وسط حالة من الغضب والحزن الشديدين, ومطالبة آلاف المواطنين بالقصاص من الإرهابيين والقتلة, شيعت قبل ظهر أمس جثامين شهداء الشرطة الثلاثة, الذين استشهدوا بمحافظة الدقهلية برصاصات الغدر والخيانة, وهم يؤدون واجبهم في كمين مروري بمدخل كوبري الجامعة في المنصورة من ناحية طلخا الساعة الثانية من صباح أمس. فقد هاجمهم ملثمون يستقلون دراجتين ناريتين, وأطلقوا عليهم وابلا من الأعيرة النارية من بنادق آلية, حيث تم العثور علي55 فارغا لطلقات الرصاص بالمنطقة المحيطة بالكمين, وأكد أحد شهود العيان بمكان الحادث أن الجناة فروا هاربين باتجاه طريق رافد جمصة الساحلي. وكثفت الأجهزة الأمنية الأكمنة بحدود المحافظة, بالإضافة إلي الدوريات الأمنية علي الطرق ومداخل مدينة المنصورة, لتعقب الجناة وضبطهم. وقد أدي آلاف المواطنين صلاة الجنازة علي الشهداء بمسجد النصر بالمنصورة, الذي خرجت منه الجثامين في جنازة عسكرية وشعبية مهيبة, حيث حمل زملاء الشهداء جثامينهم علي الأعناق ملفوفة بعلم مصر. وردد الآلاف الهتافات المؤيدة للجيش والشرطة, وطالبوا بسرعة ضبط الجناة, والقصاص منهم, وتم وضع جثامين الشهداء أعلي سيارة إطفاء مكللة بالورود, وتقدم الجنازة اللواءات عمر الشوادفي محافظ الدقهلية, وأحمد سالم جاد مساعد أول وزير الداخلية لمنطقة شرق الدلتا, وسامي الميهي مدير أمن الدقهلية, ولفيف من القيادات الأمنية, والتنفيذية والدينية, وعدد كبير من الضباط والأفراد والجنود, الذين انتابتهم حالة من الغضب الشديد. وحملت ثلاث سيارات إسعاف جثامين الشهداء, وتوجهت الأولي إلي قرية ميت القرشي بمركز ميت غمر, حاملة جثمان الشهيد مساعد الشرطة أحمد عبدالمحسن محمد من قوة مرور الدقهلية, بينما توجهت السيارة الثانية إلي قرية صهرجت الصغري, مركز أجا, حاملة جثمان الشهيد أمين الشرطة محمد صفوت محمد رئيس الكمين, وهو من قوة مركز شرطة طلخا, بينما حملت السيارة الثالثة جثمان الشهيد أمين الشرطة شريف سعد علي من قوة مباحث مركز طلخا, إلي عزبة اسكندر مركز المنصورة. وأدي المواطنون في تلك القري صلاة الجنازة علي هؤلاء الشهداء مرة أخري, قبل تشييعهم إلي مثواهم الأخير. وأكد محافظ الدقهلية أن أجهزة الشرطة تعمل جاهدة لضبط الجناة, مهما يطل الزمن, مشيرا إلي أنه قرر إطلاق أسماء الشهداء الثلاثة علي مدارس بقراهم, وتقديم مساعدات فورية لأهاليهم. وأعلن مدير أمن الدقهلية أنه تم تشكيل مجموعة من فرق البحث الجنائي لضبط الجناة, بالتنسيق مع وزارة الداخلية, وقال: إن هذا الفعل الإجرامي ما هو إلا امتداد لجرائم الإرهاب الأسود التي ترتكبها الجماعات الإرهابية.