أثار اتجاه عدد من القنوات العربية وخاصة قناة MBC لعرض المسلسلات التركية المدبلجة 'نور' و' سنوات الضياع' ردود أفعال متباينة داخل الأوساط الفنية حيث اختلفت ردود الأفعال فالبعض اعتبرها خطوة أولي من القنوات الفضائية العربية لازاحة الدراما المصرية عن الصدارة، والبعض الآخر اعتبرها كارثة تؤثر علي تسويق الدراما المصرية وأسعار بيعها، بينما اعتبر البعض الآخر إنها فرصة جيدة لتحقيق الجودة لأعمالنا في ظل المنافسة الكبيرة في المرحلة القادمة. المنتج صفوت غطاس يري عرض المسلسلات التركية علي الشاشات العربية حاليا يعيد للأذهان ظاهرة المسلسلات المكسيكية التي كانت تعرض منذ عدة سنوات وشهدت اقبالا من المشاهدين وأثرت في تسويق الأعمال الدرامية المصرية وأسعار بيعها. ويقول: تأثير هذه الأعمال في التسويق سيصيب الدراما المصرية بخسارة كبيرة خاصة اذا علمنا ان سعرالحلقة الواحدة من المسلسلات التركية بعد دبلجتها لاتتجاوز 3 آلاف دولار ويبلغ عدد حلقات المسلسل 120 حلقة مما يأخذ فرصة مابين 3 او 4 مسلسلات في العرض علي هذه القنوات ولكن ما يطمئننا بعض الشيء كمنتجين أن الدراما المصرية لاغني عنها للمشاهد العربي ولكن في ظل وجود مثل هذه الاعمال التركية سيتراجع تسويق الدراما المصرية بعض الشيء حيث تقوم القنوات الفضائية بشراء حق العرض الأول للمسلسلات وهذا سيؤدي لخسارة فادحة لشركات الانتاج المصرية! ونبه صفوت غطاس الي وجود خطر قادم يمكن أن يصيب الدراما المصرية في مقتل وهو المنافسة في الجودة في ظل الاعتماد حاليا علي الانتاج الكمي دون النظر للكيف فهل يعقل ان ننتج 50 مسلسلا في العام والجيد منها 9 مسلسلات فقط. وأشار غطاس الي أنه انسحب مؤخرا من سوق الانتاج الدرامي التليفزيوني اعتراضا علي الحالة التي يمر بها الانتاج وطرق تنفيذه. ويختلف المنتج جمال العدل مع صفوت غطاس في ان هناك خطرا يواجه الدراما المصرية بعرض المسلسلات التركية فيقول : لايمكن أن يحدث تراجع لمكانة الدراما المصرية علي خريطة القنوات العربية في ظل وجود هذه النوعية من الدراما التركية لسببين الأول أن المشاهد العربي والقنوات الفضائية لاغني لهم عن الدراما المصرية ونجومها وأي قناة تحاول تحجيم الدراما المصرية علي شاشتها فهي الخاسرة الوحيدة لأن المشاهد سينصرف عنها ويبحث عن الدراما المصرية علي القنوات الاخري، اما السبب الثاني فيتمثل في العدد الكبير لقنوات الدراما المتخصصة حيث بلغ عددها حتي الآن 9 قنوات تذيع الواحدة ما بين ثلاثة أو أربعة مسلسلات في اليوم الواحد وهذا بخلاف القنوات العامة ولايمكن لهذه القنوات ان تعتمد علي المسلسلات المدبلجة فقط!! وأضاف جمال العدل: هذا العام دخلت القنوات العامة في منافسة شديدة في شراء الأعمال الدرامية وبأسعار تقترب من القنوات المتخصصة والخليجية فمثلا قناة دريم اشترت مني مسلسل 'في ايد امينة' ليسرا، و'رمانة الميزان' لبوسي بنفس الاسعار التي سوقت بها لباقي القنوات. وقال جمال العدل: لا اخشي كمنتج من وجود مسلسلات تركية او مكسيكية لأنني اقدم اعمالا ذات جودة تفرض نفسها علي القنوات، ثم ما المانع من عرض اعمال درامية اخري علي القنوات الفضائية بهدف التعرف علي ثقافات جديدة ومختلفة. وأشار الي ان العمل الدرامي الذي لايتم تسويقه بشكل جيد اما ان يكون عملا ضعيفا او يكون العيب في طريقة التسويق لهذا العمل!! المؤلف محمد صفاء عامر يري انه لا يجب ان نشغل انفسنا بالآخرين ولابد ان يكون همنا الاول هو الارتقاء باعمالنا الدرامية لا ان نعمل علي اضعاف الاخر، فعلينا بأنفسنا لاننا نمتلك مقومات التفوق الدرامي ويقول: نعرف جميعا امراض الدراما المصرية المتمثلة في سطوة الاعلانات والرقابة والمغالاة في الأجور والاعتماد علي الكم لا الكيف، وهذه الامراض تم تحديدها بناء علي بحوث ودراسات متخصصة استغرق اعدادها شهورا ولكن يبدو ان القائمين علي الدراما المصرية ليس لديهم رغبة حقيقية في علاجها والنهوض بها واذا استمرت هذه الحالة فسوف تلحق الدراما بفروع الفن الاخري من سينما وغناء ومسرح التي انهارت! وأضاف: يجب ألا نخشي وجود الدراما التركية أو غيرها علي الشاشات العربية لأنها أعمال غريبة عنا، ولكن ما نخشاه ان نظل نعتمد علي الكم لا الكيف وهذا هو الخطر الحقيقي الذي يواجه الدراما المصرية. ويؤكد المخرج اسماعيل عبدالحافظ انه لاخوف علي الدراما المصرية في ظل وجود نوعيات اخري من الدراما سواء خليجية او سورية او تركية مدبلجة لاننا اصحاب اليد في الانتاج والشاشات العربية لايمكن ان تستغني عن الدراما المصرية لذلك نجد اننا مطالبون بكم كبير من الانتاج ليغطي ساعات البث في هذه القنوات وفي ظل هذا الكم لابد أن تكون هناك اعمال متوسطة المستوي فاذا انتجنا 60 مسلسلا وخرج منهما 20 مسلسلا ذا جودة عالية فهذا جيد!! وقال عبدالحافظ: انا غير مقتنع بفكرة الازاحة وما يتردد ان هناك اتجاها لتحجيم الدراما المصرية علي القنوات العربية لانهم هم الخاسرون اذا حدث ذلك.