يوما بعد يوم تزدادالأزمات التي تسببها المسلسلات التركية وتتنوع جوانبها وأبعادها, وعلي صعيد الشركات والجهات الانتاجية المعنية بانتاج الدراما المصرية تواجه حاليا مشكلة كبيرة. وهي اعادة عرض أو بالاحري العرض الثاني للمسلسلات الرمضانية التي اثبتت نجاحها في شهر رمضان الماضي, كما هو المعتاد كل عام حيث كانت تقبل القنوات الفضائية علي شراء تلك الاعمال مابين قنوات لم تعرضها من قبل وقنوات أخري سبق وعرضتها ولكن أمام النجاح الجماهيري تعيد عرضها وأمام ذلك يجدد القائمون علي تلك الأعمال منفذا جديدا للتسويق والترويج لأعمالهم وتدور الحركة الانتاجية من أجل الاستعداد لموسم درامي جديد. ولكن ماحدث هو إقبال القنوات الفضائية علي شراء المسلسلات التركية والعزوف عن المسلسلات المصرية رغم نجاحها. ومن المسلسلات القليلة التي حظيت بالعرض الثاني مسلسل الصفعة الذي اعيد عرضه علي قناة النهار بطولة شريف منير وهايدي كرم وشيرين رضا, وعزت أبو عوف, وهيثم أحمد زكي اخراج مجدي أبو عميرة. كما من المقرر خلال الايام القليلة اعادة عرض مسلسل مع سبق الاصرارعلي قناةC.B.C بطولة غادة عبد الرازق وماجد المصري وطارق لطفي وعبير صبري وأحمد راتب وميار الغيطي اخراج محمد سامي. وأيضا اعادة عرض مسلسل فرقة ناجي عطا الله علي قناة النهار بطولة عادل امام وانوشكا واحمد صلاح السعدني وحنان يوسف اخراج رامي امام. محاولات ضعيفة وعلي الرغم من تلك المحاولات الا أن القائمين عليها ولاسيما الجهات الانتاجية تري أنها محاولات ضعيفة جدا لا تحرك الماء الراكد للدراما المصرية. ويؤكد المنتج أحمد الجابري قائلا: اتعجب من القنوات الفضائية التي تقبل علي شراء المسلسلات التركية وتتجاهل المسلسلات الرمضانية سواء التي عرضتها وحققت نجاحا أو لم يسبق لها العرض وتؤكد المؤشرات نجاحها جماهيريا, وفي رأيي ان هذا التوجهة بسبب ان المسلسلاات التركية أرخص من المسلسلات المصرية. ويري أحمد الجابري ان المخرج الوحيد لهذه الازمة تخفيض أجور الفنانين لانه هو العنصر المكلف والاساسي للعمل واذا تفهم النجوم تلك الازمة سوف تساعد علي تقديم المسلسلات بتكلفة أقل وبالتالي تدخل حلبة المنافسة وتنتشر عن ذي قبل مع مراعاة تدخل الجهات المسئولة لتقنين دخول غزو المسلسلات التركية واحتلالها لمساحة الدراما علي الشاشات. أما المنتج محمود فوزي فله رؤية مختلفة: حيث أكد قائلا: المسلسلات التركية لاتحتل المساحة الاكبر فقط لانها الأرخص بل لأنها تقدم نوعا جديد من الدراما علي المشاهد من حيث صيغة الموضوعات والاثارة والقصور والموضة كل هذه العوامل حققت نسبة مشاهدة ومعها نسبة اعلانات ولكن هذا لايعني ان نقف مكتوفي الايدي بل يجب ان تتضافر الجهود مع القنوات الفضائية وتفتح سوقا دراميا يا ثانيا لأعمال مصرية لم يسبق عرضها ويتم التسويق والاعلان عنها بشكل جيد مما يحقق ايضا الاعلانات المطلوبة وجذب المشاهد لأننا بالنهاية نهدف الي اشباع المشاهد بما يتناسب وقيمنا وعاداتنا. ويقول المخرج عمر عبد العزيز انه كأي مشاهد كان ينتظر العرض الثاني للمسلسلات التي عرضت في رمضان ليتابع الاعمال التي لم يستطع متابعتها في هذا الشهر الكريم الذي تغلب عليه الطقوس الدينية أكثر من مشاهدة التليفزيون, ولكن للأسف اري حملة شديدة ضد الفن والفنانين من خلال اناس يحرمون الفن ويقترحون الامساك عن الانتاج الفني خلال عام حتي تستقر الامور وأري أيضا علي الجانب الآخر صمتا وعدم مواجهة ولهذا اقول الوضع خطير ويعني أننا مقدمون علي عصر جاهلي. ووصفت المخرجة رباب حسين اختفاء المسلسلات المصرية من العرض الثاني بالمستفز وقالت من المستفيدمن ذلك وهل يعملون لصالح السوق التركية علي حساب السوق المصرية لا أحب كلمة مؤامرة ولا أريد أن يتوجه فكري ناحيتها ولكن لا أجد ردا علي سؤالي: لمصلحة من عرض التركي؟ ولمصلحة من قتل السوق المصرية لصالح التركية؟ اذا كان يحدث هذا لأن الاعمال التركية أقل في السعر فعلي صناع الدراما المصرية تدارك الامر بخفض تكلفة الانتاج والتي يكون الجزء الاكبر فيها هو أجر الممثل ليستطيعوا تسويق الاعمال بشكل جيد بدلا من تخزينها لصالح البلدان الاخري لقد تحول الفن لصناعة وتجارة والمنتج لا يرغب في الخسارة ولهذا علي القنوات الخاصة الوقوف بجانب الاعمال المصرية وتقديم مقترحات بشأن اعادة تسعير هذه الاعمال بدلا من تركها والتوجه الي شراء التركي. وأرجع الناقد رفيق الصبان اختفاء العرض الثاني للأعمال التليفزيونية الي عدم نجاحها النجاح الكافي الذي يجير الشركات علي عرضها مرة أخري, وأضاف الصبان: النجاح يتحقق من منظورهم بكم الاعلانات التي يأتيبها العمل, للأسف أصبح الاعلان هو سيد الموقف وهو الذي يحرك أصحاب الفضائيات ناحية العمل, الآن الاعلان أصبح متوافرا اكثر للأعمال التركية التي أعتقد أنها ظاهرة تقف امام الاعمال المصرية وأمام توزيعها ولكن اعتقد أنها ظاهرة سوف تأخذ وقتها وتنتهي كما كان الحال مع الاعمال الهندية والسورية وعلينا أن نتقبل ذلك بصدر رحب وأكد الصبان ضرورة العمل علي عودة المشاهد المصري مرة أخري الي الانتاج المحلي, وقال انه لن يعود الا اذا شاهد نوعا جديدا من الدراما يشد انتباهه.