي الرئيس نيكولا ساركوزي وحكومته بانهم السببب في تدني الحالة الاقتصادية بفرنسا وانه تبني سياسيات غير متناسبة مع ظروف المرحلة بالبلاد. وفي ألمانيا, استمرت ردود الفعل الغاضبة علي قرار وكالة التصينف الإئتماني ستاندرد آند بورز تخفيض تصنيف تسع دول اوروبية, حيث شكك وزير المالية الألماني فولف جانج شويبله في مصداقية الوكالات واسلوب عملها, بينما اتهم إلمار بروك عضو البرلمان الاوروبي عن الحزب المسيحي الديمقراطي الحاكم في ألمانياالولاياتالمتحدة بشن حرب مالية علي منطقة اليورو تحقيقا لمصالحها الخاصة.