أكثر من 50 مسلسلاً رمضانياً تبحث لها عن منقذ ومنفذ للتسويق، خاصة أنه من الصعب تسويق كل هذا الكم فى الوقت الذى بدأت فيه معظم القنوات العربية وتحديداً الخليجية فى العزوف والانصراف عن شراء المنتج المصرى!! رغم أن المشاهد العربى وتحديداً الخليجى مازال متمسكاً بالدراما المصرية التى لا يستطيع الاستغناء عنها، فمهما حرمته منها قنواته العربية أو الخليجية تجده يسعى وراءها ويبحث عنها فى القنوات المصرية سواء الرسمية أو الخاصة. ما تم تسسويقه إلى الآن قد يكون فى ظل الظروف الاقتصادية والمجتمعية التى تعيشها المنطقة العربية جيداً، ولكن إذا قيس بحجم التسويق الذى من المفترض أن تكون عليه الأعمال الرمضانية والتى وصل تسويق العمل الواحد فيها فى بعض الأعوام السابقة لأكثر من 10 محطات فضائية فهى كارثة!! حتى الآن تم تسويق ما يقرب من 30 عملاً، وأغلبها لنجوم الصف الأول وقد يكون هذا - على الأقل - من أهم أسباب تسويقها لما يتمتع به هؤلاء النجوم من قاعدة جماهيرية عريضة تستطيع أن تجذب إليها سوقاً إعلانية تغطى ثمن شرائها، بصرف النظر عن مستواها الفنى، الذى ستثبته لنا أوقات المشاهدة، ورغم ذلك عانت أيضا معظم هذه الأعمال من البحث عن منفذ تسويق إلى أن بلغت مقصدها، لدرجة أن منتجاً مثل «محمد فوزى» لجأ إلى النت لعرض مسلسله «كاريوكا» بطولة «وفاء عامر» للترويج له. الأزمة الاقتصادية التى يعانى منها الموزعون والمنتجون وأصحاب القنوات الفضائية تمتد إلى أكثر من 5 سنوات عاشتها الدراما التليفزيونية فى حالة اهتزاز بين الصعود والهبوط المادى وكذلك المستوى الفنى، ورغم ذلك يحسب لهم جميعاً أن عجلة الإنتاج الدرامى لم تتوقف، ما زاد من الأزمة وتحديداً منذ أكثر من عام ونصف انفجار ثورات الربيع العربى التى أثرت بقوة على السوق العربية، كذلك شهدت السوق مؤشراً قوياً كان بمثابة معول هدم للدراما المصرية، بل والعربية، وهو زحف المسلسلات التركية المدبلجة باللهجة السورية وفتح سوق عربية لها لتحل محل المسلسلات المصرية فى مساحة العرض.
ولأول مرة يدخل المسلسل التركى مثل «ليث» و«الحراملك» فى المنافسة الرمضانية مع المسلسلات العربية، خاصة المصرية نظراً لانخفاض سعره الذى لا يزيد على 100 ألف دولار وبحق استغلال لمدة ثلاث سنوات، وبهذا يكون ثمن 6 أو 7 مسلسلات بسعر مسلسل مصرى واحد من النوعية قليلة الجودة لا عالية الجودة، من قبل كان المسلسل التركى يستغل لملء الفراغ الزمنى والمساحات الخالية على الشاشة، أما بدءاً من هذا العام فسيكون شريكاً أصيلاً فى دراما رمضان، وهو ما جعل كثيراً من المنتجين والموزعين يفكرون فى خلق مواسم جديدة للدراما بخلاف رمضان على أن يكون العام كله عبارة عن موسم للعرض الدرامى حتى لا يتم تكديسها فى رمضان فقط.
ورغم خطورة الموقف من أن تسحب هذه الدراما البساط من تحت أقدام درامانا، إلا أن جميع صناع الدراما التليفزيونية - منتجين وموزعين وفنانين وفنيين - يؤكدون أنها ظاهرة لن تستمر وأن الأمر لا يعدو مجرد سحابة صيف ستعود بعدها الدراما المصرية إلى قوتها، وراهنوا جميعاً على أن يكون هذا العام هو عام انطلاق الدراما المصرية وسيطرتها على المشاهد العربى، مؤكدين أن الانتعاش سيعود إلى الدراما المصرية إنتاجاً وتوزيعاً ومشاهدة بقوة مع انتعاش الاقتصادين المصرى بشكل خاص والعربى بشكل عام. ظاهرة غريبة تشهدها دراما هذا العام، أن معظم المسلسلات التى تتناول أحداث الثورة تم رفضها تسويقياً خاصة فى المحطات الخليجية التى قالت صراحة «انتوا بتصدروا لنا الثورة لغاية هنا» رغم أن معظم منتجى هذه الأعمال خفضوا أسعارها رغبة فى تسويقها، فمثلاً مسلسل «ابن النظام» ل«هانى رمزى» رفضته السعودية وقالت «لن أعرض مسلسلاً به إسقاطات سياسية عن سقوط الأنظمة» رغم أن مدينة الإنتاج الإعلامى - صاحبة الامتياز - عرضت المسلسل ب 450 ألف دولار للمحطة الواحدة عرض أول، بل وأبدت استعدادها للتفاوض فى مسألة تخفيض السعر حتى لو وصل إلى 350 ألف دولار - فالكل يريد - هذا العام أن يبيع بأى سعر حتى لا يتأذى أكثر مما هو حاصل إلا أن محطات السعودية رفضته تماماً، وهناك مفاوضات جارية حالياً لتسويقه مع «الحياة» و«صدى البلد» و«الكويت» بنفس السعر.
[1.5 مليون دولار]
فى تصورى الشخصى أن أية محطة فضائية لن تستوعب أكثر من 8 مسلسلات للعرض على شاشتها، خاصة أن المسلسل يتكرر عرضه فى القناة الواحدة ثلاث مرات يومياً، فالثمانية مسلسلات بعرضهما ثلاث مرات تصبح مدة العرض 24 مرة مع الفواصل والإعلانات تملأ المساحة الزمنية لليوم كله - 24 ساعة - للدرجة التى لن يكون هناك مكان حتى للبرامج، هذا إذا افترضنا أن كل محطة ستحصل على 8 مسلسلات مع الوضع فى الاعتبار أن معظم هذه المسلسلات ستكون على معظم القنوات باستثناء المسلسلات الحصرية مثل «فرقة ناجى عطاالله» ل«عادل إمام» الذى يشارك التليفزيون المصرى فى إنتاجه بنسبة 25٪ مع منتجه «صفوت غطاس» والذى يحق له عرضه فى قنواته الرسمية والذى اختار له القناتين الأولى والنيل للدراما، أما عن تسويقه فقد أتفقت على شرائه قناة «الحياة» من العام الماضى قبل أن يتم تأجيله بسبب أحداث الثورة مقابل 5,2 مليون دولار، أما مسلسل «باب الخلق» ل«محمود عبدالعزيز» فتم تسويقه إلى قناة «الحياة» مقابل مليون ونصف المليون دولار على ألا يعرض حصرياً - من الممكن بيعه لقنوات فضائية أخرى لتعرضه سواء فى نفس التوقيت أو قبلها - فى الوقت الذى تفاوض فيه «محمد» نجل «محمود عبدالعزيز» - منتج المسلسل - على بيعه لقناتى «المغرب» و«الأردن» الأرضيتين. بنفس السعر - مليون ونصف المليون دولار - اشترت قناة «الحياة» مسلسل «الخواجة عبدالقادر» ل«يحيى الفخرانى» والتى اشترطت على منتجه «أحمد الجابرى» عرضه حصرياً دون أن تنافسها على عرضه أية قناة أخرى فى نفس التوقيت، فى الوقت الذى باع فيه شقيقه «محمد الجابرى» مسلسله «حافة الغضب» ل«حسين فهمى» ب350 ألف دولار عرض أول، ويؤكد «الجابرى» أن المسلسل الذى لم يعوض - على الأقل - 75٪ من تكلفته من أول عرض يكون تعرض لخسارة من الصعب أن يعوضها فيما بعد، مليون و200 ألف دولار هو الرقم الذى اشترت به قناة «الحياة» مسلسل «عرفة البحر» ل«نور الشريف» فى الوقت الذى نجح فيه منتجه «أمير شوقى» لبيعه لعدة قنوات أرضية مثل «البحرين» و«المغرب» و«تونس»و«الجزائر» من الأعمال الأخرى التى تخطت رقم المليون دولار مسلسل «خطوط حمراء» ل«أحمد السقا» الذى اشترته «روتانا» من «عرب سكرين» حصرياً ب2 مليون دولار وبنفس السعر تم بيع مسلسل «الهروب» ل«كريم عبدالعزيز» وأيضاً مسلسل «شمس الأنصارى» ل«محمد سعد» أما «شربات لوز» ل«يسرا» فوقف عند رقم المليون و200 ألف مثله مثل مسلسل «عرفة البحر» ل«نور الشريف» واشترته قناة الmbc وتعتبر مسلسلات «يسرا» من الأعمال المصرية الوحيدة التى تشتريها المحطة كل عام بعد أن عزفت عن شراء المسلسلات المصرية عقب أزمة «أشرف زكى» التى أعلن فيها منع الفنانين العرب من العمل فى مصر منذ ثلاثة أعوام.
[2.5 مليون دولار]
«إلهام شاهين» التى كانت من ضمن أصحاب الأعمال التى تسوق بالملايين كل عام هبطت أسهمها - كما يؤكد - الحاج «محمد الجابرى» هذا العام ولم تعد أعمالها تباع بهذه الأرقام، فمسلسلها الأخير «قضية معالى الوزيرة» لم يحقق أكثر من نصف مليون دولار لقناة «الحياة» والتليفزيون المصرى الرسمى وبالنسبة لمسلسل «نابليون بونابرت» ل«ليلى علوى» فقد اعتمدت «روتانا» - منتجة المسلسل - على عرضه على قنواتها وهو يكفيها لتغطية تكلفته إعلانياً خاصة وأن لديها 6 قنوات متنوعة، فى الوقت الذى يمكنها فيه بسهولة بيعه لأية قناة خليجية نظراً للعلاقات القوية التى تربط بينهم، أما المسلسلات التى تقف عند المنطقة التى لا تزيد فيها على النصف مليون دولار فهناك «خرم إبرة» ل«عمرو سعد» الذى اشترته «الحياة» من «عصام شعبان» بنفس سعر مسلسل «إلهام شاهين» و«الزوجة الرابعة» ل«مصطفى شعبان» ب400 ألف دولار ل«ميلودى دراما» التى اشترت أيضاً «سيدنا السيد» ل«جمال سليمان» من «جمال العدل» ب300 ألف دولار و«سر علنى» ل«غادة عادل» و«إياد نصار» لنفس المنتج ب250 ألف دولار، أما مسلسل «الصفعة» ل«شريف منير» فقد اشترته قناة «الحياة» - غير حصرى - ب350 ألف دولار وهو نفس السعر الذى اشترت به أيضاً مسلسل «الصقر شاهين» ل«تيم الحسن» وهو أيضاً غير حصرى، فى الوقت الذى اشترت فيه قناتا «بانوراما دراما» 2,1 و«روتانا مصرية» مسلسل «الإخوة الأعداء» ل«صلاح السعدنى» و«فتحى عبدالوهاب» و«أحمد رزق» ب350 ألف دولار عن كل محطة، وتم بيع مسلسل «طرف ثالث» لقناة «النهار» ب200 ألف دولار، ويبقى مسلسل «على كف عفريت» ل«خالد الصاوى» الذى لم يتم الاتفاق على بيعه حتى الآن لأى قناة، ويبدو أنه سيتعذر بيعه. بالنسبة لمسلسلى «9 شارع جامعة الدول العربية» ل«خالد صالح» و«مع سبق الإصرار» ل«غادة عبدالرازق» فسيتم عرضهما على قناة cbc صاحبة العرض الحصرى باعتبارها شريكة فى الإنتاج، على أن تقوم القناة بتسويقهما للعرض الثانى أو الثالث، وإن كانت أسهم «غادة عبدالرازق» هبطت مما يصعب على القناة تحقيق رقم عال فى مسلسلها، أما مسلسلات اتحاد الإذاعة والتليفزيون، فمازالت شركة «صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات» التابعة له تبحث عن منفذ للتسويق من خلال بعض وكلائها فى الخليج، وإن كانت مسلسلات الشركة الهدف الرئيسى من إنتاجها عرضها على شاشة التليفزيون المصرى وبالفعل تقرر عرضها على قنوات النيل للدراما والنيل للمنوعات والفضائية المصرية والقناتين الأولى والثانية، وحتى الآن لم تنجح الشركة سوى فى تسويق مسلسل «البحر والعطشانة» ل«رولا سعد» لقناتى «النهار»، و«الفجيرة» بدولة الإمارات العربية المتحدة، أما باقى مسلسلاتها «حارة خمس نجوم» ل«مى سليم» و«النار والطين» ل«ياسر جلال» و«ميس حمدان» و«الخفافيش» ل«بوسى» و«دلال عبدالعزيز» و«ورد وشوك» ل«صابرين» و«بالأمر المباشر» ل«جمال عبدالناصر» و«ابن ليل» ل«مجدى كامل» و«فريال يوسف» و«يأتى النهار» ل«عزت العلايلى» و«فردوس عبدالحميد» فمازالت تبحث عن شارٍ ومازالت العروض التسويقية مستمرة فى الوقت الذى تهافتت فيه كثير من المحطات العربية خاصة الخليجية لشراء مسلسل «الإمام الغزالى» ل«محمد رياض» من إنتاج قطاع الإنتاج لشراء المسلسل ومازالت دراسة العروض المالية مستمرة لاختيار العرض الأفضل.
