سرقة.. اغتصاب.. قتل.. تثبيت عيني عينك.. فوضي غير مسبوقة.. خروج علي القانون., معظم سائقيه مسجلون خطر لهم قانون خاص وعالمهم الخفي.. نتعامل معهم بحذر, مجرد أن تختلف معه تكتشف أنه يقود ترسانة أسلحة اسمها التوك توك.. فلم يمض يوم إلا ونسمع عن جريمة المتهم فيها هو التوك توك.. فقبل أسبوعين وتحديدا يوم الجمعة قبل الماضية قام سائق توك توك بقتل شاب سوري بمدينة6 أكتوبر بعد اختلافهما علي الأجرة حسب كلام السائق القاتل, بعدها بأيام تعرض صاحب أحد المحال بمدينة المحلة الكبري محافظة الغربية لعملية سطو مسلح من قبل مجموعة من سائقي التوك توك بعد قيامهم بتثبيته عي الطريق وهو يقود سيارته ليلا عائدا إلي منزله, وإشهار السيوف والأسلحة النارية في وجهه, وكذلك تحطيم زجاج سيارته الخلفي لترهيبه والاستيلاء علي السيارة وكل ما يحمله من أغراض.. أما هذه الواقعة فكنت شاهدا عيان عليها بنفسي, في أثناء سيري بأحد شوارع منطقة النزهة الجديدة بالقاهرة, لفت انتباهي واحد من التكاتك بسبب اقترابه الشديد من فتاة تسير بمفردها في الشارع, وفجأة أخرج سائق التوك توك يده وقام بسرعة شديدة بالتحرش السافر الصريح لهذه الفتاة, وفر هاربا. لم يستغرق الموقف أكثر من ثلاث ثوان لكنه صدمني, فحاولت مسرعا النظر علي لوحة هذا التوك توك لمعرفة رقمه والابلاغ عنه فلم أجدها أصلا. وهذه الواقعة ليست الوحيدة, فهناك العديد من جرائم الاغتصاب وهتك العرض التي كان بطلها سائق توك توك.. ومن هنا, فالفوضي وحدها أصبحت هي القانون الذي يحكم إمبراطورية التوك توك في مصر, فمن حوادث سرقة وقتل واغتصاب وبلطجة, الي القيادة بعشوائية وسرعة جنونية بواسطة أطفال لا يتعدي عمر الواحد منهم13 سنة, والسير عكس الإتجاه في شوارع رئيسية مما يصيب تلك الشوارع في أغلب الأوقات بالشلل التام, وبالتالي تعطيل مصالح الناس, وتهديد أرواحهم أحيانا, ضاربين عرض الحائط بكل القوانين والأخلاقيات. اللواء د. طارق خضر محافظ دمياط السابق ورئيس قسم القانون الدستوري بأكاديمية الشرطة يوضح أن هناك ظواهر نشأت في الفترة ما بعد ثورة25 يناير2011, وثورة30 يونيو2013 كان لها عواقب وخيمة علي الشارع المصري ومن بينها ظهور التوك توك بهذه الكثافة, وإعتباره كوسيلة من وسائل الانتقال, خاصة في بعض المحافظات, وللأسف أن من يتولي قيادة هذا التوك توك من الصبية الذين لا يتجاوز أعمارهم15 عاما, كما أنه يكون أداة من أدوات تسهيل ارتكاب بعض الجرائم كخطف حقائب السيدات واغتصابهن أحيانا, بل إنه يمكن أن يكون محلا لارتكاب جرائم القتل بأنواعها المختلفة.. ويري د. طارق أن التوك توك والدراجات البخارية خاصة المستوردة من الصين والتي لا تحمل أي لوحات معدنية تقوم بتسهيل مثل هذه الجرائم. ويطالب بعمل حملات أمنية مستمرة علي الطرق الزراعية بين محافظات الجمهورية والطرق التي تربط القري بعضها ببعض, حيث أصبح التوك توك في هذه المناطق كالجراد تجده في كل مكان, بل إنه في محافظة مثل الجيزة علي الرغم من كونها تنتمي إلي الحضر, نجد أن هناك مناطق مثل ناهيا وكرداسة وأوسيم ينتشر فيها التوك توك ويتم إتخاذه وسيلة لإرتكاب الجرائم. وبالتالي لم يعد الأمر مقصورا فحسب علي المناطق الريفية بل إمتد إلي بعض المحافظات مثل القاهرةوالجيزة والاسكندرية. ولذلك يضيف د. طارق خضر أصبحت هناك ضرورة حتمية لإيقاف هذه الوسيلة ومنع وجودها بالمرة لمدة سنتين حتي يتم ضبط إيقاع الشارع المصري, ومن ثم سيكون له آثار إيجابية للحد من الجرائم, وبعد إصدار هذا القرار يتم مصادرة أي توك توك يخالفه ومعاقبة قائده, لأن الشارع لا يحتمل هذه الفوضي, خاصة أنه بعض من عليهم أحكام قضائية والمطلوبين لتنفيذها هم من قائدي الدراجات البخارية والتوك توك, وبالتالي مثل هذه الإجراءات سوف تحقق انضباطا للشارع المصري والردع لكل المخالفين, وتقليل مثل هذه الجرائم المشار إليها.