الوطن غالي وعالي وسامي وحبه يسري بعروقنا ودمائنا وشراينها والانتماء له واجب وأمر فأي شيء يهون ويصغر ويتضاءل الا الوطن يعلو ويكبر. ولأننا نمر بمرحلة استثنائية اختلطت فيها كل القيم والمفاهيم التي تربينا عليها وتعلمناها بصغرنا بمفاهيم الجماعات الاخوانية المتطرفة والمغلوطة تعدت حدود الاختلاف في الروءي وانعكست علي اسرنا واطفالنا الصغار في التنشئة والتربية فنسمعهم يهتفون حولنا كما يهتف الكبار بالشوارع بعفوية هتافات عشوائية في باطنها الكراهية وعدم الانتماء للوطن وللجيش لمجرد انهم مختلفون مع فصيل بعينه سياسيا ونسوا انهم ينشئو طفل اليوم ليصبح رجل الغد خطأ فادح لاحظناه وكان يجب علينا دق الاجراس والانتباه فهناك جريمة ترتكب بحق الوطن والاجيال ازرعوا الحب بدلا من زرع الكراهية. الدكتورة أمنة نصير العميد السابق و استاذ العقيدة والفلسفة الاسلامية جامعة الازهر اكدت انه من اخطر الامور التي يجب ان تدركها الاسر او المربي داخل الاسرة عندما ننمي لهذه الطفولة المبكرة للوطن او لرمز الوطن كالجيش. وتحذر الدكتورة آمنة من الخلط بين آرائنا وخلافاتنا السياسية مع اي فصيل مهما عظم شأنه او قل وبين علاقاتنا بأطفالنا وتربيتنا لهم بصورة سوية لأن هذا تصرف اجرامي لابد للاسر ان تنتبه جيدا ويجب ألا تعكس كراهية الكبار نتيجة شحن ما او تجربة لها ابعاد سنيين نعطيها جرعة مرة واحدة لاطفالها لاننا نربي رجل اليوم للمستقبل وهذا الطفل هو الرجل القادم فكيف ننشيء طفلا صغيرا علي كراهية الوطن فبدلا من ان تقص عليه قيمة حب الرسول الكريم للوطن وولائه فهو راي من مكة ما راي وعندما امر بتركها وهجرته لها نظر الي هذا الوطن ليس علي انه الوطن الذي يريد قتله او مطاردته او حتي القضاء عليه وانما الوطن الذي يحبه وينتمي اليه فضرب لنا ابرع الامثلة في الانتماء ويقول لمكة انك احب بلاد الله الي ولولا ان اهلك اخرجوني ما خرجت منك فهذا درس لهذه الاسر يجب ان تلقنه لاطفالها حتي يخفف عنهم ما يرونه بشاشات التلفاز والصحف نعلمهم ان حب الوطن اعظم واغلي واسمي من اي موقف او خصومة مع فصيل فهذا الفصيل اضطر ان يفعل ما يراه هذا الطفل لابد للاسر ان تدرك ان تنشيء الطفولة السوية في علاقتها بالوطن وان ذلك لابد ان يكبر علي اي كراهية او انفصام نفسي فهو امر يعود الي سوية نفسية اطفالنا ثم الي سلامة نشأتهم ثم الي ان يكبر هذا الطفل يكبر في حضن وطن قريب منه وحبيب اليه مما يجعله ينجح ويعمل وينتج ويصبح عضوا ناجحا لذاته واضافة جيد ة له وهذه قضية تربوية لابد من الاسر الانتباه اليها قبل فوات الأوان وزرع المفاهيم الخاطئة في نفوسهم. طفل اليوم كما تقول هو رجل الغد وثروة الوطن ولابد ان تكون ثروتنا خالية من العيوب والمطبات والسوس ثم تقول د آمنة كلنا مطالبون بتنقية انفسنا والوقوف جنبا بجنب مع الوطن ولابد ان يشعر الابناء بذلك ونعمق بداخلهم هذا الفكر والانتماء مهما كانت الاسباب وتضيف انها مرحلة مؤلمة ولكن لا فكاك منها الي ان يستقيم عود الوطن وتقوي مناعته امام هذه الجيوب المظلمة بداخل الجسد المصري لانهم بكل اسف لم يخلصوا النية ولا حسن السلوك ولا صدق العقيدة ولم يعرفوا الطريق الصحيح للوطن اناشد الذين خرجوا عن الطريق وفشلوا فيه واحسبه انه كان ابتلاء ونقمة عليهم لانهم غير مؤهلين له ولم يعرفوا ادواته استقيموا يرحمكم الله ويرحم مصر من هذا الجنون الذي ترتكبونه في حقها وحق المنشات وسلامة الوطن وترك هذه الافواه التي هبت من كل مكان للهجوم علي مصر العظيمة فكم جنيتم علي هذا الوطن وأسأتم الي انفسكم جريمة ارتكبتموها ولن يسامحكم الله عليها وسيكتبها التاريخ نقطة سوداء لكم فلا بديل عن الوطن وحتي وان خدعتم في لحظات ضعف او اغواء.اما الدكتور رشاد عبد اللطيف استاذ تنظيم المجتمع فيقول لابد ان تتخلي الاسر عن الكراهية الموجودة في اخلاقها وسلوكياتها والكراهية تنتقل من خلال التنشة الاجتماعية وبالتالي يفقدون ابنائهم فلذات الاكباد دون اي منطق او سبب ينظرون الي مستقبل مصر ويندمجوا مع الحياة ويحققون اهدافهم في الحفاظ علي الدين الصحيح لانه يدعو الي التسامح وعدم الكراهية وبالتالي حينما يلجاون للدين سوف يجدون فيه العلاج المناسب الدين الصحيح وليس الدين الاخواني ان يحاولوا بقدر الامكان ان يندمجو بصورة او باخري فيما يقوم به المجتمع من جهود من اجل المصالحة الوطنية التي تشمل في طياتها احتواء كافة الفئات ونبذ العنف وتضميد الجراح في هذه الحالة سوف يضمنون لابنائهم مجتمعا بلا صراع وفرصة عمل ومشاركة حقيقية تنبذ العنف والكراهية وعلي المجتمع ان يوجه خبراته الي هذه الاسر يدعوهم الي الاشتراك الفعال بالمجتمع من خلال فتح فرص العمل واستعانة بمجموعة من الدعاةالمعتدلين لمواجهة الحقائق والاجابة علي هذه الجوانب المخلة بقيم المجتمع واستقراره وان يقدم المجرمون الي ساحات العدالة حتي تشعر هذه الاسر بانها في جو مستقر ولا تلاحق امنيا ولا يمنع ابناؤهم من فرصة الحياة بهذه الجوانب ولابد ان نرقي بأطفالنا بتربيتهم مهما كانت افكارنا واختلافنا السياسي المجتمعي فلابد ان تقوم علي التسامح ونبذ العنف العدل وان تستقر شراع المجتمع علي نهر الحياة الذي يمدنا بالحياة والاستقرار وانني اقول ان كبار السن بالحكمة والاسر من خلال التربية هي التي يمكن ان تحقق مواجهة فعالة ضد الحيل الشيطانية والافكار المدمرة للمجتمع و تري الدكتورة سامية الساعاتي استاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس ان الآباء يرتكبون كارثة عندما يربون ابناءهم علي الكراهية قد لايقصدون ذلك وانما ايمان الاباء بفكر او بجماعة معينة قد ينعكس سلبا علي ثقافتهم لصغارهم فنجد اطفال اليوم الذين هم شباب الغد يتربون علي عدم الانتماء والتضحية والعبث بالوطن او التقليل منه في صورة الرمز وليكن رئيسا او جيشا لمجرد انهم يؤمنون بجماعة معينة او بفكر معين فيزرعون داخلهم الكراهية منذ الصغر فهم تربوا علي عدم الحب والانتماء وتم ارضاعهم الكراهية فالحب قدرة ءالهيه فكيف تتغير الي الكراهية فنحن ندمر شخصية ابنائنا بأفكارنا وسلوكياتنا غير المسئولة. الكره يأكل الاخضر واليابس عندما نعلم اولادنا كره الوطن والجيش وعدم الانتماء له هنا نتوقف عند مجتمع حدث لديه انفصام بالشخصية وسوس ينخر في جدار الوطن.. فالنتعلم كيف نحب الوطن حتي يحبنا. ومن رضعوا كثيرا من الكراهية ان يتركوا ابناء اليوم يصيغون حياتهم بعيدا عن الكراهية والظلم وان يعرفوا الحقائق بانفسهم ويتركوا ابناءهم ليعرفوا ان جيشهم جيش امين علي البلاد وان مسالة الخلاف ليست مسألة شخصية وانما تتسامي الي مصلحة الوطن.