علي مدار العام تعتمد الفضائيات في عروض الدراما علي إنتاج رمضان من العام الذي يسبقه, ونادرا ما تعرض القنوات مسلسلات جديدة لم تعرض من قبل, باعتبار ان شهر رمضان أصبح هو صاحب الامتياز في العروض الأولي للمسلسلات باختلاف أنواعها وجودتها. وحتي المسلسلات التي لا يحتوي منتجها علي أسماء براقة تختار رمضان كشهر للعرض الأول, وكذا القنوات الفضائية تصبح متخمة بالدراما في رمضان فقط, ويصبح المشاهد هو الهدف رقم واحد والأكثر أهمية في رمضان دون غيره, حيث الجزء الأكبر من كعكة الإعلانات ونسب المشاهدة الأكبر طوال العام, وعلي مدار السنوات الأخيرة كانت المعادلة تجري بتلك الطريقة, ولكن ما جعل الامر يبدو مختلفا في موسم رمضان المقبل هو انطلاق فعاليات نهائيات كاس العالم بالتزامن مع موسم رمضان, مما سيربك خريطة العرض وسيشتت المشاهدين وخصوصا من فئة الشباب والذكور الذين سيفضلون مشاهدة مباريات كاس العالم عن مشاهدة المسلسلات باعتبار ان كأس العالم حدث عالمي يقع كل4 سنوات, بينما المسلسل يمكن أن تشاهد إعادته وأنت تشعر بنفس المتعة لان الأحداث متوقعة بينما المباريات تفقد لذة مشاهدتها لو لم تشاهد أحداثها في التو واللحظة ونتائجها قابلة للمفاجآت, والمشكلة الأكبر التي قد لا يعيها صناع الدراما وأصحاب القنوات هي ان الشركات الراعية للمسلسلات عبر الإعلانات سينصرف جزء كبير منها بالتأكيد نحو مباريات كاس العالم, وستترك الفتات للدراما خصوصا الشركات العالمية الكبري بعيدا عن الشركات المحلية التي قد تجد أن منتجاتها لن تحظي بنسبة دعاية عالية بسبب المباريات فستنصرف هي الأخري عن تقديم إعلانات وسط مسلسلات رمضان القادم. يقول الناقد طارق الشناوي حول هذا الموضوع: الإعلانات هي التي تشجع المنتج كي يقدم عملا دراميا, ولكن العام القادم ستتجه اكبر نسبة إعلانات بالتأكيد لمباريات كأس العالم, لان المعلن يبحث عن الكثافة الأكبر للمشاهدين, والإعلانات التجارية في رمضان هي60% من إجمالي العام كله, إضافة الي أن مواعيد عرض المسلسلات ستتأثر بسبب مباريات كأس العالم, واذا أذيع مسلسل في وقت مباراة مهمة فلن يحظي بنسبة مشاهدة عالية, ومؤشري في ذلك دور العرض السينمائي, فعندما تكون هناك مباريات مهمة تتأثر إيرادات الأفلام التي تعرض في الوقت ذاته, لان جزء كبيرا من جمهور الأفلام والمسلسلات كروي ويتابع كرة القدم ويهتم بأمر أحداثها الكبيرة مثل كأس العالم, لذلك فان تزامن كأس العالم مع موسم دراما رمضان سيؤثر عليها سلبا في كافة الأحوال.