كانت حياة مصطفي عبد السلام عبد الوهاب تمضي كغيره من البسطاء.. فهو موظف مؤقت بقناطر الدلتا بوزارة الري, متزوج ولديه خمسة أبناء في مختلف مراحل التعليم, ينفق عليهم كل دخله البسيط وينتظر ان يتم تثبيته في وظيفته ليضمن لهم مرتبا أعلي يلبي لهم احتياجاتهم الأساسية التي حرموا من بعضها.. ولكن! في نوفمبر الماضي شعر بإرهاق شديد وآلام مبرحة بفقرات الرقبة فذهب الي مستشفي العجوزة وهناك أجريت له عملية جراحية بفقرات الرقبة, وبعد أيام بدأ يتماثل للشفاء ويعود لمنزله وعمله وحياته البسيطة وأسرته التي تحتاج اليه, لكن بعد25 يوما من العملية الجراحية عاوده الشعور بالارهاق الشديد فعاد الي المستشفي, وهناك طلبت الإدارة من أسرته دفع5 الاف جنيه تحت حساب العلاج, استدانت زوجته واضطرت الي بيع بعض الأثاث الضروري في منزلها لكن ثمنه لا يتجاوز عشرات الجنيهات التي لا تسدد ديونها ولا تفي بنفقات علاج زوجها ولا تكفي الاحتياجات الأساسية لأبنائها.. ظل زوجها بالمستشفي تحت الملاحظة حتي تم نقله في14 يناير الماضي الي غرفة الرعاية المركزة ومن يومها وهو طريح الفراش لا يستطيع الحركة أو حتي التنفس الا باستخدام جهاز التنفس الصناعي الذي لا يمكن رفعه بل إذا انقطعت عنه الكهرباء فان حياته ستكون في خطر. .. الاطباء اخبروا زوجته انه يمكن خروجه من المستشفي بشرط تركيب جهاز لتنظيم عضلة التنفس والذي يوضع تحت الجلد لكن ثمنه60 الف جنيه بخلاف تكاليف العملية الجراحية اللازمة لتركيب هذا الجهاز.. دارت الارض حول الزوجة المسكينة التي شعرت بالعجز عن انقاذ شريك حياتها ووالد ابنائها.. فكيف لها ان تدبر ثمن الجهاز وهي لم تسدد بعد ديونها التي تراكمت عليها منذ دخوله المستشفي؟! الأمل الان في أهل الخير الذين يبادرون لانقاذ المحتاجين من المرضي وذويهم البسطاء فربما يتبرع بعضهم بثمن الجهاز وتكاليف العملية حتي يعود مصطفي لأسرته التي تحتاجه وعمله المؤقت قبل ان يضيع منه دخله البسيط المتواضع!