يعتقد الكثيرون منا بأن كعك العيد بدأ في مصر مع بداية العصر الفاطمي ولكن الحقيقة التاريخية تؤكد أنه بدأ قبل ذلك بكثير.. فقد عرفه المصريون منذ أيام الفراعنة؛ حيث اعتاد المصريون القدماء تقديم الكعك علي هيئة قرص الشمس وصنعوه من دقيق القمح والسمن وعسل النحل.. وكانت زوجات الملوك يقدمن الكعك للكهنة القائمة لحراسة الهرم خوفو في يوم تعامد الشمس علي حجرة خوفو. وقد وُجدت أقراص الكعك محتفظة بهيئتها ومعها قطع من الجبن الأبيض وزجاجة عسل النحل. دخل الكعك مصر في عهد الفاطميين ضمن مباهج العيد ومستلزماته ومن بعدهم تناول المماليك والعثمانيون صناعة الكعك بإتقان.. ولكن التاريخ يذكر أيضا أن الدولة الإخشيدية سبقت الدولة الفاطمية في صنع الكعك في العيد، ومن الطرائف التي تروي عن كعك العيد أيام الإخشيدية أن أبابكر محمد بن علي المادراني وزير الدولة الإخشيدية صنع كعكاً في أحد أعياد الفطر وحشاه بالدنانير الذهبية، وأطلق عليه وقتئذ اسم "افطن إليه"، أي انتبه للمفاجأة التي فيه. فى عام 1124 ميلادية خصص الخليفة الفاطمي مبلغ 20 ألف دينار لعمل كعك عيد الفطر؛ فكانت المصانع تتفرغ لصنعه منذ منتصف شهر رجب، وكان الخليفة يتولى توزيعه بنفسه، وكانت مائدة الخليفة العزيز الفاطمي يبلغ طولها 1350مترًا وتحمل 60صنفًا من الكعك والغريبة، كما أنشأت في عهده أول دار لصناعة الكعك سُميت "دار الفطرة" وكان حجم الكعكة الواحدة في حجم رغيف الخبز، كما تم تخصيص 16 ألف دينار لإعداد ملابس لأفراد الشعب بالمجان، ولذلك أطلق على عيد لفطر "عيد الحُلل". القرنان الرابع عشر والخامس عشر الميلاديان شهدا اهتماماً كبيراً من جانب الوقفيات (الأوقاف) بالكعك؛ فيذكر أن وقفية الأميرة "تتر الحجازية" تأمر بتوزيع الكعك بأنواعه المختلفة على المدرسين والموظفين الذين يعملون في مدرستها. وقد أضيف للكعك العيدي من الأنواع والأشكال كالبسكويت والغريبة والبيتى فور وغيرها من الأشكال التى يُعتبر المصريون رواداً فى صنعها، تعبيراً عن فرحة عيد الفطر عقب شهر الصيام المعظم "رمضان". شاهد الفيديو