في10 ديسمبر الماضي, قال د.سعد الكتاتني أمين عام حزب الحرية والعدالة لالأهرام, ردا علي سؤال حول ترشيح المستشار الخضيري لرئاسة البرلمان:' مع كل الإجلال للمستشار الخضيري. فهو مرشحنا في التحالف الديمقراطي, لكن البرلمان لا.. ونميل لأن يكون رئيس البرلمان توافقيا وليس إخوانيا'. وفي11 يناير الحالي, قال الكتاتني ل'الأهرام' أيضا, إنه لم يحسم بعد ما إذا كان رئيس البرلمان توافقيا أو من الحرية والعدالة'. وتابع:' من الطبيعي أن يأتي رئيس البرلمان من الحزب الأكبرتمثيلا فيه'. والسؤال: ماذا حدث لكي يتغير المنطق والتوجه في ظرف شهر واحد؟ وهل اقتنعت قيادات الذراع السياسية للإخوان بعدم وجود مرشح توافقي يصلح للمنصب, أم أنهم أعادوا النظر في حكاية التوافق, فقرروا اقتناص المنصب بحكم أنهم الأكبر تمثيلا فيه, خاصة أن بعضهم تردد اسمه مرشحا كالكتاتني نفسه ود.العريان؟. يرتبط بما سبق, سيل تصريحات صدرت طيلة الأسبوع الماضي عن وجود تصورات محددة لدي الحرية والعدالة حول كل شيء تقريبا من الجمعية التأسيسية وتشكيلها, والدستور وبنوده, إلي تطوير المنظومة الإعلامية وتصفية الصحف القومية وإلغاء المجلس الأعلي للصحافة.. إلي آخره. وليس لأحد أن يعترض علي وجود مثل هذه التصورات لدي حزب الأغلبية, الذي يجب أن يكون مستعدا بأجندة تشريعية تتعامل مع المرحلة المقبلة. الاستغراب هو أن يتم طرح تلك التصورات دون التشاور مع القوي والأحزاب الأخري ومع الفئات صاحبة المصلحة. الاستغراب أيضا أن التوافق الذي كان شعار المرحلة السابقة, يتجه لكي يكون ماضيا. ومن أسف, أنه في خضم التسريبات عن التصورات, يتولد شعور بأن الاستئثار مرشح لأن يحل محل التوافق, ويتنامي هذا الشعور مع كل مقعد جديد يحصل عليه الحزب في الانتخابات وتواضع الآخرين باستثناء' بعبع الجميع إخوان وغير إخوان' وهم السلفيون. وربما كان هذا الشعور هو ما دفع السلفيين إلي استكشاف مدي إمكانية التفاهم مع الأحزاب الأخري( من الليبراليين والعلمانيين ومن لف لفهم) حول رئيس البرلمان الجديد لمنع الحرية والعدالة من الاستئثار به. مرة أخري.. لا غبار علي الحرية والعدالة فيما يقوم به لأنه يأتي في إطار التنافس الحزبي شريطة أن يتوقف الكلام عن التوافق ومد الجسور إلي الآخرين الذي بدأ كثيرون عدم تصديقه. الملاحظ أن الحزب يتبع سياسة' حرق المراحل' بصورة لم يتصورها أحد من قبل, فمن حزب مشارك مع الآخرين إلي حزب راغب في التوافق إلي الحزب الذي يقرر ويحدد باعتباره حزب الأغلبية, وربما يصبح قريبا الحزب القائد الذي يحسم دون حوار أو نقاش لأن الآخرين حوله مجرد كومبارس. المزيد من أعمدة عبدالله عبدالسلام