عندما هبط من الهليكوبتر مستقلا السيارة الميكروباص اعتدل الرئيس المعزول علي مقعده وضبط نظارته ونظر فيمن حوله علي أنهم حرسه ومساعدوه, وعندما هبط من السيارة أغلق زر الجاكيت الأزرق الرئاسي لكنه حينما اقترب من القفص تغيرت ملامحه وثارت ثورته ورفض الدخول أنا رئيسكم جميعا ماذا تفعلون بي. وما أن دخل القفص حتي اصطف اخوانه وعشيرته المتهمون علي جانبيه مصفقين ومهللين عاش صمود الرئيس. يصر مرسي علي أنه الرئيس ويرفع اشارة رابعة فيهيج انصاره يحيا صمود الرئيس. مشهد من محاكمة الرئيس المعزول في أول جلسة طار بعدها إلي سجن الغربينيات برج العقرب ليقضي اولي لياليه في زنزانة من غرفتين بعد أن كان خياله طليقا في أجنحة قصر الاتحادية.. هذا المشهد النفسي تحلله الدكتورة سوسن فايد استاذة علم النفس السياسي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية. قائلة: أن المشهد الذي بدا فيه الرئيس المعزول محمد مرسي يسمي في علم النفس الفصام وهو عالم خاص ينسجه عقل المصاب لهذه الحالة ويعزل نفسه عن كل ما حوله, فالمعزول كان يبدو عليه أنه في حالة من العزلة والتصميم علي أنه الرئيس. واستغرق بعض الوقت لاغلاق زرائر الجاكت الذي كان يرتديه وكأنه مصمم علي أن يظل في وجاهة رئيس الجمهورية. تقول الدكتورة سوسن إن اقرب الاحتمالات لتوصيف حالة الرئيس المعزول النفسية اثناء محاكمته هي الفصام والبارانويا نتيجة عالم السرية التي عاش فيها الإخوان لأعوام طويلة, كما انه يعاني عدم اتزان وحالة من الإضطراب النفسي نتيجة ما تعرض له من صدمة نفسية ورفضه الواقع. ويؤكد الدكتور محمد ماضي أبو العزايم نائب رئيس الاتحاد العالمي للصحة النفسية أن مرسي يعاني صدمة شديدة بعد المنصب الرفيع الذي فقده ويرفض ان يعيش في الواقع الجديد, وبدا عليه التوتر الشديد والاضطراب التفاعلي ومصاب بداء العظمة والكبرياء, ويقول أبو العزايم إن الضغوط التي تعرضت لها مثل هذه الشخصيات في الأزمنة السابقة ظهرت جلية في الوقت الحالي في مشاهد من الغضب افقدهم السيطرة علي انفعالاتهم, ويضيف ان مرسي غير مريض وان ما لوحظ عليه في حالة من المعاناة القديمة ونمط الشخصية الذي اتسم بالكبرياء. ومن جهته اكد الدكتور محمد المهدي استاذ الطب النفسي ان الرئيس المعزول كان في حالة اصرار شديدة علي التمسك بالشرعية, موضحا أن الثبات الشكلي علي شيء واحد أحيانا ما يكون رد فعل لحالة من القلق الداخلي, مشيرا إلي أن الثبات ليس ميزة في كل الأوقات, لأنه كلما كان الانسان اكثر ادراكا ورؤية يستطيع ان ينوع من ردود فعله حسب تغير الأوضاع. وقال المهدي إن مرسي كان مبتسما وكان يخفي وراء هذه الابتسامة خلجاته الداخلية.