نقلت الحضارات المختلفة عن المرأة المصرية صناعة' كعك العيد' كأحدي الصناعات التي تميزت بها, فمنذ عصر الحضارة الفرعونية أول حضارة ظهر بها, ونساء العالمين ينقلون عن المصريات تلك الصناعة التي جابت بلدان العالم المختلفة ولم تكتف ببلدان العرب وصلت إلي الصين لتهتدي المرأة الصينية بنظيرتها المصرية في صناعة الكعك, وبهذا نجحت المرأة المصرية في أن تؤصل عادة مصرية قديمة بل وتصدرها لعديد من الدول العربية التي تصنع كحك العيد المصري, وكذلك المسلمون في بعض الدول الأجنبية ليس لمذاقه الطيب واللذيذ فقط بل أيضا كنوع من التعبير عن الفرحة بقدوم عيد الفطر المبارك. وكانت بداية ظهور كعك العيد منذ حوالي5 آلاف سنة في عهد الفراعنة, حيث اعتادت زوجات الملوك علي تقديم الكعك للكهنة القائمة علي حراسة الهرم خوفو يوم تعامد الشمس علي حجرة خوفو, وكان الخبازون في البلاط الفرعوني يتقنون صنعه بأشكال مختلفة بلغت100 شكل نقشت علي مقبرة الوزير' خميرع' الأسرة ال18, وكان يسمي' القرص' حيث كانوا يشكلون الكعك علي شكل أقراص علي هيئة تميمة الإلهة' ست' إحدي التمائم السحرية التي تفتح للميت أبواب الجنة- حسب مايعتقدون- كما كان البعض يصنعه علي شكل حيوانات أو زهور, أو يرسمون عليه صورة للإله رع( إله النور), وصور صناعة كعك العيد علي مقبرة' الوزير' خميرع' تشرح طريقة عمل الكعك عند الفراعنة والتي لم تختلف إلي الآن عنها في شئ.. لكن في عصر الطولونيين كانوا يصنعونه في قوالب مكتوب عليها' كل وأشكر', وكان أبو بكر المادراني وزير الدولة الاخشيدية صنع كعكا في احدي أعياد الفطر ثم قام بحشوه بدنانير ذهبية وأطلقوا عليه' أفطن إليه' أي انتبه للمفاجأة التي فيه, وكان يقدم للعامة في دار الفقراء علي مائدة طولها200 متر بعرض7 أمتار, أما الخليفة في الدولة الفاطمية فقد خصص20 ألف دينار لعمل الكعك فتتفرغ المصانع له من منتصف شهر رجب, ويتم ملئ مخازن السلطان به ليقوم الخليفة بتوزيعه, وتم تخصيص إدارة حكومية' دار الفطرة' لتقوم بتجهيزه وتوزيعه علي الناس الذين كانوا يقفون أمام أبواب القصر الكبير ليحصل كل منهم علي نصيبه, وأشهر من صنعت كعك العيد هي السيدة' حافظة' التي كانت تنقش عليه عبارات مختلفة مثل' تسلم إيديكي يا حافظة', أو' بالشكر تدوم النعمة'.