في اطار جولته المكوكية التي تشمل9 دول في المنطقة, أعلن المبعوث الدولي العربي المشترك الي سوريا الاخضر الابراهيمي أمس في العاصمة الأردنية عمان ان هناك شبه اجماع دولي علي أنه ليس هناك حل عسكري للازمة السورية, وأنه لا يمكن انهاء الكابوس الذي يشغل الشعب السوري الا عن طريق حل سياسي. وكان الابراهيمي قد بدأ جولته التي تهدف للتحضير لمؤتمر( جنيف2) للحوار بين النظام والمعارضة, يوم الأحد الماضي من القاهرة, حيث التقي بالامين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي, ثم توجه الي العراق والكويت وسلطنة عمان, قبل أن يصل الي الأردن أمس, بينما ستشمل الجولة ايضا كلا من ايران وقطر وتركيا وسوريا. وقبل أن تنتهي جولة الابراهيمي, شنت المعارضة السورية هجوما حادا علي الدبلوماسي المخضرم, خاصة بعد تصريحه بأنه لا يمكن عقد مؤتمر جنيف دون معارضة مقنعة تمثل جزء مهما من الشعب السوري المعارض. في الوقت الذي انتقده فيه أيضا الرئيس السوري بشار الأسد- خلال حواره مع قناة الميادين اللبنانية- مطالبا اياه بأن يقوم بمهمة الوسيط المحايد. وكاشفا في الوقت نفسه عن رفضه خلال لقاء سابق بينهما سؤال الابراهيمي له عما اذا كان سيترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة, ورده عليه بأن هذا الموضوع غير قابل للنقاش مع شخص غير سوري. وقال لؤي صافي المتحدث الرسمي للائتلاف السوري المعارض ان المستوي الذي وصل اليه الابراهيمي مؤسف, وإذا كان يريد معارضة مقنعة تمثل الشعب السوري فهل يعني هذا أنه مقتنع بتمثيل نظام الأسد للشعب السوري؟ وأضاف صافي قائلا ان الابراهيمي اعترف خلال لقاء وفد الائتلاف معه في نيويورك بأنه لم يحصل من النظام علي أي التزامات ببيان جنيف, ولم يقم بالتحضيرات الضرورية لإيجاد أرضية مقنعة لبدء التفاوض. وقال انه إذا استمر الابراهيمي في هذا المستوي من الأداء والتصريحات فسيكون هناك حاجة لاستبداله بشخص آخر يقنع الأطراف بأنه قادر علي القيام بدور الوسيط الحر والنزيه. كما اعتبر أحمد رمضان عضو الهيئة السياسية للائتلاف أن تحركات الإبراهيمي ضمن محور النظام السوري وإيران تؤكد أنه شخصية تفتقد للمصداقية والأهلية المطلوبة لشغل منصب دولي حساس كما في الحالة السورية. وتساءل قائلا, ماذا فعل الإبراهيمي في بغداد؟ ولماذا لم يطالب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي قال انه يؤيد الحل السياسي بسحب ميليشيات أبو الفضل العباس من سوريا, والذين يحضر مسئولو الأحزاب العراقية الطائفية جنازات قتلاهم بشكل علني أمام وسائل الإعلام؟ وفي غضون ذلك, أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان الاستعدادات الجارية لعقد مؤتمر جنيف2 هي نجاح للمجتمع الدولي برمته, مشددا علي ضرورة تسوية النزاع السوري بالطرق الدبلوماسية السلمية من خلال الالتزام بالقوانين الدولية ودون الالتفاف حول مجلس الامن والامم المتحدة. واشاد بوتين بمواقف بلاده تجاه ضرورة تسوية الأزمة السورية مشيرا الي انها تلقي تفهما وتأييدا لدي غالبية الدول. وفي المقابل, ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية ان الشكوك أصبحت تخيم علي امكان انعقاد مؤتمر جنيف بحلول نهاية شهر نوفمبر, بعد اعلان مجموعة اصدقاء سوريا انه لا دور للرئيس السوري بشار الاسد في مستقبل البلاد, وهو الأمر الذي يرفض النظام مجرد البحث فيه, في حين تتمسك المعارضة بحل يؤدي الي رحيل الاسد. وقالت الوكالة ان البيان الصادر عن دول المجموعة بعد اجتماعها امس الأول في لندن يعد محاولة اضافية لاقناع المعارضة بحضور مؤتمر جنيف الذي يفترض ان يتمثل فيه النظام ايضا, لكن الاصدقاء لم يذهبوا الي حد المطالبة بتنحي الرئيس السوري, بينما جدد الائتلاف الوطني لقوي الثورة والمعارضة السورية علي لسان رئيسه أحمد الجربا رفضه اي تسوية مذلة وتأكيده انه لا تفاوض الا علي مرحلة انتقالية تضمن رحيل الرئيس السوري. وقال الجربا في مؤتمر صحفي عقده بعد الاجتماع اذا كانت بعض الدول تشعر بحرج الموقف الانساني حيال مجازر الاسد وفظائعه وتريد ان تغسل يديها منها عبر تلويث ايدينا باتفاق تسوية مذل, فانها ستسمع منها خمس لاءات: لا تفاوض, لا صلح, لا اعتراف, لا تراجع, لا لعجز المجتمع الدولي. واضاف حين يتم تاليف الحكومة الانتقالية, فان الاسد ومساعديه القريبين الذين تلطخت ايديهم بالدماء لن يضطلعوا باي دور في سوريا. وكان الاسد قد صرح يوم السبت الماضي بأن شروط نجاح مؤتمر جنيف غير متوافرة, معلنا أنه لا مانع لديه للترشح للانتخابات الرئاسية العام المقبل, ومؤكدا أن هذا الموضوع غير مطروح علي التفاوض.