انتشر الإسلام في القارة الافريقية بالرغم من مساحاتها الشاسعةعبر الفتوحات والتي تركزت في شمال افريقيا, من خلال التجار المسلمين, والدعاة إلي جانب بعض الطرق الصوفية. ويذكر أن أولي محاولات نشر الإسلام جاءت من خلال السبئيين وهم عرب جنوب شبه الجزيرة العربية أول الشعوب العربية التي أتت إلي الساحل الشرقي لإفريقيا بغرض التجارة, وعلي الرغم من أنهم وفدوا في أعداد قليلة فإنهم داوموا في تجارتهم, واختلطوا بأهل الساحل, وتزوجوا منهم, وأقاموا محطات تجارية, ولم يفقد هذا الساحل شخصيته المميزة, إذ كان يدعم بشكل دائم بالوافدين من جزيرة العرب والخليج العربي ثم جاءت هجرة المسلمين للحبشة, وقد كانت التجارة بين عرب شبه الجزيرة العربية وشعوب شرق إفريقيا ممتدة, ومنها جاء الإسلام, فلما اشتد أذي مشركي مكة للمسلمين أذن الرسول لبعض أصحابه بالهجرة إلي الحبشة, لوجود حاكمها النجاشي الذي ساعد المسلمين كثيرا, وقد كان عددهم ثلاثة وثمانين رجلا وتسع عشرة امرأة. وبالرغم من أن الهجرة الأولي في عهد الرسول لم تترك أثرا كبيرا في حياة البلاد, ولكنها تركت أثرا في نفوس نصاري الأحباش بعد ما وجدوه من علاقة جيدة بين النجاشي والرسول, عليه الصلاة والسلام, من ناحية, والأخلاق الحميدة والمتسامحة التي تمتع بها المسلمون., من ناحية أخري. ولكن الدخول الحقيقي للإسلام في إفريقيا عبر مصر عام20 ه(641 م) في عهد عمر بن الخطاب حيث كانت قاعدة الفتح لإفريقيا الشمالية, وأما بلاد المغرب العربي فبدأ فتحها في عهد عثمان بن عفان وذلك سنة27 ه(648 م) علي يد عبد الله بن سعد بن أبي سرح, وتبعه الأمويون حتي وصل عقبة بن نافع لأقصي الغرب, حيث نجح في نشر الإسلام بشمال إفريقيا جميعها في القرن الأول الهجري وأراد أن يقتحم قلب الصحراء من بحيرة تشاد, لكن نظرا لصعوبة المياه ووعورة الطرق في ذلك الوقت ترفق وبالصحابة تراجع, ثم جاء دور التجار المسلمين ليستكملوا الطريق, حيث قاموا بدور بارز في نشر الإسلام في إفريقيا بشكل عام وذلك لإمتلاكها اثنين من أكثر العوامل المساعدة وهما ساحل البحر الأحمر وساحل شمال أفريقيا اللذان كانا بمثابة حلقتي وصل, لذا فقد كانت الطرق التجارية الواصلة بين المراكز الإسلامية في شمال القارة والبلاد الواقعة فيما وراء الصحراء هي المسالك الحقيقية التي تسرب الإسلام عبرها إلي قلب إفريقيا, وكذا الأمر بالنسبة للطرق التجارية علي طول ساحل المحيط الاطلنطي, فقد قامت هذه الطرق بدور جليل الشأن في نشر الإسلام في بلاد السنغال وأعالي النيجر ومنطقة بحيرة تشاد, كذلك كان شأن الطرق التجارية التي تصل وادي النيل ببلاد السودان وشرق إفريقيا. وقد اثر التجار بحسن سلوكهم وحسن مظهرهم, والوقوف بجانب الافارقة في الأزمات في سرعة انتشار الاسلام بالمنطقة, فقد ظهرت ممالك إسلامية عديدة في غرب إفريقيا كمملكة غانابجنوب شرق موريتانيا, فيما بين الصحراء الكبري والغابات, وكان لها دور كبير في تجارة الذهب الذي ينتج في جنوبها وتشتريه قوافل بدو الصحراء التجارية لتحمله الجمال إلي شمال إفريقيا, وكانت مملكة غانا قد تحولت للإسلام علي أيدي المرابطين بمراكش في القرن الخامس الهجري( ال11م), حيث كون المرابطون دولة إسلامية حكمت شمال غرب إفريقيا والأندلس ما بين عام , ثم أخذ الإسلام في الأنتشار في أرجاء القارة مملكة تلو الأخري..