هو حالة إعلامية خاصة, لن تتكرر, مدرسة جريئة غاصت في شوارع مصر تسأل وتتساءل وتحاول أن تبحث عن إجابة لكل قضية واجهتها بلادنا, هو من طراز خاص, ثابت المواقف, حاول إحراج ضيوفه, فسألهم تسمحلي أحرجك, ولكنه لم يتعد يوما آداب الحوار, مفيد فوزي من جيل الامتنان كما يصف نفسه, لم يخف يوما من أن يقول أراءه بكل قوة, ولم يغيرها رغم انتقاد الكثيرين له, ووصفه بالفلول, فهو صاحب الحظ الأوفر حيث التقي بكل مسئولي الدولة, هو مؤسسة إعلامية كبيرة تجولت في كل حواري وقري ومحافظات مصر,20 عاما قدم فيها برنامجه الشهير حديث المدينة نجاح لم يستطع أي إعلامي أن يكرره, فكان حديث المدينة دمه ودموعه وابتساماته, ورغم توقف البرنامج, لم يبح بالشكوي ولم يمل من محبوبته الأولي شاشة التليفزيونس زس.. حزنه الشديد علي توقف حديث المدينة قرر أن يستكمل حياته الإعلامية بصمت الملوك الشامخ. هل ستصوت للدستور بنعم أو لأ؟ سأصوت بنعم, لإنني عندما أقول نعم, نعم ليس فقط للدستور, لكني أقول نعم لمصر, ولمستقبلها, ولعودة مصر لمصر, ونعم للسيسي قائدا, هذا ما تعنيه نعم عند مفيد فوزي, المتفذلكون يتراجعون, لا أحب في هذه الفترة النخربة! ماذا تقصد بالنخربة, هل تقصد التخريب؟ هناك فرق بين النخربة والتخريب, النخربة هي السوس, سوس الأفكار والخراب ببطء, السوس هو الذي يقضي علي جوهر الأشياء. قد يكون المترددون للتصويت بنعم, من أجل مادة المحاكمات العسكرية, فكيف تري هذه المادة؟ إذا تم الاعتداء علي أي مبني عسكري, أو كمين عسكري, أو جندي فوق دبابة, أو مبني وزارة الداخلية, أو أي شئ يتعلق بالعسكرية لا يعقل أن تكون المحاكمة أمام قاض مدني, لابد أن تكون المحاكمة عسكرية. بعيدا عن التصويت بنعم أو لأ, كيف تري الحملات الإعلامية الموجهة سواء في البرامج أو الإذاعة أو الإعلانات في كل الشوارع, بشكل مباشر لحث الناس بالتصويت بنعم, هل تري أن دور الإعلام التوجيه المباشر, وهل هذا لا يعتبر أمرا مستفزا لأشخاص كثيرة حتي لو كانوا يريدون التصويت بنعم؟ هذا مطلوب في هذه المرحلة, لا وقت للتريث, ولا وقت للتأجيل أبدا, ولا وقت للفخفخة, هذا وقت المباشرة, قول نعم, لإن هذه حياتك القادمة, هل نسي الشعب ما جري قبل ثورة30 يونية كنا علي وشك الذهاب إلي المجهول! قلت في حديثك, إنك ستقول نعم أيضا للسيسي, هل هذا معناه تصويتك له كرئيس جمهورية؟ نعم, بوضوح تام أوجهه لقارئ الأهرام البسيط في كل ريف مصر, أولا لا توجد أحزاب قوية تقف معك, ثانيا لا توجد أسماء لها هيبة تستطيع أن تدافع عنك, ثالثا أنت في العراء, رابعا هناك تنظيم دولي يريد أن يهدم مصر, خامسا التمويل الخارجي والمليارات تعمل بقوة لتمويل المظاهرات, سادسا وصل الأمر أن الفتيات تحولن إلي وحوش يمزقن ملابس مدرسات, سابعا هناك اعتداء سافر علي القيم والدين, ثامنا هناك محاولات ترويع وتخويف وذبح مثل حادثة المنصورة مؤخرا, تاسعا يوجد إعلام وصحافة تنقل ما يجري ولا ندري مدي تأثيره علي الناس, عاشرا لا حل في هذه البلد سوي وجود رجل استطاع أن ينهي زمن الأخوان في24 ساعة. وماذا عن تخوف البعض سواء من العامة أو المثقفين أو النشطاء من وجود دولة عسكرية؟ نحن نحتاج إلي دولة عسكرية, ومن يقول عكس هذا هم المنظرون والنخبة, المسألة ليست مسألة عسكر, المسألة إننا نريد راجل دكر.. والسيسي هو الدكر, لأن الزمن مختلف, الزمن لا يحتاج لدولة عسكرية أو مدنية, نحن نحتاج لرجل قوي, لان مصر مشلولة تماما. وما رأيك في أسماء المرشحين للرئاسة مثل حمدين صباحي؟ حمدين صباحي رجل طيب, وأنا أدعوه أن يرشح السيسي. هل تعتقد أن صباحي سيستجيب لدعوتك ؟ لا أعتقد..لكن فيه لعبة في الكوتشينة إسمها زس..! وإذا لم يرشح السيسي نفسه, فكيف تري مستقبل مصر؟ يبقي نحن في مجهول المجاهيل, والحقيقة إنني ما زلت أشعر بغصة لعدم فوز عمرو موسي! دعنا نرجع إلي الخلف, ونتحدث عن نظام الرئيس مبارك, فأنت من الإعلاميين الذي كانت لهم صلة وثيقة بهذا النظام, ومن القلائل الذين حاوروا مبارك أكثر من مرة, وإذا تحدثنا بالمسميات, فإنك من الفلول..كيف تري هذا الآن؟ الإخوان هم الفلول الحقيقيون, حتي في نظام مبارك, وهذا المصطلح يقصد به إيذاء من عاش في عصر مبارك, الحقيقة أن البلد عاشت في أكذوبة كبري وهي إسقاط كل ما صنع وجري في مصر لمجرد أن جاءت ثورة يناير, وثورة يناير فيها شبهات كثيرة, وجزء منها ممول من أمريكا, وأمريكا اخترعت وائل غنيم, ولاشك أنه كان هناك شباب صادق شارك في ثورة يناير ويريد الإصلاح, أنا أصدق ثورة30 يونية, وهي الثورة الحقيقية, ولم أر مثلها في التاريخ, خاصة أني عشت ثورة يوليو, وعهد جمال عبد الناصر والسادات ومبارك, هي ثورة لم يرها التاريخ من قبل, فكنت أري في وجوه الناس الرغبة الحارقة والضارية لإزاحة الاخوان, شعب مصر يملأ الشوارع وأنا نزلت وشاركت أيضا. أفهم من ذلك إنك لا تري25 يناير ثورة؟ هي ليست ثورة,25 يناير هي أخطر ما لعبه الإخوان في تاريخ حياتهم والقضاء علي زمن مبارك بتدبير منهم, ومعركة الجمل أيضا إخوانية كاملة, وإخراج المساجين من السجون, فعل إخواني بمساعدات حماس أنا ذهبت للسجون وأجريت حوارات وعرفت كل هذا, وأذيع هذا علي شاشة التليفزيون. أستمر برنامجك حديث المدينة بعضا من الوقت في عهد الإخوان وبعدها توقف فجأة..كيف فسرت هذا وقتها؟ بسبب ما أكتب وأقول في برنامجي حديث المدينة تم إيقافي تم مهاجمتك بعد ثورة25 يناير, كيف رأيت هذا الهجوم وقتها؟ أنا مازلت ثابت الفكرة, وهذا سر احترام الناس لي وسر احترامي لذاتي وأعتقد أن وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي كان محقا عندما قال إنني أستطيع أن أتخلص من الإخوان أثناء حلاقتي لذقني. ظهور إعلاميين بعد25 يناير يتهمهم البعض بالمطبلاتية أو تغيير وجوههم وأرائهم علي حسب النظام.. كيف تري هذا؟ المسألة مش مسألة تغيير وجه, فمثلا انا حاورت رموزا من نظام مبارك, ولم يتح لي الحوار مع إخواني, المهني قادر أن يعمل في كل الأوقات فمثلا كان يطلب18 إعلاميا مقابلة حسني مبارك, وكان هناك22 صحفيا ومذيعا يتمنون حوارا مع حبيب العادلي, ولكن أستقر الأمر علي إن أحاورهم, وهذا لسببين, الأول لإنني الأكثر انتشارا علي الساحة, وثانيا لأنهم يشعرون بمهنيتي, وفي النهاية كل إعلامي يحكم طريقة منهجه في الحياة, أنا مثلا الشارع يراني ثابت الرأي, وكلمة فلول لا تعنيني. هل الإعلام حاليا محايد؟ سأظل أردد إن الإعلام كاشف, والإخوان حاولوا القضاء علي الإعلام لأنه كاشف, وحاولوا ضرب الإعلاميين. هل كنت تشاهد برنامج زس نعم كنت أشاهده, وطبعا كنت أضحك, ولكن في حلقته الأخيرة خرجت منه أوصاف لا تليق, استشعرت إنه في حالة تنطع, وما كان ينبغي أبدا التعرض لأسم عبد الفتاح السيسي, نحن لسنا في أمريكا حيث تناقش الملابس الداخلية لأوباما, هناك ثوابت أخلاقية لا يجب أن يمسها أي إعلامي. ولماذا لا نكون مثل أمريكا في حرية الإعلام والسقف المفتوح؟ أنا مع د.نظيف رئيس الوزراء الأسبق عندما قال الشعب لم ينضج بعد! نحن لدينا أمية ثقافية33%, نحن غلابة! يجوز أن ننتقد, ولكن التريقة شئ سيئ, وهناك هيبة, فقدتها مصر, والسيسي قدر مصر الحقيقي وسترجع معه هيبة مصر هل حاولت مقابلة السيسي أو محاورته؟ إطلاقا, ولم أتحدث معه من قبل, أراقبه فقط وأسمعه باحترام. توقف برنامجك الشهير حديث المدينةس20 قرر التليفزيون المصري الاستغناء عن خبراتي دون إبداء أي أسباب, إذ لم أبلغ بشيء من وزير الإعلام أو رئيس التليفزيون, فجأة قال لي أحمد معوض مخرج برنامج حديث المدينة الذي نبهني أن هناك بعض الأقاويل تترد حول ضرورة البحث عن راع للبرنامج أو معلن ليستمر ز س ماذا يجب أن أقدم في هذه المرحلة من عمري, وبعدها ب10 أيام أتصل بي المهندس أسامة الشيخ لكي أقدم برنامجا علي قناة دريم وقد كان برنامج مفاتيح الذي يذاع حاليا. هل حزنت بسبب هذا القرار, وأن مشوار حديث المدينة الذي أستمر بنجاح20 عاما توقف فجأة؟ لم أحزن, لكن كنت أتوقع أن يحترم الإعلام هذا المشوار, الذي لا يمكن أن يكون من نصيب أحد آخر غيري, ولذلك أشعر بغصةس, وأن مفيد فوزي الذي غاص مصر ومحافظاتها جميعها, وأن كاميرا حديث المدينة التي ذهبت وراء المشاهير في كل بلدان العالم, لا يعرف ولا يدرك أحد ماذا يعني20 عاما من عمري ومجهودي, وفجأة لا أحد يبالي! كل ساعة في حديث المدينة قدمتها من دمي,20 عاما, أستمر برنامجي أسبوعيا طفت فيه أنحاء مصر شبرا شبرا, وكان البيت المصري ينتظر هذا البرنامج بكل شغف. هل فكرت أن تكتب في كتاب تجربتك عن برنامج حديث المدينة لأ.. لإنني لا أريد أن أتحدث عن بيت كنت فيه, بمشاكله أو مساوئه, أنا من جيل الامتنان, وبالمناسبة أنا مدين للتليفزيون, ومدين أكثر لصفوت الشريف, لأنه هو الذي اختارني, ولولا وجود صفوت الشريف كنا مازلنا نحبو في عالم الفضائيات, هو الذي ألحقنا بعالم الفضائيات, وهو من أحترم موهبتي, عندما اختارتني الإعلامية سامية صادق بعد10 سنوات من الإعداد, ووقتها جاءت له ورقة من40 مذيعة يعترضن علي برنامجي, فكتب فيها أوافق علي إبعاده بشرط تقديم مثل ما يقدمه. لكن لصفوت الشريف أحاديث كثيرة عن ملفات دعارة؟ كل هذه الاشياء والأقاويل هي عادات مصرية لضرب الناجح بجنون, هو مكلف وليس بمزاجه, إن هذا عمل, والدول تلجأ في معظم الأحيان لمثل هذه الأشياء. هل قتل سعاد حسني؟ هذا هبل وعبط وسذاجة..لا علاقة لصفوت الشريف بهذا الملف أبدا, سعاد حسني انتحرت بطريقة صلاح جاهين, من فرط تناولها المهدئات أحب سعاد حسني الكثير من الرجال, لكنها أحبت من ؟ سعاد حسني أحبت عبد الحليم حافظ كثيرا, وهي أحبت حنيته, لأنه كان حنونا بجنون. من الأقرب من الفنانات المتواجدات علي الساحة حاليا لقلب مفيد فوزي؟ ميرفت أمين, ممثلة لها قيمة كبيرة, وهي الوجه الجميل النادر الذي مازال جميلا ومازالت أراها قمراية, وأقف كثيرا عند هند صبري, فهي صاحبة عقل وثقافة, شاهدت لها فيلم مؤخرا فيلم أسماء الذي لم ينتبه له أحد, وهناك أيضا ممثلة نقية وجميلة وفهمانة اسمها كندة علوش, وايضا الجميلة نيللي كريم, ففي مسلسل ذات, قدمت دورا رائعا. كيف تري المؤسسات الدينية ودورها في السياسة, وهل يجب أن يكون لها دور؟ الكنيسة يجب أن تكون بعيدة تماما عن السياسة, ولكن الكنيسة المعاصرة واعية بأمور السياسة, والبابا تاوضروس, وكما ألقبه أبو المسيحيين واع جدا للدور الذي يلعبه الأقباط المصريون في مصر, وأظن أنه يتسم بالعقل ورحابة التفكير, وأنا حزين لما جري للأزهر مؤخرا, وحزين علي أي بذاءات للشيخ أحمد الطيب. وحزين علي تدني الاخلاق في مصر هل أنت متفائل بالأجيال القادمة علي كل المستويات؟ بل متشائل! نصف متفائل ونصف متشائم, ولكني أحاول دائما أن ابحث عن نقاط الضوء. ماذا تشاهد من برامج التوك شو؟ اشاهد الإعلامي وائل الابراشي لأنه صحفي مميز, وفي إحدي المرات سئلت, من هو الذي ترشحه لتقديم برنامج حديث المدينة إذا تمت إعادته, فقلت وائل الإبراشي أخيرا.. هل هناك قرارات ندمت عليها في حياتك؟ لا لم أندم.. أنا أدرس القرار جيدا, وأستفتي من حولي وقلبي وعقلي, وأستشيرابنتي حنان, ثم أتحرك, فلم أندم علي زواجي, ولا عملي في الصحافة, ولا أن التليفزيون أصبح جزءا من حياتي, ولم أشك أبدا إنني كنت اتقاضي أقل أجر إعلامي في مصر, لإني احترمت عملي, ربما أكون ندمت علي صديق اكتشفت إنه ابن أمه, أو صديق فرق بيني وبينه امرأة.