من يطالع مجريات ووقائع المشهد العربي من المحيط إلي الخليج علي مدي السنوات الثلاث الأخيرة سوف يكتشف وجود مخطط مريب لقوي التطرف والإرهاب التي تزعم انتسابها للإسلام بينما هي في حقيقتها مجرد أدوات تحركها قوي دولية هدفها إزاحة كل التيارات الوطنية التي تؤمن بفكرة الدولة المدنية حتي يسهل تنفيذ مخطط التفكيك والتجزئة والتقسيم باتجاه شرق أوسط جديد لا تبقي فيه قوي كبري سوي إسرائيل بعد تفكيك الجيوش العربية والعمل علي تشويهها لترسيخ أجواء الفوضي وعدم الاستقرار وتعميم ثقافة الاغتيالات والسيارات المفخخة وإعلاء رايات جماعات الإرهاب والتطرف فوق رايات الدولة! وربما يكون صحيحا إلي حد ما أن الأوضاع في العالم العربي قبل إطلاق شرارة النار الملتهبة تحت مسمي الربيع العربي كانت أوضاعا غير مقبولة يغيب فيها الأمل والرجاء ويسود اليأس والإحباط ولكن ذلك لم يكن ليبرر الانجراف برياح التغيير لتصبح عواصف مدمرة تستهدف نسف كل شيء بدعوي أن ذلك يمثل ضرورة ثورية للبناء من جديد! ولعل في قراءة وقائع المشهد العربي الحزين علي امتداد السنوات الثلاث الماضية ما يفسر ذلك التعاطف الغريب والمريب بين أمريكا وحلفائها الأوروبيين دعاة الحرية والديمقراطية والدولة المدنية وبين رعاة الإرهاب والتطرف وخصوم الحداثة بمناهج فاشية ممن استلبوا روح الثورة العربية وقفزوا إلي سدة الحكم بمساعدات وصفقات ترعاها واشنطن وعواصم الاتحاد الأوروبي. وسوف يذكر التاريخ أن بلدا اسمه مصر وشعبا تمتد حضارته إلي آلاف السنين ورجلا وطنيا اسمه الفريق أول عبد الفتاح السيسي قد لعبوا دور الطليعة في إفساد المؤامرة وإعادة الاتزان إلي المنطقة العربية من خلال قوة الدفع الهائلة لثورة30 يونيو التي حظيت بمباركة عربية غير مسبوقة علي مستوي الشارع العربي كله وعلي مستوي معظم الأنظمة العربية التي عاشت سنوات من رعب الفوضي وعدم الاستقرار. خير الكلام: لا يحتاج الجبل إلي جبل يسنده ولكن يحتاج الإنسان إلي إنسان! لمزيد من مقالات مرسى عطا الله