بدأت أمس بالقاهرة جولة ساخنة من اللقاءات الدبلوماسية والقانونية بين ممثلين عن الولاياتالمتحدةالامريكية وألمانيا والحكومة المصرية شارك فيها السفير جيفري فيلتمان مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشئون الشرق الأوسط, والسفير فولكمار فينتسل مساعد وزير الخارجية الألماني لشئون التحول الديمقراطي في العالم العربي لإجراء مباحثات مع المسئولين المصريين لاستيضاح الموقف بشأن المداهمات التي حدثت لعدد من المنظمات غير الحكومية الدولية في قضية التمويل الاجنبي للمنظمات والاستعداد لاستدعاء مسئولين بها امام سلطات التحقيق وازالة العقبات امام عودتها للعمل مرة اخري وتضم4 منظمات امريكية هي المعهدان الديمقراطي والجمهوري ومؤسسة بيت الحرية ومؤسسة كونراد أديناور الألمانية واكد ديفيد كريمر رئيس مؤسسة فريدم هاوس الامريكية في حوار مع عدد من الاعلاميين خلال زيارته الحالية لمصر أهمية اعادة فتح مقر المؤسسة و السماح بتسجيلها بوزارة الخارجية في اقرب وقت ممكن واعادة الاوراق و المستندات التي تم مصادرتها من قبل اجهزة الامن اثناء عملية مداهمة مقر المؤسسة و عدد من المنظمات المصرية الاسبوع الماضي و توقف الاعلام الحكومي عن مهاجمة منظمات المجتمع المدني في مصر واتاحة العمل لها دون ضغوط لكي تساهم في دعم جهود الشعب المصري الذي يسعي لتشكيل نظام جديد أكثر عدلا وانفتاحا وديمقراطية وتوسعة لنطاق إحترام حقوق الإنسان. و قال ان مكتب المنظمة بالقاهرة يتعرض لكثير من المضايقات علي فترات متفاوتة و هناك فهم غير صحيح لدور المجتمع المدني من جانب بعض المسئولين المصريين و ان هدف المؤسسة هو تحقيق الديمقراطية و ارساء مباديء حقوق الانسان. و في سؤال للاهرام عن دور الادارة الامريكية في حماية المؤسسة بالقاهرة اوضح كريمر انه علي اتصال دائم بوزارة الخارجية الامريكيةبواشنطن في جميع التفاصيل و عندما حضر الي القاهرة اجتمع مع آن باترسون السفيرة الامريكية و تم دراسة الخطوات التي سيتم القيام بها كما قامت باترسون بلقاء اعضاء من المجلس العسكري و طلبت منهم ضرورة وقف الهجمة علي المنظمات و اعادة فتحها مرة اخري كما قام وزير الدفاع الامريكي بانيتا بالاتصال بالمشير طنطاوي و تحدثا معا بخصوص هذا الامر. و قال انه قام بلقاء مسئولين بوزارة الخارجية المصرية, و ابدي انزعاجه الشديد حول ما حدث من مداهمة لمقر مكتب فريدم هاوس بالقاهرة و ضرورة اعادة فتح المقر مرة اخري. و اعرب عن ترحيبه واستعداده لتقديم ايه استفسارات او معلومات حول أية تساؤلات للحكومة المصرية مادام ان ذلك يتم بالاسلوب السليم و انه شخصيا لا يعرف السبب الحقيقي وراء هذه الهجمة علي المنظمات المصرية اوالاجنبية و يري ان هناك اشخاص في السلطة لديهم شك في المجتمع المدني المصري و الاجنبي. و حول سؤال للاهرام عن اعتقاده بقيام النظام السابق بادارة ملف التمويل بصورة جيدة ام لا قال كريمر انه لا يستطيع المقارنة مع النظام السابق و ان أي دولة تتحرك نحو الديمقراطية فان المجتمع المدني بها يلعب دورا مهما اثناء تلك المرحلة و قد قام المجتمع المدني بدوره في التغيير في مصر. و أضاف انه سيتم اصدار تقرير حالة حقوق الانسان في العالم خلال اسبوعين و سيشمل ما تم التوصل اليه حول الوضع في مصر خصوصا التطورات الاخيرة من معاملة المتظاهرين خاصة المرأة و العلاقة بين المسلمين و المسيحيين و استمرار حالة الطواريء و ضرورة محاسبة كل المسئولين عن هذه الانتهاكات و التجاوزات. و ردا علي سؤال للاهرام عن احتمال قيام المنظمات بتجاوز دورها المدني الي الدور السياسي سواء المصرية او الاجنبية وهل يعتقد ان هناك دورا كبيرا لوزيرة التعاون الدولي فايزة ابو النجا في الاحداث.. قال كريمر بانه لا يستطيع سوي التحدث عن مؤسسته فقط فهي لا تدعم أي احزاب او قوي سياسية او اشخاص و ان هدف المؤسسة هو العمل مع المجتمع المدني المصري ولا يعرف دور الوزيرة فايزة ابو النجا في هذا الموضوع وعلق قائلا عليكم سؤالها شخصيا. و أضاف انه يريد تحديد نقطة مهمة ان فريدم هاوس لم تقع في اخطاء تؤدي الي اثارة السلطات المصرية ضدها او قامت بعمل غير قانوني و انهم يعملون بشفافية كاملة و علي اتصال دائم بالمسئولين الحكوميين للحصول علي النصائح القانونية, وأنه حتي الان لا يستطيع ان يعرف ما يدور بعقول الاخرين لكي يستطيع ان يفهم سبب ما حدث و الاجراءات التي تمت من مداهمة لمقار المنظمات و مصادرة اوراق و مستندات خاصة بها. و قال اعتقد اننا نعمل في نطاق القانون و اتمني ان يتم تسجيلنا في اقرب وقت ممكن لأنه لا يوجد سبب مقنع أو إجابة واضحة حول أسباب هذه الأزمة وتوقيتاتها في هذه الفترة, خاصة ان الحملة ضد منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية تمثل نكسة كبيرة للآمال التي ظهرت مع الثورة المصرية في ميدان التحرير فالضغط علي الناشطين ومهاجمة المنظمات غير الحكومية والمنظمات الدولية, يعد إجراء غير مناسب. و اوضح ان مؤسسة فريدم هاوس لم يكن لها أي صلة بمراقبة الانتخابات المصرية التي تمت بصورة منظمة و محترمة و مقبولة من خلال متابعته لها و ان التبكير بتشكيل البرلمان امر هام جدا لاقرار الخطط و الاستراتيجيات لمحاسبة المقصرين وفي سياق متصل أكدت مجموعة العمل الأمريكية الخاصة بمصر, والتي تضم عددا من ممثلي أهم المنظمات ومراكز الأبحاث بالولاياتالمتحدة في خطاب إلي وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون رفضها للهجوم علي المنظمات الحقوقية المصرية والدولية من جانب السلطات المصرية وتري مجموعة العمل, التي تضم ممثلين لمعهد واشنطن ومجلس العلاقات الخارجية ومؤسسة كارنيجي وهيومان رايتس فرست وغيرها, أن ما يحدث في مصر يؤثر علي شكل وطبيعة الديمقراطية, والتي لا تتعلق فقط بالإدلاء بالأصوات في الانتخابات, ولكنها تعني أيضا تعميم المواطنة وإنشاء مؤسسات قوية غير حكومية للقانون والعدالة والسياسة وحقوق الانسان والتسامح لانه لاغني عنها في عملية التحول الديمقراطي