يعتقد كثير من المصريين أن كعك العيد اختراع مصري خالص ظهر في البلاد وبين أيدي العباد قبل آلاف السنين من قدوم الفاطميين إلى مصر. ويقول كثير من الخبراء إن المصريين عرفوا الكعك منذ ما يقرب من خمسة آلاف عام، حيث اعتاد الفراعنة القدماء صناعة الكعك على هيئة قرص الشمس من دقيق القمح والسمن وعسل النحل وتقول بعض الروايات إن زوجات الملوك كن يقدمن الكعك للكهنة القائمين على حراسة هرم خوفو في يوم تعامد الشمس على حجرة خوفو ويدلل بعض خبراء علم المصريات على ذلك ببعض أقراص الكعك التي عثر عليها محتفظة بهيئتها ومعها قطع من الجبن الأبيض وزجاجة عسل النحل داخل هرم خوفو. والمؤكد أن كعك العيد بصورته الحالية دخل إلى مصر في عهد الفاطميين ومن بعدهم تناول المماليك والعثمانيون صناعة الكعك بإتقان وإن كانت بعض المراجع التاريخية تقول إن الدولة الإخشيدية سبقت الدولة الفاطمية في صنع الكعك في العيد ومما يروى في ذلك أن أبا بكر محمد بن علي المادراني وزير الدولة الإخشيدية، صنع كعكا في احد أعياد الفطر، وحشاه بالدنانير الذهبية ووزعه على الناس الذين أطلقوا عليه اسم “افطن إليه” أي انتبه للمفاجأة التي فيه. وخصت الدولة الفاطمية كعك العيد بالرعاية والاهتمام البالغين لدرجة أنها خصصت له إدارة حكومية سميت باسم “دار الفطرة”، وكانت هذه الإدارة تضطلع بمهمة تجهيز وتوزيع الكعك على الفقراء من عامة المسلمين. كان عامة المصريين يقفون في يوم العيد أمام أبواب القصر الكبير ليحصل كل فرد منهم على نصيبه من الكعك الذي تعد المصرية “حافظة” هي أشهر من صنعته في ذلك الزمان وكانت تنقش عليه عبارات مختلفة مثل “تسلم إيديكي يا حافظة” أو “بالشكر تدوم النعمة”. وتمنح كل كعكة صاحبها حسبما يقول خبراء التغذية ما بين 500 إلى 600 سعر حراري حيث تحتوي كل كعكة على 25% نشويات 30% سكرا و25% دهونا فيما يحتاج جسم الإنسان إلى حوالي 1600 سعر حراري يوميا بما يعني أن تناول ثلاث كعكات يكون كافيا لإمداد الجسم بالطاقة التي يحتاجها طوال اليوم.