مبروك لمصر دستورها الجديد, فقد نجحت لجنة الخمسين المكلفة بإعداد وصياغة دستور مصر, برئاسة المخضرم السياسي والدبلوماسي عمرو موسي, في إنجازه بتوافق ليس له نظير, نتمني أن تستمر حالة الوفاق والإجماع علي مصلحة مصر والمصريين أبد الدهر, لذلك أدعو اللجنة نفسها.. بالرئيس نفسه.. والأعضاء أنفسهم إذا كان هناك توافق شعبي تام عليهم, أن تعكف علي وضع خطة استراتيجية لمصر تسير عليها في مختلف المجالات الاقتصادية, والتنموية, والصناعية, والسياحية, والتعليمية, وغيرها( تسمي خطة2030) تكون هذه الخطة ملزمة لأي وزير, أو حكومة, أو رئيس جمهورية قادم يطبقها الجميع كل في نطاق عمله, وتتعاون وتتكاتف جميع الوزارات والهيئة الحكومية, والقطاع الخاص في تناسق وترابط, وإخلاص لهذا الوطن الغالي علي تطبيقها كما يحدث في بلاد العالم المحترمة والمتقدمة, التي تعلي المصلحة الوطنية فوق أي اعتبار, تنصهر في بوتقة واحدة من أجل نهضة وتقدم هذا البلد العظيم مصر, فليس مقبولا أو معقولا أننا نعيش في مصر طوال السنوات الماضية دون بوصلة أو خطة ترسم لمصر ملامح المستقبل, ويتنافس الجميع علي إنجازها ليتقدم هذا الوطن في مختلف المجالات, ولا تتغير هذه الخطة الاستراتيجية بتغيير وزير أو حكومة أو رئيس, فأمامنا صور ونماذج من دول كبري مثل أمريكا, والصين, وماليزيا, واليابان وغيرها من دول العالم, نجحت نجاحا بارعا بعد أن عاشت صراعات واحتجاجات وفوضي أكثر مما يحدث في مصر الآن, وبرغم ذلك فقد نجحت هذه الدول وغيرها في وضع استراتيجية وخطة مستقبلية تسير عليها بلادهم لسنوات طويلة مقبلة, يكلف الدولة أجهزتها التنفيذية, وتسخر إمكاناتها لتنفيذ هذه الخطة مرحليا, ولم تلغ هذه الخطة بجرة قلم كما يحدث في مصر عندما تتغير حكومة أو وزير أو نظام, وتبدأ كل وزارة من الصفر ونظل ندور حول أنفسنا دون أن نتقدم في شيء, وتلعب الأهواء والأمزجة والارتياح النفسي لفلان وعلان, وتتدخل المصالح الشخصية, وتغيب المصلحة الوطنية, وحالنا في مصر شاهدا علي ما نقول, لذلك نجد بلدنا يتأخر وهم يتقدمون!! هل ننتبه ونفيق إلي سرعة إنجاز هذه الخطة في مدة لا تتجاوز مدة إنجاز الدستور؟! أعتقد أن مصر بخبرائها وحكمائها يستطيعون إنجاز هذه الخطة في وقت قريب, إذا اقتنعت الإرادة السياسية بها, فهيا نبدأ من الآن لتكون لمصر رؤية وخطة واضحة يتنافس فيها الجميع لنبرهن لأنفسنا وللعالم أجمع أن المصريين قادرون علي التحدي وفق إمكاناتهم, ويجب أن يعلم المواطن خطة الدولة في هذا العام, وأنها تنجز فعلا كذا وكذا من المشروعات دون كذب أو تهويل أو كلام في الهواء. لمزيد من مقالات محمود عشب