مصر تصرخ فيكم: روحوا الاستفتاء, وقولوا نعم, كي أعيش! قولوا نعم, ليس حبا في السيسي( مع كامل احترامنا له وحبنا الشديد لجيش مصر الباسل) وليس كراهية في الإخوان( مع كامل تحفظنا علي أدائهم السياسي المتخلف) ولكن لتبقي مصر, التي هي أنا وأنت, وهي شرف ابنتي وابنتك. يا سادة إن مصر تضيع من بين أيدينا, وعام4102 هو فرصتها الأخيرة. ولمن نسي أو تناسي, فإن مصر هي أجمل وأحن وطن في الدنيا, ولن تجدوا مثيلا له أبدا, فعضوا عليه بالنواجذ! قولوا نعم كي تتوقف المقتلة الدائرة الآن, إذ لم يعد مقبولا أن نصحو كل يوم علي انفجار هنا, أو قنبلة مزروعة هناك. أعصاب المصريين ما عادت تحتمل, ولابد من وقفة نعيد فيها التنفس بانتظام كي يمكننا التفكير بهدوء, ونعيد ترتيب البيت من الداخل. قولوا نعم, حتي نعود لنصبح دولة بحق وحقيق, إذ لا دولة دون مؤسسات مستقرة منتظمة. نريد أن يكون لنا برلمان, ورئيس دائم, وحكومة ليست مؤقتة. هذه هي الحياة في معناها المعاصر, أما ما نحن فيه الآن فليس سوي فوضي وهرجلة وتضييع للعمر, ولمستقبل العيال. أنت في ظل الفوضي لا يمكن أن تبني حياتك, أو أن ترسم خططا للغد. نحن الآن في حالة استثنائية خطيرة جدا, ولا يمكن أبدا للاستثناء أن يكون قاعدة. قولوا نعم, كي نبدأ بناء البلد الذي يوشك علي الانهيار. وليعود إلينا السائحون, ولتفتح المصانع المغلقة أبوابها لتستقبل عمالها بدلا من التشرد والضياع وضيق ذات اليد. ولتعلموا أن مصر لديها إمكانات هائلة للنمو والانطلاق, وكل المطلوب أن نهدأ, ونتوقف عن قتل بعضنا بعضا. قولوا نعم كي يعود أطفالنا للنوم بهدوء, ويحلموا أحلاما سعيدة, ويكبروا أصحاء مكتملين نفسيا. وماذا تتوقعون من طفل ينام علي أخبار المظاهرات والتخريب ويصحو علي أصوات الانفجارات واهتزاز زجاج النوافذ من حوله؟ هل يمكن لهذا المسكين أن ينمو سليم العقل والوجدان؟ قولوا نعم, كي يعود الطالب طالبا وليس بلطجيا عنيفا قاسيا, وتعود الطالبة لتصبح مشروع أم صالحة حنون مكتملة الأخلاق والحياء. هل رأيتم سيادتكم كيف أن مجموعة من الطالبات انهلن ضربا علي أستاذتهن بالجامعة, وجردوها من ملابسها, ورحن يصورنها بالموبايل وهي شبه عارية؟ هل هؤلاء هن أمهات المستقبل لجيل نظيف مهذب يبني ولا يهدم؟ قولوا نعم ليتوقف جنون الجامعات. وقد تكون تلك مناسبة لطرح السؤال المحير: كيف يقتل الغلابة أناسا غلابة مثلهم, مع أنهم جميعا في قارب واحد؟ ما الذي يدفع طالبا غلبانا, جاء من الريف الجواني, إلي اقتحام لجنة الامتحان, ليمزق أوراق اجابات زملائه الغلابة, ويحرق عليهم المدرجات؟ لماذا تريد يا كابتن تضييع السنة الدراسية عليهم؟ كيف وأنت واحد منهم, أم انك لست منهم؟ ألا تعرف أيها الغافل, المضحوك عليه, أن هؤلاء الذين تريد تضييع مستقبلهم هم مثلك أولاد ناس غلابة طفح آباؤهم وأمهاتهم الدم كي يعلموهم.. فكيف طاوعك قلبك؟ ألا تدري أن التعليم هو فرصة زميلك المسكين هذا للخروج من دائرة الفقر اللعينة لبدء حياة معقولة نسبيا, بدلا من البهدلة والفقر وقلة القيمة؟ فمن أعطاك الحق لتسرق منه هذه الفرصة؟ .. ثم هذا المأفون الآخر, الذي يترك قنبلة في أتوبيس للنقل العام( أتوبيس الغلابة!) ألم يفكر في الغلبان الذي سيفقد حياته, أو ذراعه, أو نور عينيه, جراء انفجار القنبلة؟ ماذا لو كان المسكين المصاب رب أسرة يجري علي عياله, من سيربي هؤلاء الأيتام؟ كيف لم يفكر زارع القنبلة في كل ذلك؟( أم تراه فكر وقدر.. فقتل كيف قدر؟) أوقفوا هذه المقتلة العبثية, ولنبدأ مشوار الحياة. وعلي فكرة, إن هذا الدستور مجرد بداية لطريق طويل لابد أن نبدأ السير فيه, لتتوقف حالة الهم والغم والكآبة التي نعيشها الآن. يا ناس إن الحركة بركة, فلنتحرك, ولا نترك حياتنا يسرقها منا أعداء الحياة.. اذهبوا, وقولوا نعم, وبعدها ليكن ما يكون.. المهم أن نبدأ! لمزيد من مقالات سمير الشحات