الوطني الأصيل يحجب مصالحه الخاصة لأجل خاطر الوطن, والمصري يعشق وطنه, ولكن هناك مجموعات تتلاعب بمصير البلاد بلا وعي أو إدراك, لا يبصر أفرادها, ولا يعقلون ولا يركضون إلا وراء مصالحهم المشبوهة, يرفعون شعارات زائفة ماسخة, تنطق بها أفواه لا تؤمن بها قلوبهم, لأن الضلال هو مضمونها! وهذا ما نراه الآن من مظاهرات عديمة المعني والهدف إلا اثارة الفوضي, والإصرار علي استمرارها إلي حين ميسرة!! وإني أتساءل: علي من يثورون في ميدان طلعت حرب ووسط القاهرة والجامعات؟ وما الهدف مما يحدث إلا خراب مصر وتلويث قلوبنا بكآبة المشاهد غير الحضارية تحت راية حرية ديمقراطية بلا مسئولية ولا ضوابط؟!!.. إنهم مناضلون يرفعون راية درء المنافع عن الوطن واستجلاب المخاطر والخراب لأم الدنيا, فهناك فئة وسوس لها الشيطان بألا تترك البلاد تنعم بالاستقرار.. وكأن الاستقرار خيانة للثورة وهم الخائنون للشعب الذي يعاني من الدوران في مأساة ندرة الحصول علي أقل استحقاقات المعيشة المحترمة.. وشعاراتهم المستفزة يلفظونها بسماجة وسخافة وسوء أدب علي الطبلة والمزمار. مصر ليست حمل أن يسيل منها مزيد من الدماء.. ولا حمل أن تفقد كثيرا من رونقها وكنوزها في مواجهات عقيمة عاقة للوطن ولا يسعدها رؤية أقنعة تخفي وجوها غابرة! لقد كان لمظاهرات25 يناير هدف وتم إنجازه, كما ان مظاهرات30 يونيو انقذت مصر من سرقة هويتها المتميزة الضاربة في جذور التاريخ, فما أهداف مناضلو اليوم؟! أين عقل مصر وحراس الوطن؟ لقد ظهر عقلها في إنجاز الدستور. ونأتي الي قانون تنظيم التظاهر فهو طوق نجاة من عشوائيات النخب والأدوار الزائفة, وكلهم مصرون علي مراوغة استقرار الوطن وعلي مهاجمة خير أجناد الأرض واستفزاز الشرطة التي يستغيث بها الكل لحظة الخطر, صارخا يابوليس.. هؤلاء المتظاهرون الجدد مثل الأفاعي التي تزحف بخبث وفجأة تلدغ الوطن لتعرقل مسيرته! أين عقل مصر؟! إننا نناشد الإعلاميين ألا يتخلوا عن الشفافية وأمانة الكلمة ويكونون هم عقل مصر الراشد الرشيد بعيدا عن مقولة جوبلز أعطني إعلاما بلا ضمير أعطيك شعبا بلا وعي.. فلا ننزلق الي أخطاء تؤذي الوطن وتماسكه, وكمثال هناك من يجنحون عن الحق لتبرير سلوكيات غير وطنية من بعض المتظاهرين المغيبة عقولهم أو الموصومة بالغرض الذي هو أشد من المرض. مصر هبة المصريين إذا أرادوا وليست هبة النيل, والسؤال هنا: هل صنع النيل حضارة في كل مكان يجري فيه؟! هادية المستكاوي