غموض وتكهنات.. أنباء عن خلافات واحتمال وقوع انشقاقات.. ذلك هو العنوان الرئيسي الذي يقفز إلي أعلي الصفحة.. إذا ما حاولنا التعليق علي ما يجري حاليا.. داخل الائتلاف السوري المعارض أكبر تنظيمات المعارضة السوريةومسألة حضوره مؤتمر جنيف2 للحوار مع نظام الرئيس بشار الأسد من عدمها.. وهو المؤتمر الذي تتولي القوي الدولية الكبري الإعداد له حاليا.. بإصرار شديد.. علي أمل عقده في غضون منتصف شهر نوفمبر المقبل. واقع الحال يشير الي أن قيادات الائتلاف سبق أن أكدوا.. مرارا وتكرارا.. أنه لا يمكن قبول الحوار مع النظام إلا من منطلق تنحي الأسد.. إلا أن بيانات الائتلاف الأخيرة وتصريحات رئيسه أحمد الجربا التي جاءت من نيويورك خلال فترة انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة ألمحت كثيرا إلي إمكانية حضور الائتلاف مؤتمر جنيف.. دون التعرض لمسألة تنحي الأسد بوضوح. الدكتور هشام مروة نائب رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف.. هو المهندس القانوني لوثائق الائتلاف الأساسية.. والسياسي البارز به.. وضعنا أمامه كل القضايا والتساؤلات المثارة علي السطح.. فأجاب بحسم ووضوح.. وكان هذا الحوار. كيف استقبلتم تصريح وزير الخارجية السوري وليد المعلم بعدم الاعتراف بالائتلاف كممثل للمعارضة في مؤتمر جنيف للسلام.. وقوله إن المعارضة المقصودة هي الأحزاب المرخص لها.. وأن الرئيس السوري بشار الأسد سيبقي إلي موعد الانتخابات العام المقبل؟ - يري الائتلاف أن تصريح المعلم يعتبر نعيآ مبكرا من الأسد لمؤتمر جنيف, كما يعد تأكيدا لعدم جدية النظام في دعواه المتكررة من قبول مؤتمر جنيف بدون شروط وهو أمر مفهوم تماما للمعارضة التي تعرف بشار الأسد ونظامه فهم يظهرون ترحيبهم بالمؤتمرات الدولية في الوقت الذي يخططون للاستفادة منها كفرص لمزيد من القتل والقمع ظنا منهم أن هذا سينهي الثورة أو يساعد في ذلك وهو وهم كبير. أما تسميته لمن سيحضر المؤتمر من المعارضة بأنها المعارضة المرخصة فهو يريد أن يحاور من لا وجود لهم علي الأرض ولا نصير منهم في الثورة ولا يمثلونها فهذا حوار لا يفضي إلي حل ويستطيع النظام أن يقوم به في دمشق ولا داعي لعناء السفر إلي جنيف فهم موجودون في دمشق.ولكن السؤال الأهم هل يمثلون الثورة فعلا ؟ وهذا أيضا يؤكد ما ذكرناه حول عدم الجدية والمصداقية من طرف النظام لحل الأزمة حسب ما جاء في إعلان جنيف2 الذي نص علي مرجعية قرارات جنيف1 التي ذكرت بوضوح نقل السلطة إلي حكومة انتقالية توافقية وحيث أن المعارضة لا ترضي بالأسد فإنه وأركان نظامه لن يكونوا في الحكومة الانتقالية, هذا المفهوم ايضا غاب عن المعلم, وأشير هنا إلي أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ذكر هذا المعني صراحة في تصريحاته الاخيرة. هل تدركون أن الداخل السوري ومعظم الفصائل المسلحة ترفض مشاركتكم في المؤتمر.. وكيف ستتعاملون مع ذلك؟ - الائتلاف وبكل صراحة منظمة قامت علي أسس نظمتها وثيقته التأسيسية التي تحرم علي أعضاء الائتلاف الحوار أو المفاوضات مع النظام, وأشير هنا إلي الفقرة الثالثة من الوثيقة التأسيسية التي وقعها مؤسسو الائتلاف في2102/11/11 في الدوحة, ومعلوم أن كل من يتصرف أي تصرف بدون تكليف من الائتلاف فإن تصرفه يمثله فقط لا غير بل قد يعرضه لاسقاط عضويته أو حجب الثقة عنه حسب المادة31 من النظام الأساسي للائتلاف, فإذا اقتضت مصلحة الثورة وقرر الثوار أن يكون هناك تفاوض مع النظام يستند إلي تنحي الأسد ورموزه وأركانه وتحققت المحددات التي نصت عيها وثائق الائتلاف ووجدت الضمانات الدولية والسقف الزمني المحدد عندها وبقرار من الهيئة العامة للائتلاف يمكن لمؤتمر جنيف أن يري النور ليساهم في ولادة سوريا بدون الأسد والاستبداد. اذا حضرتم المؤتمر وتم الاتفاق علي وقف اطلاق النار هل تضمنون تنفيذ ذلك.. وكيف ؟ وألا يمكن أن يؤدي هذا الي حرب أهلية عندئذ إذا حاولت كتائبكم منع الفصائل الأخري من إطلاق النار؟ - أولا في الحقيقة إن الظروف علي الأرض لا تشير إلي قرب انعقاد مؤتمر جنيف ولا يمكن للائتلاف أن يحضر مثل هذا المؤتمر في هذه الظروف, فهناك أزمة ثقة بالفعل في النظام الذي لم يلتزم بعهوده. هل يمكن أن تقبلوا بقاء الأسد في السلطة ولو بشكل شكلي حتي انتخابات العام المقبل؟