جاء قرار الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بوقف أي إمام يهاجم القوات المسلحة أو الشرطة أو مؤسسات الدولة أو الرموز الوطنية في خطبة الجمعة أو الدروس الدينية بالمساجد, ليضع حدا لحالة الفوضي التي شهدتها منابر المساجد خلال الفترة الماضية, والتي أثرت علي العمل الدعوي, وأقحمت المساجد في الصراع السياسي والحزبي. ورحب أئمة ودعاة الوزارة بالقرار الجديد, مؤكدين أنه خطوة جيدة لتطهير المنابر من الفكر المتشدد, وأكدوا أن قرار منع غير المتخصصين من صعود المنابر, وكذلك وقف أصحاب الفكر المتشدد عن العمل, يعد صفعة قوية لدعاة الفتنة, وخطوة لمحاصرة أصحاب الفكر المتشدد بالأوقاف. وقال الشيخ صبري عبادة وكيل وزارة الأوقاف بالدقهلية, أن هذا القرار يعد بداية حقيقية لعودة الفكر الوسطي لمنابر وزارة الأوقاف, مشيرا إلي أن الفترة الماضية شهدت سيطرة أصحاب الفكر المتشدد علي المنابر, الأمر الذي أثر علي العمل الدعوي بشكل كبير, وكان سببا في ظهور الكثير من الأفكار الخاطئة التي كان لها تأثير بالغ علي استقرار الوطن. وأوضح أن القرار يهدف لدعم مؤسسات الدولة التي تقوم علي حفظ الأمن والأمان في الوطن, فالوقوف خلف هذه المؤسسات يعد واجبا وطنيا وضرورة شرعية, ولابد أن يلتزم جميع أئمة الأوقاف بهذا القرار الذي جاء في الوقت المناسب, لأن الهجوم علي مؤسسات الدولة وعلي الرموز الوطنية من فوق المنابر يعد كارثة, وهذا سلوك خاطئ ومرفوض ومن يقوم به يرتكب جريمة في حق الوطن, مشددا علي أن هذه الأفعال تتنافي مع القيم والمبادئ التي تربي عليها أبناء الأزهر الشريف. من جانبه أكد الشيخ جابر طايع وكيل وزارة الأوقاف بالجيزة أن التطاول علي القوات المسلحة والشرطة ومؤسسات الدولة والرموز الوطنية, يعد جريمة في حق المجتمع, ولا يجب أن يقوم أي إنسان بالتطاول علي هذه المؤسسات, ولذلك فإن واجب الأئمة والدعاة في هذه الظروف الصعبة يتمثل في تصحيح المفاهيم وتوضيح الحقائق للناس, وحث المواطنين علي الوحدة والتعاون والتكاتف والوقوف خلف القوات المسلحة والشرطة, مشيرا الي أن الوزارة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هؤلاء الذين ينشرون الفتنة والفرقة بين أبناء الوطن الواحد. وأشار الدكتور السعيد محمد علي مدير عام بحوث الدعوة بالأوقاف, إلي أن وزير الأوقاف اتخذ هذا القرار لحرصة علي اللحمة الوطنية, لأنه إذا قام إمام من فوق المنبر بمهاجمة القوات المسلحة أو الشرطة, فهذا يخلق حالة من العداء مع هذه المؤسسات والتي هي من ركائز الدولة, وأوضح أن هذا القرار الصارم يعد رسالة قوية من جانب وزير الأوقاف لجميع الأئمة, بضرورة إعلاء مصلحة الوطن فوق أي اعتبار, ولذلك لابد أن يلتزم الجميع بهذه التعليمات حفاظا علي الوطن, لأن استخدام المساجد في مثل هذه الأمور يؤدي للانقسام والفرقة. ووصف الشيخ محمد عثمان البسطويسي رئيس نقابة الأئمة, قرار وزير الأوقاف بأنه قرار شجاع لمواجهة الفتنة والفوضي التي سادت خلال الفترة الماضية, مشيرا إلي أن هذا القرار يعد بداية حقيقية لتصحيح المسار وعودة الفكر الأزهري الوسطي لمنابرالأوقاف, وشدد علي أن أئمة الأوقاف الأزهريين يلتزمون بهذا القرار ولديهم وازع وطني تجاه المؤسسات التي تحمي الوطن, لكن الممارسات الخاطئة التي حدثت خلال الفترة الماضية, كانت ظاهرة جديدة علي وزارة الأوقاف.