مع غزو الدراما التركية للشاشات الفضائية والعربية واهتمام المشاهدين بمتابعتها برغم امتداد حلقاتها ربما لاكثر من مائة حلقة وهو ما يعني ازدهار الدراما التركية، ومناقشاتها للدراما المصرية التي أصبحت تعاني مشاكل عديدة نظرا للظروف الاقتصادية المحيطة بها. فهل تلقي الدراما التركية بظلالها لتؤثر علي تسويق الدراما المصرية في القنوات والمحطات العربية؟ في البداية يطرح محمد عبد الله رئيس القطاع الاقتصادي باتحاد الإذاعة والتليفزيون وهو القطاع المسئول عن تسويق الانتاج الدرامي لقطاعات الاتحاد يتساءل: أين الدراما المصرية علي الشاشات العربية ؟ فمنذ سنتين أو ثلاث بدأت المحطات والقنوات العربية الاعتماد علي الدراما السورية ثم بدأ بعد ذلك غزو المسلسلات التركية للشاشة العربية لتناولها موضوعات تتميز بالرومانسية والعاطفية إلي جانب أماكن التصوير الجذابة في الأماكن الطبيعية وكانت أسعار تسويقها رخيصة في البداية ثم ارتفعت بعد ذلك وبالفعل بدأت الدراما التركية تلقي بظلالها علي تسويق الدراما المصرية. ومن مشاهدات للشاشات العربية أرصد أن معظم ما تعرضه من دراما هي تركية إلي جانب ظهور الإنتاج الدرامي الخليجي أيضا. ويقول سعد عباس رئيس شركة صوت القاهرة: الدراما التركية تؤثر بالفعل علي تسويق الدراما المصرية لأن أسعارها رخيصة بالإضافة إلي أنها جاذبة وأصبح لها سوق رائجة داخل مصر ويتم تنفيذها بتقنية عالية بدءا من اختيار الممثلين وأماكن التصوير والقضايا التي تطرحها, واتجهت المحطات والقنوات الخاصة الي شراء المسلسلات التركية بدلا من المصرية ذات الأسعار العالية والمبالغ فيها أحيانا وأصبحت الدراما التركية هي الأرخص سعرا والأكثر مشاهدة وجذبا للإعلانات. ويقول محمد المرلي رئيس القطاع التجاري والتسويق بمدينة الإنتاج الإعلامي إن الدراما التركية تؤثر علي تسويق الدراما المصرية, لكن بالنسبة لموسم رمضان المقبل لم يتضح الموقف بعد حيث إن الدراما التركية لا تكون الاختيار الأول أو الثاني فيما يخص العرض الرمضاني, حيث يعتمد العرض الأول والثاني علي المسلسلات المصرية لكبار النجوم وخاصة بالنسبة لرمضان المقبل حيث يشارك في الدراما مجموعة من كبار النجوم الذين اتجهوا إلي إنتاج الفيديو ومنهم علي سبيل المثال عادل إمام في مسلسل فرقة ناجي عطا الله ومحمود عبد العزيز في مسلسل باب الخلق. أما بالنسبة للعرض المتوافر طوال العام فقد بدأت الدراما التركية تزاحم المصرية في القنوات المتخصصة لعرض الدراما لرخص أسعار شرائها, إضافة إلي أن المسلسلات التركية بدأت نظام المسلسلات الطويلة التي تتعدي ال50 حلقة مثلا, ولتفادي حدوث المط والتطويل تعتمد علي الأحداث الشيقة والمغامرات. أيضا تعتمد في إنتاجها علي وجود ورشة فنانين بها شخصية فنية معروفة مع مجموعة كبيرة من الفنانين غير المعروفين مع ارتفاع التقنية في الإخراج مما يعطي الفرصة لبيع المسلسلات بأسعار رخيصة جدا. ويقول المنتج صفوت غطاس: بالفعل أثرت الدراما التركية علي تسويق الدراما المصرية وبدأت المحطات المختلفة تخفيض أسعار شراء الدراما المصرية لكن لم تستطع الدراما التركية أن تحل محل الدراما المصرية. كلمة أخيرة: إذا كان هذا هو المشهد الحالي لواقع الدراما المصرية فهل يسارع المبدعون من صناع الدراما في التأليف والإخراج والتمثيل والإنتاج لتقديم مبادرات ايجابية لإنعاش الدراما المصرية واستعادة عرشها مرة أخري ليصبح المبدعون دائما القدوة والمثل لقطاعات وأماكن أخري كثيرة ننتظر التغيير للأفضل؟