مادام أن حصة مصر من مياه النيل لا يمكن زيادتها وأن أقصي ما نطمح له حاليا هو عدم نقصانها فإنه ينبغي سرعة العمل علي تنمية مواردنا من المياه الجوفية لإمكان الحصول علي7 مليارات متر مكعب سنويا وتنمية مواردنا من مياه الصرف الزراعي بعد دراسة إمكانية استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة وفقا للمعايير الصحية لتوفير8 مليارات متر مكعب أخري سنويا.. أما المحور الثاني المتعلق بترشيد الاستخدام فيبدأ بتطوير نظم الري في الأراضي القديمة بما يحقق وفرا قدره5 مليارات متر مكعب سنويا وترشيد زراعة المحاصيل ذات الاستهلاك العالي للمياه, وفي مقدمتها زراعات الأرز وقصب السكر والتوسع في السلالات التي تتحمل الجفاف مع قلة مكوثها في الأرض, وذلك يمكن أن يوفر نحو3 مليارات متر مكعب سنويا. و هنا لابد من الاعتراف بأننا رغم كل ما حققناه من مكاسب في مجال الموارد المائية وزيادة سعة المخزون بعد بناء السد العالي فإن نظام الري في مصر مازال متخلفا بدرجة كبيرة عن التطور العلمي الهائل في هذا المجال علي مستوي العالم.. و أول خطوة للإصلاح تبدأ بالتعرف علي المشكلات المزمنة التي تحتاج إلي سرعة التعامل معها من أجل إزاحتها! إن علينا أن نعيد النظر في أساليب صيانة وتطهير الترع والمساقي المائية وإنهاء سرطان الحشائش المائية الذي يبتلع نسبة كبيرة من مياه النهر... و علينا أن نجدد الدعوة لإيقاظ الوعي نحو أهمية الري الليلي لأن نسبة كبيرة من فاقد المياه نتيجة البخر سببها اعتياد الفلاح المصري علي الري تحت حرارة الشمس نهارا... ثم لابد من وقف الإهمال والتسيب الذي يشجع علي عدم احترام القوانين والتشريعات المائية واستعادة الاحترام لمجري النهر وأفرعه علي امتداد الوادي بكامله خير الكلام: رصيدك الحقيقي ليس في حجم ما تملكه وإنما فيما تستطيع أن تستغني عنه! لمزيد من مقالات مرسى عطا الله