شهدت سوق الدراما الرمضانية هذا العام نموا ربما يفوق نمو بعض الدول العربية نفسها فقد سجلت بورصة مسلسلات رمضان ارتفاعا جنونيا، حيث اقترب عدد المسلسلات الناطقة باللغة العربية إلى 100 عمل، وهو ما يراه البعض زيادة غير محسوبة فى حين يرى البعض الآخر أنها طبيعية وأن تسويق هذه الأعمال كاملة يتم على خير ما يرام وبين هؤلاء وهؤلاء كان هذا التحقيق الذى نناقش فيه أحوال البضاعة الأهم فى موسم الدراما التليفزيونية السنوى. الكل يتجه إلى طريق مظلم والموسم القادم أكثر سوادا هذا ما أكده لنا المنتج إسماعيل كتكت عند سؤاله عن زيادة عدد المسلسلات وتأثيرها على التسويق والبيع. وأكد كتكت أن ثمن بيع المسلسل قد انخفض بنسبة كبيرة فما كان يتم بيعه بخمسة وستة ملايين صار يباع بمليون ونصف المليون بل إن هناك شركات تتعامل بمنطق المشروبات الغازية اشترِ مسلسل النجم وخذ مسلسلا آخر هدية معه. ونفى كتكت إمكانية حدوث مكاسب بسبب الفوضى وتضارب المصالح بين المنتجين. نسبة بسيطة أما المنتج محمد فوزى فقد رفض ما يقوله كتكت من حدوث انخفاض بهذه النسبة الكبيرة بل أكد أن الانخفاض لم يتجاوز ال20 فى المائة، ولم تتأثر به الأعمال الجيدة أو أعمال النجوم بل بالعكس ارتفع سعرها ولكن الفوضى، التى حدثت هذا العام لم تتكرر من قبل فمن يقول إن هناك أعمالا حجزت مكانها على الخريطة ولم تكتمل وهناك أعمال أخرى متعثرة ويستكملها منتجوها من الدعم المقدم من القنوات، وأكد فوزى أن الشىء الوحيد الذى أنقذ السوق المصرية والمسلسلات المصرية لهذا العام هى القنوات المصرية الخاصة، التى اشترت هذه المسلسلات خصوصا مع الانخفاض الواضح فى الطلب الخارجى على مسلسلاتنا، وأضاف فوزى: من يصدق أن كل ما تم بيعه خارجيا لقنوات غير مصرية لا يتعدى ال 5 مسلسلات، ويراهن فوزى على أن السوق ستقوم بتصحيح نفسه بنفسه خصوصا مع درس هذا العام القاسى للبعض، وتمنى أن يبتعد المتطفلون عن السوق الذى لا يفهمونه، وأكد أنه يتوقع أن العام المقبل لن يشهد كل هذا العدد الكبير من المسلسلات. لا خسائر أما المنتج د. جمال العدل فيفجر مفاجأة كبرىحيث أكد أنه لا يوجد خسائر هذا العام والفضل للقنوات المصرية والتليفزيون المصرى والساحة الإعلامية المصرية، التى كبرت جدا هذا العام فوصلت من 500 مليون جنيه لمليار ونصف المليار جنيه، وفى المقابل انخفضت سوق التوزيع الخليجى من 2 مليار جنيه لمليار ونصف المليار أيضا، ونفى العدل أن يكون هناك تراجع فى التسويق الخارجى ضاربا مثل بقناة دبى، التى اشترت أكثر من 4 مسلسلات والmbc، التى اشترت أيضا ما يقرب من 4 مسلسلات هى الأخرى، ويقول: هناك مشكلة بالطبع نتيجة للأزمة الاقتصادية العالمية، والتى أدت لانخفاض أسعار التوزيع عموما وبنسبة لا يمكن قياسها، وأشار العدل إلى أن من يعانى من عدم استطاعته تسويق مسلسله فبالتأكيد نتيجة لقصور من جانبه هو وطريقته فى التسويق. وأشار العدل إلى أن المسلسلات تكسب من الإعلانات وبيعها للمحطات ونتيجة للزيادة الكبيرة فى سوق الإعلانات فى مصر استطاعت القنوات المصرية حماية مسلسلاتنا. المغامرون أما المنتج عمرو الجابرى فأكد أنها مشكلة ليست وليدة هذا العام بل هى مشكلة يعانى منها السوق منذ عدة أعوام، لكنها زادت جدا هذ العام، وقال: تخيل أن مصر تنتج 50 مسلسلا وسوريا هى الأخرى 50 مسلسلا هذا غير مسلسلات الخليج، لكن لا يوجد من يتعلم الدرس خصوصا مع زيادة عدد المغامرين ممن يتطفلون على مهنة الإنتاج، ويدخلون بلا دراسة للسوق وحساب هامش الربح والخسارة والدليل على هذا هو كثرة عدد المسلسلات، التى توقفت بعد دخولها أو تم استكمالها بجهات إنتاجية أخرى، ويؤكد الجابرى أن مثل هؤلاء المغامرين تسببوا فى رفع أسعار النجوم، وهو ما ينذر بانهيار قادم فى سوق الدراما شبيه بما حدث فى سوق السينما خصوصا مع محدودية عدد القنوات التى لا تزيد على 10 أو 15 محطة فضائية، وأكد الجابرى أن السبيل الوحيد كى تعود الصناعة للمكسب ولقوتها أن تحدث عملية تنظيم داخلية. وأن يقل عدد المغامرين. وجوه جديدة الحل فى الوجوه الجديدة هكذا بادرنا المنتج خالد حلمى فى بداية حديثه، مؤكدا أن النجاح حاليا للفكرة الجيدة، وهى التى تساعد على نجاح المسلسلات. وأكد حلمى أنه لولا القنوات المصرية الخاصة لتعرض سوق الدراما المصرية لهزة مدمرة خصوصا مع تراجع سعر المسلسل فى الخليج من 3 أو 4 ملايين دولار لما يترواح ما بين 500 و800 ألف دولار فقط، وأيضا لدعم القنوات الخليجية للمسلسلات الخليجية والسورية، وللعلم بفضل دعم هذه القنوات نجحنا فيما فشلت فيه السينما، وأصبح اعتمادنا الرئيسى على السوق المصرية، ونفى حلمى وجود خسائر قوية، مؤكدا أن من يكمل فى السوق فهو بالتأكيد يكسب.