رصد علماء الفلك بقايا كويكب كبير خارج مجموعتنا الشمسية غنيا بالمياه, وهو أول اكتشاف من نوعه, مما يعزز الأمل بوجود حياة علي أجرام فضائية خارجية. وهي المرة الأولي التي يرصد فيها العلماء جرما صخريا خارج نظامنا الشمسي يحتوي علي المياه, ويعد الصخر والمياه عنصرين لا بد منهما لتشكل الحياة وتطورها, بحسب ما يقول العلماء في دراسة أوروبية نشرت في مجلة ساينس الأمريكية. وكانت دراسات سابقة أجريت علي بقايا12 كوكبا خارج النظام الشمسي لم تظهر وجود أي أثر للمياه. لكن الدراسة الأخيرة تظهر أن هذا الجرم الفضائي, الذي كان ذا قطر لا يقل عن90 كيلومترا, كان غنيا جدا بالمياه. وتدور بقايا هذا الكويكب حول نجم قزم أبيض أطلق عليه العلماء اسم' جي دي61', وهو يقع علي بعد170 سنة ضوئية من كوكب الأرض, علما أن السنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة واحدة وهي تعادل9460 مليار كيلومتر, والنجم القزم هو نجم' عجوز' يوشك علي الانطفاء. وأكد الباحثون أن كل ما تبقي من هذا الكويكب هو بقايا وغبار تدور حول شمسه الميتة, لكن هناك مؤشرات كيميائية تثبت أن الكويكب كان غنيا بالمياه. وتمكن علماء الفيزياء الفضائية من رصد وجود مواد أخري في بقايا هذا الكويكب, منها الماغنيسيوم والسيليسيوم والحديد والأكسجين, وهي العناصر الأساسية لتكوين الصخور. وتتكون الكواكب الصخرية, مثل كوكب الأرض, من انصهار لكويكبات عدة, وعلي ذلك فإن العثور علي كميات كبيرة من المياه في بقايا كويكب كبير الحجم, يظهر أن العناصر التي تجعل من الكواكب قابلة للحياة متوافرة في ذاك النظام الشمسي' جي دي61' وربما في مجموعات شمسية أخري مشابهة. وكان هذا الكويكب الكبير الحجم( وربما كان كبيرا لدرجة يصح أن يقال عنه كوكب قزم) يحتوي علي المياه بنسبة26 % من كتلته, وهي نسبة عالية جدا إذا ما علمنا أن نسبة المياه علي الأرض لا تتعدي0.02 %من كتلتها. ويبدو أن النجم' جي دي61' كان في غابر الزمن شمسا أكبر بقليل من شمسنا, في الوقت الذي كان الكويكب يدور حوله ويحتوي تحت سطحه علي تلك الكميات الكبيرة من المياه علي شكل جليد. ومن المعروف لدي العلماء ان شمسنا ستخفت في بضع مليارات من السنوات لتواجه مصيرا مثل مصير النجم' جي دي61'. ويقول العلماء ان' جي دي61' استهلكت كل وقودها قبل200 مليون سنة وتحولت إلي نجم قزم أبيض, وقد نجت بعض كواكبها فيما دمرت الكواكب القزمة والكوكيبات من قوة جاذبيتها جراء اقترابها منها. وارتكز العلماء في هذه الدراسة بشكل أساسي علي أعمال المراقبة الفلكية بواسطة التلسكوب الفضائي هابل.