في حلقتين سابقتين ناقشنا أزمة الدراما, في الاولي اتفق عدد من المخرجين والمؤلفين علي ان قرار اتحاد الاذاعة والتليفزيون بإعادة النظر في انتاجه او مايشارك في شركات الانتاج الخاصة صحيح ويمكنه ان يعيد رسم خريطة الدراما مرة اخري وضبط ايقاعها علي اساس انه اكبر من يمتلك شاشات للعرض, بالاضافة الي كونه اكبر جهة انتاج وامتلاك لبنية صناعة الدراما خاصة الاستديوهات ومدينة الانتاج الاعلامي, وفي الحلقة الثانية ناقشنا تأثير دراما السيت كوم علي الصناعة كلها خاصة بعد انتشارها علي الفضائيات لكن فنانين ومتخصصين في صناعة الدراما اختلفوا علي مدي تأثيراتها, فبعضهم قال انها موضة وتنتهي وبعضهم وصفها بالمسخ, واخرون كان رأيهم انها ليس لها اي تأثيرات سلبية علي صناعة الدراما, وفي هذه الحلقة نناقش تأثير الاعلانات علي صناعة الدراما بعد ان اصبح زمن الاعلانات يفوق الفترة الزمنية التي يعرض فيها المسلسل, بالاضافة الي ان الوكالات هي التي تتحكم في اسم النجم ونوعية العمل, ورغم ان المشاهد تفسد متعته بالاعلانات الا ان المنتجين كان لهم رأي آخر. في البداية يقول المنتج محمد فوزي ان الاعلانات جزء من تمويل المسلسل, والاكيف سيعوض اي منتج مايدفعه في الانتاج, كما انها مهمة ايضا لتمويل القنوات الفضائية ولايمكن الاستغناء عنها او منعها. ويوضح فوزي ان زيادة الاعلانات او ضعفها مابين مسلسل واخر لاعلاقة لها بجودة العمل وقيمته الفنية, لأن الموضوع يعتمد علي الشو الاعلامي الذي يخططه المنتج لعمله, والقدرة علي تسويقه, فمثلا زهرة وازواجها الخمسة للفنانة غادة عبد الرازق حصل علي نسبة اعلانات اكبر من بالشمع الاحمر للفنانة يسرا,وهذا ليس معناه الا اختلاف مكان العرض من قناة الي اخري,او ان احدهما كانت دعايته اكبر, كما ان نجاح المسلسل مقياسه ليس الاعلانات ولكن بأثره لدي المشاهد. ويتفق في نفس الرأي المنتج تامر مرسي الذي يوضح ان نسبة الاعلانات التي يحصل عليها المسلسل تعتمد علي توقيت ومكان عرضه, مشيرا الي ان حجم الاعلانات علي ميلودي دراما ليس هو نفس الحجم علي الحياة مسلسلات,فدقيقتان هنا بنفس سعر ثلث ساعة هنا. ويضيف مرسي ان اختلاف مصادر الوكالات ايضا احد العوامل, ويعتقد مرسي ان الاعلانات لاتؤثر بالسلب علي الاعمال الدرامية ولاصناعة الدراما, خاصة وانها احد اهم مصادر التمويل ويلفت مرسي الي ان الاعلانات ليست مصدر تمويل المسلسل فقط, لكنها ايضا مصدر تمويل للقنوات الفضائية التي تعرض المسلسل, فاذا لم تحصل القنوات الفضائية علي الاعلانات فمن اين ستدفع ثمن حق عرض المسلسل؟ ولايختلف مرسي حول اهمية تنظيم بث الاعلانات اثناء عرض المسلسل, لكنه في نفس الوقت يقول انه لايمكن باي حال منعها حتي لو كانت تسبب مللا للمشاهد. ويضيف ان مسلسلا للفنان عمرو دياب او عادل امام ميزانيته ب مبالغ تتعدي50 مليون جنيه من اين سوف اسدد هذه التكلفة الا الاعلانات. المنتج كريم السبكي قال ان الاعلانات هي مصدر الانفاق علي المسلسلات والتسويق للقنوات الفضائية, مضيفا ان شهر رمضان هو موسم الاعلانات, والدراما هي عروسة رمضان التي تجلب الاعلانات, وتقريبا هو الموسم الاهم. واكد انه شخصيا يصاب بالملل من الاعلانات لكن ما باليد حيلة. ويتفق المنتج اسماعيل كتكت مع السبكي في نفس الرأي وقال انه ايضا يصاب بالملل لكن لامجال لمنعها والا تتوقف صناعة الدراما. واضاف كتكت ان المشاهد الذي يمل عليه ان يراعي انه يشاهد دراما مجانية وليست سينما دفع ثمنها قبل ان يدخل. ويصف المؤلف مصطفي محرم زيادة نسبة الاعلانات بانها نجاح للمسلسل, لكنها لا تجب زيادتها علي حدها لأن مايزيد علي حده ينقلب الي ضده.