فشل مفاوضات سد النهضة الاثيوبي لم يكن مفاجأة فهو ثمن لابد ان تدفعه مصر لانها اعطت ظهرها للقارة الإفريقية علي مدي سنوات طويلة ورهانها علي التجمعات الغربية علي حساب علاقاتها الإفريقية واضاعة رصيد الستينيات فغاب ثقل مصر حتي في منطقة مصالحها الحيوية والذي كشفه قبلها بسنوات رفض تجمع دول شرق وجنوب افريقيا الكوميسا انضمام مصر لها إلا بصعوبة. وعودة للتاريخ فان عهد الرئيس جمال عبدالناصر كان العصر الذهبي لمصر في افريقيا فقد اعتبرها الدائرة الثانية بعد الدائرة العربية مباشرة من حيث الاهتمام وكانت مصر دولة فاعلة في تحرير دولها من الاستعمار واستضافت معظم قادتها خلال فترة الكفاح ليصبحوا بعدها رؤساء وقادة هذه الدول بعد الاستقلال وكانت ضمن الدول التي ساهمت في تأسيس العديد من التجمعات في القارة وساهمت بقدر كبير في مشروعات التنمية فيها عقب الاستقلال لذلك كانت كلمة مصر مسموعة داخل انحاء القارة. وللاسف ضاع من بعده ميراث ناصر في افريقيا فقد انشغل الرئيس انور السادات بالتوجه نحو الغرب رغم ما قدمه الافارقة من دعم دبلوماسي منذ نكسة1967 فقطعت معظمها علاقاتها باسرائيل لكن كان المقابل تقليص المنح التعليمية للطلبة الافارقة اما عصر حسني مبارك فكان مزيد من الجفاء للقارة أما محمد مرسي فقد ارتكب حماقة كبري باذاعة اجتماعه مع القوي السياسية علي الهواء مباشرة؟ لكن ليس المشهد حالك السواد فمصر تملك الكثير من الادوات للخروج من دائرة الخطر الذي يهددها بالعطش من اهمها القوي الناعمة المتمثلة في الازهر والكنيسة. ولابد من تعدد البدائل لانها مشكلة معقدة تتطلب تعاون المراكز البحثية والجامعات وعلي رأسها معهد البحوث والدراسات الافريقية و دفع التنمية في القارة خاصة اثيوبيا لكسب ثقتهم فمن حق شعوبهم في التنمية ولكن ليس علي حساب مصر.من ناحية اخري لابد من ان تمارس مصر ضغوطا بكافة اشكالها علي بعض الشركات التي تساعد في اقامة السد الاثيوبي ماديا وفنيا لمزيد من مقالات نبيل السجينى