علي الرغم من أنها حكومة إنقاذ وطني جاءت لتحقيق إنجازات علي الأرض تتجاوز بها اعتصامي رابعة والنهضة, فإن حكومة حازم الببلاوي تبدو مرتبكة وبطيئة الأداء, وتحاول أن تضع خططا استراتيجية مستقبلية, يتجاوز مداها ال02 عاما, علي الرغم من أن عمر الحكومة محدد بنحو تسعة أشهر, وتنفيذ خريطة الطريق التي تم الاتفاق عليها في بيان القوات المسلحة في3 يوليو الماضي. إن حكومة الببلاوي يتعين عليها أولا أن تعالج الأزمات اليومية التي يعيشها الشارع قبل الحديث عن خطط مستقبلية لا تملك أن تنفذها لأنها ببساطة ليس لديها الوقت لذلك, كما أن عمرها لن يمتد لعدة أشهر, فأزمات ارتفاع الأسعار اليومية تحاصر المواطنين, وفرض الأمن المفقود في الشارع, والسيطرة علي عمليات البلطجة وسرقة سيارات المواطنين, وتوفير السولار والبنزين والسلع الضرورية. مطلوب الآن تحقيق إنجازات سريعة فيما يتعلق, سواء بوضع دستور جديد, أو إدخال تعديلات علي دستور2102, والانتهاء من هذا الأمر في أسرع وقت ممكن للإعلان عن موعد إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية, وبمثل هذه التطورات سوف يتم تجاوز اعتصامي رابعة والنهضة وغيرهما, مصر في أزمة, وتحتاج إلي قرارات جريئة وحاسمة, إلا أن هؤلاء القادة القادرين علي اتخاذ مثل هذه القرارات غير موجودين حاليا, ويبدو أن كل من يتولي مسئولية يؤثر السلامة, ويخشي من اتخاذ قرارات حاسمة حتي إذا كانت في مصلحة المواطنين, قد يحاسب عليها غدا, فالوقت رمادي, ولا يعلم أحد ماذا يمكن أن يحدث غدا! والمدهش أننا مازلنا نختار القيادات المطلوب منها اتخاذ قرارات جريئة وحاسمة ممن هم فوق ال07 وال08, ومع كامل الاحترام لهؤلاء, فإن أدوارهم انتهت, ولن يكون بإمكانهم اتخاذ القرارات التي نريد, أو التي تناسب المرحلة. إننا نريد قيادات شابة تعبر بمصر بكل جرأة وجسارة المرحلة الرمادية الحالية, حتي وإن كانت هناك بعض التضحيات, مادامت كانت قيادات وطنية وصادقة, المهم أن تكون مبدعة ولديها أفكار جديدة وليست أفكارا أكل عليها الزمان وشرب!. لمزيد من مقالات منصور أبو العزم