كانت مشكلة الحضانات ولاتزال من المشاكل الرئيسية التي تواجه القائمين علي المستشفيات او أهالي الاطفال علي حد سواء بسبب الزحام الشديد علي المتاح منها وعدم تناسب الاعداد الخاصة بها مع عدد الاطفال الذين يحتاجون الي الحضانات في مستوياتها الثلاثة. ولا يكاد يخلو مستشفي من المشاجرات والمشاحنات بسبب أزمة الحضانات والتي تتطلب تدخلا سريعا من صانع القرار لكي تتناسب اعداد الحضانات مع نسب المواليد وفقا للمعدلات العالمية في هذا الشأن ويقول الدكتور أمجد مطر مدير عام مستشفيات جامعة قناة السويس: توجد ثلاثة مستويات للحضانات, المستوي الأول وهو للطفل العادي والذي يحتاج فقط الي استكمال مراحل النمو دون الحاجة الي أجهزة التنفس الصناعي, وهذا النوع من الحضانات يتواجد في جميع المستشفيات الخاصة بوزارة الصحة ومستشفي الجامعة. ويضيف أن المستوي الثاني من الحضانات هو للأطفال الذين يحتاجون الي استكمال مراحل النمو مع الحاجة الي أجهزة التنفس الصناعي, وهذا النوع يتوافر جزء منه في مستشفيات وزارة الصحة ومستشفي الجمعية الشرعية. وأضاف أن المستوي الثالث من الحضانات هو المستوي المتقدم والذي يمثل الازمة في الحضانات وذلك لوجود مزيد من الضغط والزحام علي مثل هذه النوعية, ولعدم وجود هذه النوعية من الحضانات في مستشفيات وزارة الصحة, حيث يحتاج فيه الطفل الي تنفس صناعي مستمر والبقاء في الحضانات لفترات طويلة. ويشير الدكتور أمجد مطر الي وجود نوعية من الاطفال الذين يولدون في مكان ويتم نقلهم الي مكان اخر وهو مما يؤدي الي مايسمي بخلط العدوي وهو ما دفعنا في المستشفي الي اقامة وحدة تسمي وحدة اختلاط الاطفال من الاماكن المختلفة منعا لنقل العدوي بين الاطفال ويضيف أن المستشفي معني في الاساس بتقديم المستويين الثاني والثالث من الحضانات حيث يصل سعر الحضانة الواحدة إلي01 الاف جنيه تصل بالاجهزة الملحقة بها الي005 الف جنيه, وقد تصل النوعيات المتطورة منها الي مليون جنيه حيث إنها تمثل ما يشبه العناية المركزة. ويضيف أن عدد الحضانات لابد ان يرتبط بعدد المواليد حيث يجب ان تمثل01% من نسب المواليد وأن المستشفي يوجد به05 حضانة مقسمة علي المستويات الثلاثة من بينها01 حضانات لمنع اختلاط العدوي ويؤكد أن نسبة الاشغالات في حضانات المستوي الثالث تصل الي001% ويتم الحصول علي اسماء المرضي من الاطفال وأرقام التليفونات الخاصة بهم للاتصال بذويهم عند توافر اماكن ويؤكد الدكتور احمد صالح مدير عام المستشفي العام أن المستشفي يواجه صعوبة في حضانات الاطفال بسبب كثرة الحالات ووجود اطفال يولدون اقل من السن مع صعوبات في التنفس ويشير الي وقوع الكثير من المشاكل والاعتداء علي قسم الاستقبال بسبب نقص المتاح من الحضانات, وأصرار الاهالي علي وضع الاطفال في الحضانات رغم عدم وجود أماكن! ويضيف أنه إزاء هذه المشاكل يتم وضع الاطفال علي حضانات الانتظار لمدة ساعتين الي اربع ساعات لحين العثور علي حضانات في أماكن أخري, كما أننا نقوم بالاتصال بمستشفيات في القاهرة والزقازيق وبورسعيد من أجل مساعدة الاهالي للحصول علي حضانة, ويشير الي أنه يلتمس العذر للمواطنين في مثل هذه الحالات خاصة الذين ينتظرون الاطفال منذ فترات طويلة والذين يسعون الي علاج ابنائهم دون الاستماع الي اي اعذار ويشير مدير المستشفي العام الي أن معظم الحالات التي ترد للمستشفي تتبع التأمين الصحي وفي حالة عدم تبعيتها للتأمين تطبق عليها اللائحة مشيرا الي ان الاسعار تتراوح مابين 150 الي 200 جنيه في الليلة مقارنة بنحو 300 جنيه في المستشفيات الخاصة, وقد تصل الي1000 حنيه حسب حالة الطفل ويؤكد أن هناك تنسيقا تاما مع المستشفي الجامعي في حالة عدم توافر اماكن في المستشفي, كما تمت زيادة عدد الحضانات الايام الاخيرة من14 الي28 حضانة وذلك من خلال مساهمات رجال الاعمال ومحافظ الاسماعيلية. وحول الإهمال الذي يتعرض له الاطفال في الحضانات, تشير نجية ابراهيم محمد حكيمة بالمستشفي الاميري الي انها ادخلت حفيدها الي حضانة احدي المستشفيات الخاصة بسبب نقص الأكسجين وكانت حالته جيدة خلال اليوم الاول حيث كان الوزن طبيعيا ولون جسده طبيعيا ولكن بعد ذلك تغيرت ملامح الطفل الي اللون الاحمر كما كانت هناك بقع دم و بدأت ملامح الأطراف في التغير نحو اللون الازرق وساءت حالته بصورة كبيرة وبدأت لهجة العاملين في المستشفي في التغير, وبعدها تبين أن المستشفي وهي ليس فيه أجهزة للتنفس الصناعي التي بسببها دخل الحفيد المستشفي وهو ما يمثل اهمالا جسيما من المستشفي الذي يبحث فقط عن المادة دون مراعاة حياة البشر, لأنه كان من الممكن أن يخبرونا بانه لايوجد جهاز تنفس صناعي بالمستشفي وتشير الي أنه تم نقل الطفل الي احد المستشفيات الاخري ولكنه توفي بعد نقله الي هناك, وتؤكد أن الامر الغريب ان ادارة المستشفي كانت حريصة علي الحصول علي نفقات إقامته دون الالتفات الي الاهمال الجسيم.