كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن دور منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافةUNESCO في حماية الآثار المصرية من النهب والتدمير , وأكد السفير عمرو رمضان نائب مساعد وزير الخارجية لشئون عدم الانحياز والتعاون الإسلامي والوكالات الدولية المتخصصة متحدثا عن علاقة وزارة الخارجية باليونسكو قائلا: وزارة الخارجية وقطاع المنظمات الدولية يهتمان بتعظيم الاستفادة الوطنية من أنشطة وبرامج هذه المنظمات لاسيما أن لديها خبرات متراكمة من التعامل مع مختلف دول العالم, كما نحرص علي أن يكون التوجه السياسي لهذه المنظمات الأممية متسقا مع ما تم التوافق حوله دوليا, ويراعي المصالح المصرية والعربية والإسلامية, وينسحب ذلك الهدف العام علي علاقتنا باليونسكو, وهناك تنسيق دائم ومستمر مع الوزارات والقطاعات المعنية بعمل المنظمة, خاصة فيما يخص المجالات الرئيسية كالقضايا العربية, وتقوم مصر بجهود محورية خلال اجتماعات المجلس التنفيذي وعلي مستوي اتصالاتنا مع المديرة العامة لمنظمة اليونسكو لحثها للقيام بمسئوليتها في تنفيذ القرارات العربية الخمسة المتعلقة بحماية التراث والمقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين, مثل: مدينة القدس, ومنحدر باب المغاربة بمدينة القدس القديمة, والحرم الإبراهيمي كهف البطاركة في الخليل ومسجد بلال بن رباح, قبر راحيل في بيت لحم, والمؤسسات التعليمية والثقافية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة, إعادة بناء وتنمية قطاع غزة. ونتحرك أيضا علي صعيد المحافظة علي المواقع المصرية, وقد دعت وزارة الخارجية إلي تنسيق الجهود بين الجهات الوطنية المعنية بمواقع التراث العالمي منذ منتصف2013, وذلك للتعامل مع مواقع التراث العالمي المصري في أبو مينا والأقصر( طيبة) والقاهرة التاريخية حيث قامت الجهات المعنية بالعمل علي حل مختلف المشكلات المتعلقة بهذه المواقع التراثية بما في ذلك إزالة التعديات التي تدخل ضمن حرم تلك المواقع من خلال حملات موسعة ومستمرة, وقيام بعض السادة الوزراء بزيارات ميدانية إلي تلك المواقع, كما تم تقديم تقرير عن تلك الإجراءات للجنة التراث العالمي خلال اجتماعها الأخير في كمبوديا.كما نحرص علي الاستفادة من خبرات المنظمة في مجالات استخدام الموارد المائية كبرنامج المياه من أجل السلام في أفريقيا لدعم التعاون من أجل السلام في حوض النيل الشرقي وتحسين سبل إدارة الموارد المائية في إفريقيا بشكل عام وحوض النيل بشكل خاص, وتجدر الاشارة إلي أن مصر كانت ضمن دول مشروع اليونسكوFRIEND/Nile الذي بدأ عام1996 قبل طرح مبادرة دول حوض النيل, كما نقوم بتعزيز الحوار مع المنظمة في مجالات برامج تدريب النساء والشباب وبرامج التعليم والتنسيق بين المنظمة من ناحية وبين قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لدعم استضافة مصر لأعمال كل من المؤتمر العالمي لتنمية الاتصالات ومؤتمر قمة المعلومات علي التوالي خلال عام2014, والتي ستتضمن تحليل الاتجاهات التي تجد في مجال تكنولوجيا المعلومات والخروج برؤية جديدة لمجتمعات المعرفة المستدامة خلال عام2015, إضافة للسعي الحثيث لخدمة المصالح المصرية لدعم مجالات التربية والعلوم والثقافة, وتعزيز أنشطة التعليم وبناء القدرات البشرية, وربط برامج التعاون الفني التي تقدمها المنظمة لخدمة أهداف التنمية الوطنية.وذلك بما يتيح للدولة تحقيق مردود اقتصادي علي المدي القصير والطويل, كما تسعي الخارجية إلي التركيز علي إصلاح دور مكاتب اليونسكو بالقاهرة, ودعم الكفاءات البشرية العاملة به.. وفيما يتعلق بالاعتداء علي متحف ملوي أفاد السفير رمضان إلي أن اليونسكو ولجنة التراث العالمي ليست جهة شرطية, والدول التي تستشعر وجود خطر يتهدد بعض مواقع تراثها تعمل علي إدراجه ضمن قائمة المواقع المهددة مثلما هو القائم في مواقع أبو مينا طيبة بالأقصر والقاهرة التاريخية, ولا يعقل أن يدرج ما تزخر به مصر من تراث ضمن القائمة, وما تعرض له متحف ملوي هو عملية سرقة مفاجئة وتدمير لمحتوياته, وقد أدانت المديرة العامة للمنظمة هذا العمل الإجرامي في بيان رسمي لها عقب الواقعة ودعت إلي احترام التراث المصري الذي يشكل نبراسا لمستقبل البشرية جمعاء, كما عبرت المنظمة عن استعدادها للعمل مع مصر نحو ترميم القطع الأثرية التي تعرضت للتخريب, مع إبلاغ الإنتربول بالقطع المسروقة لمنع نقلها والاتجار فيها وغيرها من إجراءات تمت بالتنسيق مع وزارة الآثار المصرية.