كشف وزير الدفاع الأمريكي الأسبق روبرت جيتس في مذكراته أمس عن أن الرئيس باراك أوباما فقد قناعته سريعا باستراتيجيته في أفغانستان خلال فترة الإعداد لعملية زيادة حجم القوات الأمريكية هناك. وكتب جيتس في الكتاب الذي أعده بوب وودورد الصحفي الشهير بجريدة واشنطن بوست الأمريكية أن الرئيس لم يكن يثق في قائده, ولا يؤمن باستراتيجيته الخاصة, ولا يعتبر الحرب حربه, لأن الأمر برمته بالنسبة له هو كيف يتم الخروج. وانتقد جيتس, الذي عمل وزيرا للدفاع لمدة4 أعوام ونصف العام في عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش ثم أوباما, الرئيسين معا, ولا سيما الرئيس الحالي. وقال جيتس في كتابه الذي نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقتطفات منه إن بوش ركز علي العراق علي حساب أفغانستان, ووصف أهداف الرئيس الجمهوري السابق علي أنها طموحة بشكل مسبب للإحراج وساذجة تاريخيا من منطلق الموارد التي تم تسخيرها لتلك المهمة. ووصف أوباما بأنه متشكك بل ومقتنع بأن عملية زيادة حجم القوات ستبوء بالفشل بعد صدور أمر إضافة30 ألف جندي إلي القوات في أفغانستان عام2009 قبل البدء في سحب القوات الأمريكية عام.2011 ومن المقرر أن يتم نشر الكتاب الصادر تحت عنوان الواجب: مذكرات وزير للحرب الأسبوع المقبل. وعبر الوزير السابق عن سخطه بشكل خاص حيال إدارة شئون الدفاع من قبل إدارة البيت الأبيض التي نقلت العمليات إلي مستوي جديد بسبب سوء الإدارة والتدخل في هذه العمليات. وأضاف أن الشك والحذر تجاه الجنرالات من قبل المسئولين في البيت الأبيض بمن فيهم الرئيس ونائب الرئيس أصبح مشكلة كبري. وصب جيتس جام غضبه خصوصا علي نائب الرئيس جون بايدن الذي كان مع مستشار الأمن القومي توم دونيلون مهندس إرسال عدد ضئيل جدا من التعزيزات إلي أفغانستان. وقال بالنسبة لجو بايدن لقد أخطأ تقريبا في كل قرار كبير بالنسبة للسياسة الخارجية والأمن القومي, ولكنه اعتبر أنه مع ذلك رجل نزيه. واعترف جيتس ببعض الأخطاء مثل عدم حماسته لإرسال فرقة كوماندوز إلي أبوت آباد في باكستان, وهو ما أمر به أوباما لاحقا. وعلي صعيد الوضع الأفغاني الراهن, نفت حركة طالبان الأفغانية أمس أن تكون قد أرسلت طفلة تبلغ من العمر10 أعوام لتنفيذ هجوم انتحاري ضد الشرطة. وألقت الشرطة القبض علي الفتاة, وتدعي سبوجماي, وكانت ترتدي سترة ناسفة يوم الأحد الماضي في منطقة خانشين بإقليم هيلمند جنوبي أفغانستان.