استنكر الأئمة وعلماء الدين, ما قام به مجموعة من المصلين من اعتداء علي أحد الأئمة, بمسجد العزيز بالله, وأكد العلماء أن هؤلاء آثمون ومسيئون للإسلام, ويجب أن يعاقبوا علي ما فعلوه من إهانة وتحقير لمن يؤدي رسالته. ويتوجه وفد من نقابة الأئمة والدعاة, اليوم, إلي مكتب النائب العام للتقدم ببلاغ للتحقيق في واقعة الاعتداء علي موفد وزارة الأوقاف إلي مسجد العزيز بالله, التي حدثت يوم الجمعة الماضي. مطالبين مجلس الوزراء ووزارة الداخلية بإصدار قانون يجرم ويعاقب كل من يعتدي علي العمامة الأزهرية وعلي الأئمة الوسطيين الأزهريين, الذين ليس لهم ذنب إلا أنهم اتخذوا من الوسطية شعارا لهم, ولم ينحازوا إلي فصيل أو إلي جماعة, واستنكر الشيخ عاصم قبيصي, أمين عام نقابة الأئمة والدعاة, ما حدث للإمام الموفد من قبل وزارة الأوقاف يوم الجمعة الماضي بمسجد العزيز بالله بالزيتون, وقال إننا نبرأ إلي الله ممن فعلوا هذا العدوان, فهو قبل أن يكون اعتداء علي الإمام, فهو اعتداء علي حرمات الله عز وجل, لأن هؤلاء لو كانوا علي إيمان ما تجرأ أحد منهم أن ينتهك حرمة بيت من بيوت الله. ووصف الواقعة بأنها جريمة نكراء, وطالب بوضع قانون في الدستور المصري يجرم الاعتداء علي علماء الأزهر والأوقاف, لأن الإهانات داخل المسجد وخلع الأحذية شيء مشين ومهين لآدمية الإنسان وكرامته, ومحرم شرعا في الإسلام لأنه تحقير للمسلمين, وفاعله آثم شرعا وقانونا. وطالب المصلين باحترام الأئمة, لأنهم يؤدون رسالتهم الدينية, والابتعاد عن السياسة داخل المساجد, كما طالب دعاة الأزهر والأوقاف بتحمل المسئولية في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد, وأضاف: في مثل هذه الأيام والأحداث التي تمر بها البلاد فإن الأولي بالإمامة أن يكون معينا من قبل الحاكم, لأن هناك دخلاء علي الإمامة فلا يجوز لهم أن يتقدموا بالإمامة, ولا يجوز لهم أن ينازعوا الإمام المعين من قبل الحاكم, من جانبه قال الشيخ محمد البسطويسي نقيب الأئمة والدعاة أن الإمام الموفد من قبل وزارة الأوقاف إلي مسجد العزيز بالله( الموفد من قبل وزارة الأوقاف) إماما ليس له ذنب إلا أنه تحدث بوسطية واعتدال عن السلوك العام وعن سماحة الإسلام, وفي نهاية الخطبة دعا إلي مصر, وأن يحفظها إلي يوم القيامة, وبعد أن انتهي من الصلاة, قامت عليه جماعة العدوان علي المسلمين الذين لا يراعون للإسلام حرمة ولا للمساجد قداسة, فبدأوا في عمل حلقة من النساء ثم رفعوا عليه الأحذية وأخذوا منه العمامة البيضاء, ظنا منهم أنهم انتصروا عليه. من جانبه قال الشيخ سعد الفقي, إمام بوزارة الأوقاف, إن ما حدث داخل مسجد العزيز بالله سلوك مشين يبرأ منه الإسلام, فهؤلاء بما فعلوه انتهكوا قدسية المسجد الذي هو بيت الله في الأرض, مطالبا بمحاسبتهم, والضرب عليهم بيد من حديد, ورفع سقف العقوبات لكل من يعتدي علي دور العبادة وعلي دعاة الأئمة بالمساجد ولاسيما إذا كان الاعتداء وقت دعوتهم, وتساءل: كيف لمسلم أن يخلع الحذاء علي مسلم, فهذه مهاترات لابد من القضاء عليها, لأنها تسيء إلي الإسلام. من يهين الإمام آثم شرعا من جانبه قال الدكتور رمضان عبدالعزيز عطاالله الأستاذ بكلية أصول الدين بالمنوفية, أن الذين يعتدون علي الإمام ويهينونه بأي صورة من صور الإهانة, يكونون بذلك قد ارتكبوا إثما عظيما, لأن الإمام يقتدي به في القول وفي الفعل, وفي السلوك, فمن أهان ذلك القدوة الحافظ لكتاب الله, والحافظ للسنة, فقد أخطأ خطأ عظيما لأن الله رضي عن ذلك الإمام, وجعله في مكانة الأنبياء والمرسلين, فلا يجوز شرعا أن يعتدي أي إنسان علي حرمة الإمام وعلي مكانته, وعلي منزلته, ولا يحق لمسلم أن يخلع حذاءه في وجه مسلم أيا كان. وفي سياق متصل أوضح الدكتور أسامة فخري الجندي الباحث في شئون الدعوة, أن المشتغلين بالدعوة والإرشاد مبلغون عن الله ورسوله ولا يجوز اهانتهم أو الاعتداء عليهم, وتساءل: ما بال أناس يعتدون علي وارث النبوة والذي يؤدي أشرف رسالة وهي الدعوة إلي الله( ومن أحسن قولا ممن دعا إلي الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين), ويعتدون عليه بالألفاظ والسباب, ويتقاذفون عمامته التي لا يدركون قيمتها ومكانتها- ؟! فهل أرادوا بهذه الأفعال الشنيعة توبيخ الداعية ذاته أم أن الهدف من وراء ذلك توجيه رسالة لمؤسسات الدعوة في مصر الأزهر والأوقاف ؟ هل أرادوا فقط مجرد إهانة ذلك الإمام أم أنه نظرا للانتماءات المختلفة كان الهدف هو إهانة رموز آخرين ؟!